أسئلة في فيلمين عراقيين إجاباتها موجودة في فيلم بوسني

مهرجان أبوظبي السينمائي - 6

أسئلة في فيلمين عراقيين إجاباتها موجودة في فيلم بوسني
TT

أسئلة في فيلمين عراقيين إجاباتها موجودة في فيلم بوسني

أسئلة في فيلمين عراقيين إجاباتها موجودة في فيلم بوسني

في حين أن الفيلم العراقي «همس المدن» لقاسم عبد جرى تنفيذه بميزانية محدودة، قيل أكثر من مرة إن الفيلم العراقي الآخر «تحت رمال بابل» لمحمد الدراجي كلـف مليون دولار. على الشاشة الفيلمان متساويان تقريبا كنوعية. لكن بينما لا يشي «همس المدن» بأنه كلـف أكثر من الكاميرا ومونتاج الصوت «وبعض التوليف الصوري»، فإن الفيلم الثاني لا يعكس شيئا من ذلك الإنتاج الكبير على الشاشة. تتساءل أين ذهب ذلك المليون عندما تطالعك صورة ما زالت فقيرة.
«تحت رمال بابل» و«همس المدن» - كذلك بعض الأفلام العراقية الأخرى ومعظمها أفضل عملا ومنها «بلادي الحلوة.. بلادي الحارة» و«قبل سقوط الثلج» - تمتـعا بدعم من صندوق «سند» الذي أسدى ولا يزال خدمة كبيرة لمخرجين عديدين، لكن الاختيارات ليست دائما موفـقة. المناسبة المتاحة لمشاهدتهما هي مهمـة بحد ذاتها. الموقف حيالهما لا علاقة له بالمصدر أو بميول شخصية من أي نوع، بل مجرد محاولة لقراءة الصورة ومطالعة الفيلم من جوانبه التي اختارها لنفسه، كما على الناقد أن يفعل. كذلك ليس المقصود تعميم الصورة خدمة للاعتقاد بأن هناك موقفا مسبقا من شيء معيـن.
«همس المدن» فيلم تسجيلي يقول مخرجه إنه صور في عشر سنوات، وتقول مصادر مقربة بأن التصوير جرى بتقنية الهاتف الجوال، لذلك يطالعنا السؤال حول حقيقة هذا الأمر على أساس أن الهواتف الجوالة ذات الكاميرا لم تكن متوفـرة قبل عشر سنوات فكيف تسنى للفيلم أن يصور بكاميرا هاتفية؟
إذا ما تجاهلنا هذا السؤال المحق (الذي لا بد من أن له تفسيرا مقنعا) فإن السؤال الآخر الأهم هو لماذا جرى تصوير هذا الفيلم؟ أين المبرر؟ أين السبب؟ لماذا على المشاهد أن يجلس في الصالة ليراقب مشهدا واحدا يمتد لأكثر من ساعة؟
«همس المدن» فيلم لمخرج سبق أن قدم فيلما واعدا بعنوان «الحياة بعد السقوط». لم يكن فيلما بلا أخطاء أو خاليا من السلبيات، لكن جميع التعليقات المسموعة من نقاد عراقيين، قبل سواهم، أنه كان أفضل من الفيلم الجديد الذي أشيع عنه أنه من أفضل ما جرى تحقيقه من أفلام تسجيلية، لا للمخرج فحسب بل للسينما العربية.
في فيلمه الجديد يضع المخرج تلك الكاميرا على حافة نافذة أو على حافة سطح ويفتحها على الشارع تحته. ليس شارعا واحدا في مدينة واحدة، بل هناك نحو عشر دقائق في رام الله، ونحو 40 دقيقة في بغداد، ثم نحو عشر دقائق أخرى في مدينة أربيل. السؤال حول لماذا رام الله وليست بيت لحم؟ أو لماذا أربيل وليست كركوك؟ هو سؤال جائز، إنما لا جواب له في الفيلم. طبعا ربما يعود السبب إلى تسهيلات ما هنا أو هناك، لكن هذا ليس عذرا وعلى أي فيلم أن يبرر وجود المكان قبل سواه.
الكاميرا في المدن الثلاث لها مهمـة واحدة: تصوير ما يحدث في الشارع من فوق (معظم اللقطات فوقية: بائع الكعك الفلسطيني، والشحـاذة ورجل شرطة المرور في بغداد، بائع البسطات وتلاميذ المدرسة في أربيل). والكثير من السيارات وحالات السير. أكثرها فوضى هي تلك التي في المغرب: سيارات تتوقـف عند شارة السير، سيارات تمضي رغم طلب الشرطي توقـفها. سيارات قادمة عكس السير. سيارات إسعاف وسيارات بوليس تتجاوز الجميع. سير ماش وسير واقف والمزيد من السيارات. ثم... مطر. تمطر في رام الله وتمطر في بغداد وتمطر في أربيل فماذا بعد؟
