فنون «الأنيميشن» وإنتاج الأفلام القصيرة تستهوي زائري «حكايا مسك»

المهرجان أتاح فرصًا للتدريب وعرض إبداعات جيل الشباب في مجالات كثيرة

زوار يستمعون لإحدى الندوات عن مبادئ صناعة الرسوم المتحركة
زوار يستمعون لإحدى الندوات عن مبادئ صناعة الرسوم المتحركة
TT

فنون «الأنيميشن» وإنتاج الأفلام القصيرة تستهوي زائري «حكايا مسك»

زوار يستمعون لإحدى الندوات عن مبادئ صناعة الرسوم المتحركة
زوار يستمعون لإحدى الندوات عن مبادئ صناعة الرسوم المتحركة

حرص آلاف الزائرين لمهرجان «حكايا مسك»، على زيارة الأقسام الإبداعية، وهي محترف الكتابة، وساحات الرسم، ومعمل الأنيميشن (صناعة تحريك الرسوم)، وقسم الإنتاج المرئي، وحضور ورشات العمل التي تدربوا فيها على مبادئ وأساسيات في الكتابة ومهاراتها المتنوعة، والرسم بطرق متعددة، وفنون تركيب وتحريك الرسوم، وإنتاج الأفلام ومقاطع «اليوتيوب».
واختتمت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» فعاليات «حكايا مسك» في نسخته الثانية بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية غرب السعودية أول من أمس، بعد ثلاثة أيام من الأنشطة الشبابية المتواصلة، التي شهدها 66728 زائرا بحسب اللجنة المنظمة.
وفي الوقت الذي حقق فيه سوق حكايا مبيعات كبيرة لأعمال فنية من لوحات رسم ومجسمات وأعمال يدوية، شارك فيها شباب وشابات سعوديون، شهد مسرح حكايا تواجدًا كبيرًا من الزائرين، في حين كان لفقرة حكايا المرابطين حضور لافت من الإعلاميين المشاركين وبعض أسر الشهداء الذين استضافهم المسرح خلال الأيام الثلاثة للمهرجان.
وفي اليوم الأخير استضافت فقرة حكايا مرابطين الإعلامي الكويتي عادل العيدان والإعلامي السعودي خالد العقيلي، اللذين تحدثا عن تغطيتهما لأحداث الحد الجنوبي للسعودية.
وشدد عادل العيدان على ضرورة عدم الالتفات إلى الأخبار المصطنعة والكاذبة التي تنقلها وسائل إعلام معادية، مستشهدًا بخبر إحدى القنوات المغرضة التابعة للمخلوع علي صالح عندما بثت خبرًا عن تقدم الحوثيين إلى الخوبة، موضحًا أنه عندما توجه وفريق العمل من الطوال إلى الخوبة، فندوا تلك الأكاذيب، إذ نقلوا الصورة على حقيقتها، مضيفًا: «وبالتالي فإن الأعداء يحاولون اختلاق الأكاذيب للتأثير على المرابطين هناك».
وتطرق الإعلامي خالد العقيلي إلى العمل البطولي الذي يقوم به المرابطون على الحد الجنوبي، مشيرًا إلى أنه شاهد الجهود الكبيرة التي يقومون بها لحماية الوطن.
تفضيل وسائل التواصل الاجتماعي وشهد استوديو الإنتاج أحد الأقسام الإبداعية في «حكايا مسك»، حضورًا لافتًا من الشباب والفتيات الذين ركزوا على المحتوى المرئي عبر موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» بعيدًا عن البرامج التلفزيونية، نتيجة قرب الأول منهم.
وبررت الزائرة مروج عون، تحوّل«يوتيوب» إلى منصة ملائمة للأعمال الشبابية، بسهولة مشاهدة المقاطع في أي وقت وكل مكان، فضلاً عن كونه يقدّم جرعات قصيرة ذات رسائل وأهداف واضحة.
في حين، عزت كاتبة المحتوى المرئي رنا عطوفة، قلة متابعة البرامج التلفزيونية من قبل الجيل الشبابي، إلى عدم إعطاء القنوات مساحات كافية للشباب في التعبير عن المحتوى المرئي لبرامجهم. وأضافت: «جودة المحتوى المرئي في يوتيوب الأقرب إلى قلوب الشباب، لا سيما أن القنوات التلفزيونية لا تعطي فرص تقبّل الفكر الشبابي والآراء المتعلقة به واحتوائه».
واعتبرت أن معالجة المحتوى قبل تحويله إلى مرئي، إحدى أهم خطوات إنتاج أي عمل مرئي، ثم اختيار المنصة المناسبة لعرضه، معتبرة أن الإبداع في المحتوى المرئي بحاجة إلى إعداد واحتضان وإشراف ثم تحقيق. وأكدت أهمية البحث عن أي محتوى قبل كتابته، مع الابتعاد عن التكرار في الطرح وتطوير طرق طرح القضايا الموجودة في المجتمع للخروج بانطباعات جديدة تخدم هذا المحتوى. وتابعت: «تفقد البرامج الشبابية رونقها إذا ما تم نقلها من يوتيوب إلى برامج تلفزيونية، في ظل نمطية القنوات التلفزيونية ورفضها القالب الشبابي الذي يتسم به يوتيوب». وفي منتصف سوق حكايا الذي يضم 15 ركنًا إبداعيًا لشباب وشابات سعوديين، وقفت شهد المالكي ذات الـ13 عامًا لتقدم لوحاتها الفنية التي تتحدث عن نفسها أمام زوار مهرجان «حكايا مسك» الذي منحها فرصة المشاركة.
وذكرت شهد أنها اختارت مهرجان حكايا مسك ليكون منصة لعرض أعمالها الإبداعية في رسم اللوحات بطريقتها الخاصة، عازية ذلك إلى النجاح الذي شهده المهرجان في دورته الأولى في منطقة الرياض قبل أشهر عدة.
وأضافت أنها وجدت الفرصة الكبيرة عندما أعلن القائمون على المهرجان أن إقامة الدورة الثانية من المهرجان ستكون بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، حيث أكدت أنها علقت آمالها على المشاركة في سوق حكايا، وهو ما تحقق لها، وأصبح واقعًا تنثر فيه إبداعاتها في مجال الرسم الذي كان بالنسبة لها الهواية الأولى منذ أن كانت في الصف الأول الابتدائي. وتطرقت شهد إلى أنها بدأت ممارسة الرسم، وعمرها لم يتجاوز ستة أعوام ورسمت لوحات إبداعية وهي في الصف الأول الابتدائي، معتبرة المشاركة في حكايا مسك يزيد من شغفها وتنمية مهاراتها عبر ورشات الأعمال المتخصصة في ساحة الرسم.
وعلى مسرح حكايا مسك، كان فريق «حبل غسيل» يأخذ فكرة أو موقفًا أو حلمًا من الجماهير ليجسدها أمامهم ارتجاليًا، إذ يتحرك أحد أعضاء الفريق إلى الحبل الذي يحمل كثيرا من الملابس المستخدمة على المسرح، ويختار الزي الملائم للشخصية التي رسمها في خياله ويبدأ بتمثيلها، فيلحق به زملاؤه كل بحسب الدور الموجود في مخيلته. وذكر أحد أعضاء فريق «حبل غسيل» فيصل الدوخي أن فكرة «حبل غسيل» بدأت لدى مدير الفريق محمد الجراح، فلاقت استحسانا لكونها تندرج ضمن الـ«بلاي باك» الذي لا يوجد في منطقة الخليج.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».