ما الغاية؟ ما المفاد؟ ما السبب؟ ولماذا الفيلم؟ لا يجيب الفيلم. ربما هناك جواب في خلد المخرج لكنه ليس على الشاشة والحكم هو ما على الشاشة. وحين تتوالى هذه الصور من دون ترتيب وبتتابع مضجر وبغياب سياسة مونتاج، فإن المعنى الوحيد لوجودها هو أن المخرج كان أكثر كسلا من أن يتدخل لفرض رؤية أو العمل على تكوين فني ما. هذا في أفضل الأحوال.
تصفية حساب
مع فيلم محمد الدراجي هناك حالة أخرى.
أفلام هذا المخرج السابقة («أحلام» و«ابن بابل» و«في أحضان أمي») دارت كلـها عن فترة صدام حسين وما حدث خلالها (أو بعدها مباشرة). «ابن بابل»، أكثر من سواه، بدا كما لو أنه تصفية حساب بين المخرج ونظام صدام حسين. طبعا لا يمكن الدفاع عن نظام ديكتاتوري عنيف وباتر، لكن الأفلام المذكورة خصـت تلك الفترة وجمعت لها ما يكفي دهرا من النقد متمحورة حول ذكريات الذات في مواجهة الذاكرة العامة، وعلى الأذى الذي أصاب طائفة معيـنة أكثر من سواها، كما لو كان نير المرحلة المذكورة أصابها دون سواها. لذلك بدا الأمر تصفية حسابات شخصية وليس معالجة سياسية شاملة.. نواحي من المآسي وليس تحليلا لوضع.
«تحت رمال بابل» لا يختلف عنها: قبل أي شيء آخر (قبل العنوان، قبل شركات الإنتاج، قبل اسم الموقع الذي يشغله المشهد الأول) يطالعنا اسم المخرج «فيلم لمحمد جبارة الدراجي». وبعد قليل يأتينا صوته ليقدم لنا حكاية المخرج مع صورة شاهدها منشورة لأم ترفع صور أبنائها المفقودين الأربعة بيد وترفع يدها الأخرى للسماء تطلب العون. وكيف أن هذه الصورة دفعت المخرج لكي يبحث عما حدث لأولادها رغم أن ما سنراه لساعة ونصف الساعة ليس عنهم تحديدا، بل عن جندي اسمه إبراهيم ألقي القبض عليه في الصحراء الجنوبية بعد الانسحاب العشوائي من أرض الكويت، فزج به في السجن العسكري، حيث جرى تعذيبه وضربه بلا هوادة هو وكل من معه. التهمة هي احتمال أن يكون شارك في «تمرد المنصورية»، وهي منطقة شيعية جنوبية تم إخماد تمردها وزج من وصلت إليه أيادي السلطة في السجون، ولاحقا ما أبادته أو تركتـه مدمرا من الداخل أو الخارج.
ينتقل الفيلم بين تعذيب إبراهيم وجنود وأفراد آخرين، وبين استجواب المخرج لثلاث شخصيات تسرد تجاربها. هذه الشخصيات ليست بدورها واقعية (على ما يبدو) بل من المرجـح أنها لممثلين، ما يجعل القول بأن هناك جزءا تسجيليا من الفيلم غير صحيح.
هذا الانتقال بين حدث واستجواب لا يخدم صيغة درامية متصاعدة، بل يشكـل حلا اختاره المخرج من باب التفنن، وكان يمكن له أن يكون فنـا في الواقع لو أن عناصر العمل كانت مكتملة. عوض أن تكون، تأتي المشاهد التي أريد لها أن تبدو تسجيلية كتدخل غير مناسب لما يقع في الجانب الأول. إلى جانب أنه يطيل مدة العرض، ليس هناك فيه ما يستحق - بصريا - التمييز. نعم يختار المخرج تصوير هذه الشخصيات من الخلف أولا ثم يقدمها من الوجه لكن هذا يصنع طريقة ولا يؤدي بالضرورة إلى تعزيز الحدث الأول. ذلك الحدث الأول لا يملك حكاية، بل موقفا دراميا متكررا بدوره.
الناتج هو فيلم من مشاهد المناجاة والتعذيب وتكرار إظهار صور العنف السلطوي على هؤلاء المساجين. ومع أن هناك طوائف أخرى نعرفها من أسمائها (عبد الرحمن، عمر إلخ...) إلا أن محور هذه الشخصيات هو إبراهيم الذي لم يرتكب ذنبا (كما سواه في الغالب) على أمل أن يؤدي وجوده إلى الإشارة إلى أن السـلطة خصـت - كما الفيلم - تمرد «الشعبانية» (كما أعتقد أنه سمـي كذلك) بالقوة المفرطة والتعذيب الجانح.
يتمنـى المرء، كما كانت الشكوى من قبل، لو أن موقف الفيلم (ومخرجه) من العنف موقف يمتد ليشمل رؤية سياسية شاملة. العنف السلطوي ما زال موجودا. جلادو الأمس رحلوا وهناك آخرون حلوا مكانهم. والسجون النظامية حاليا مليئة بالمعتقلين الذين لا يأكلون سوى العلقات الساخنة ولا ينالون إلا التحقير والاعتداءات. لماذا إذن التخصص في فترة واحدة دون سواها؟
هناك جواب مقنع وإزاءه لا يمكن إلا الموافقة ولو على مضض: لأن هذا اختيار المخرج وعلينا منحه حرية هذا الاختيار. لكن المسألة تنتقل بالضرورة إلى سؤال آخر: لماذا إذن على الفيلم أن يقتصر على التعامل العاطفي؟ ولماذا لا يحمل معالجة فنيـة أسمى وأكثر حضورا؟
ربما لأن الجهة المانحة لمعظم التمويل عراقية تتبع النظام؟ وماذا، مرة أخرى، عن ذلك المليون؟ وأين ذهب؟
سكون مهيمن
بعض المسألة أن أحدا لم يعد يتحمـل النقد. معظم المخرجين العرب واثقون من أنهم ولدوا بلا أخطاء وأنهم ينجزون تحفا تحيا للأبد. لكن هناك ما يبدد هذا الاعتقاد على الفور، وفي إطار فيلم يتحدث بدوره عن التعذيب وسقوط طائفة من الناس تحت ويلات وقسوة طائفة أخرى. تعال قارن بين الفيلمين تجد أن هناك أكثر من سبيل للتعبير عن مأساة عراقية أو سواها، وما أكثر مآسينا، والفيلم الآخر يتقن واحدة من هذه السبل وبميزانية لم تتجاوز الخمسين ألف دولار.
الفيلم هو «أولئك الذين لا يبوحون بالحكايات» للمخرجة البوسنية ياسميلا جبانفيتش. ينطلق من وصول امرأة أسترالية كسائحة إلى قرية صربية على الحدود البوسنية. تأتي للتعرف على الجمال الطبيعي، ولكي تتمتـع بهدوء المنطقة لتنتقل منها إلى أخرى. ما تكتشفه هو أفظع مما تستطيع تحمـله: السرير في الفندق الذي تنام فوقه هو واحد من أسرة عديدة تم اغتصاب النساء المسلمات اللاتي ألقي القبض عليهن في مطلع الحرب. الجسر الذي تقف عليه هو نفسه الذي تم قتلهن وقتل رجال بوسنيين فوقه حتى «لم يعد بالإمكان السير فوقه بسبب الدم النازف».
عند هذا الحد، لم تستعن المخرجة بمشاهد دموية، ولا حتى بشريط صوت يحمل صرخات النساء مثلا. لم توقف العرض السلس والمدهم من باب التفنن في السرد أو المعالجة. الفيلم من أوله (مشاهد للمنطقة والنهر الكبير الساكن) وحتى نهايته (ذلك النهر والجبال الساكنة المحيطة) مرورا بأقسى مراحله يخلو من السذاجة في التضمين أو في التعبير. ما هو مطروح، بفضل معالجة بصرية نافذة ودراية تقنية رائعة، يمر مثل مياه ذلك النهر. الفيلم يحمل هواجس المكان. ذلك السكون الصامت والمخيف. لا مشاهد التحقيق حين يوقف البوليس تلك المرأة الأسترالية فرصة للنيل من نظام، ولا يتحول إلى حساب خاص تفتحه المخرجة البوسنية المسلمة لتقتنص من عنف تعرضت طائفتها إليه على أيدي صربيين مسيحيين.
فجأة في فيلم «همس المدن» (الذي هو لا همس ولا مدن) يطلع صوت أنشودة دينية تتقدمها عبارة «يا سيدي الحسين». هذا مفهوم حين يكون الفيلم حول موضوع شيعي بالقصد (لم لا؟) لكن كيف يـنظر إليه حين يخرج بلا سبب على الإطلاق؟ أما زلنا في حضرة فيلم سينمائي، أو دخلنا خطابا طائفيا آخر؟
كلا المخرجين، قاسم عبد ومحمد الدراجي، بل كل مخرج ما زال طريا في مشواره المأمول سيستفيد من مشاهدة «أولئك الذين لا يبوحون بالحكايات» ليدرك أن الشكل عليه أن يأتي أولا. المضمون والنص ثالثا، وبين الاثنين معرفة المخرج بالسبب الذي من أجله يريد أن يصبح مخرجا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».