اجتماع للهيئة الاقتصادية والتنموية الخليجية برئاسة الأمير محمد بن سلمان الخميس المقبل

وزراء المالية والاقتصاد الخليجيون يتطلعون إلى «السوق المشتركة» و«الاتحاد الجمركي»

جانب من اجتماع اللجنة التحضيرية الوزارية لاجتماع الهيئة الاقتصادية والتنموية (تصوير: سعد الدوسري)
جانب من اجتماع اللجنة التحضيرية الوزارية لاجتماع الهيئة الاقتصادية والتنموية (تصوير: سعد الدوسري)
TT
20

اجتماع للهيئة الاقتصادية والتنموية الخليجية برئاسة الأمير محمد بن سلمان الخميس المقبل

جانب من اجتماع اللجنة التحضيرية الوزارية لاجتماع الهيئة الاقتصادية والتنموية (تصوير: سعد الدوسري)
جانب من اجتماع اللجنة التحضيرية الوزارية لاجتماع الهيئة الاقتصادية والتنموية (تصوير: سعد الدوسري)

كشف المهندس عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أن الرياض ستشهد الخميس المقبل أول اجتماع للهيئة الاقتصادية والتنموية الخليجية، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
جاء ذلك خلال تصريحات صحافية للزياني، أمس، على هامش اجتماع اللجنة التحضيرية لاجتماع الهيئة الاقتصادية والتنموية، الذي ناقش برنامج عمل الهيئة، ونظامها الأساسي، والقضايا المتعلقة بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين دول المجلس، في ظل تطلعات لحسم كثير من القضايا، من أهمها إطلاق السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي.
وقال الزياني: «اجتماع اللجنة التحضيرية لاجتماع الهيئة المقبل، كان فرصة مهمة لتداول جدول الأعمال المعدّ، ومن ضمنه قرارات قادة الخليج والموضوعات كافة التي ستعرض على الهيئة وتصبّ في مصلحة المواطن الخليجي في نهاية الأمر، وتحقيق أسباب تعزيز السياسات الاقتصادية المطلوبة»، منوها بأن اللقاء التشاوري، لقادة الدول الخليجية، اشتمل على قرارات عدة، من بينها تشكيل هيئة عليا للشؤون الاقتصادية والتنموية لدول المجلس.
وذكر أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أن تشكيل الهيئة الاقتصادية والتنموية، جاء تنفيذًا لهذا القرار من قبل القادة، وأيضًا تشكيل لجنة وزارية مسؤولة عن التحضير لاجتماع الهيئة، متطلعًا إلى البتّ في كثير من الملفات المعلقة والموضوعات التي نوقشت خلال الفترة الماضية، ومن أهمها السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وغيرهما من الموضوعات.
وأوضح خليفة حمادة وكيل وزارة المالية الكويتية، في تصريحات صحافية على هامش الاجتماع التحضيري، أن الاجتماع التحضيري للهيئة الاقتصادية والتنموية، تطرق لكثير من القضايا الاقتصادية الخليجية الملحة، التي ستدرج ضمن اجتماع الهيئة المقبل، والذي سيكون في الرياض يوم الخميس المقبل.
وأضاف حمادة أن من أهم الموضوعات التي استعرضت في هذا الاجتماع التحضيري، بحث آخر التطورات فيما يتعلق بتفعيل آلية عمل وإطلاق السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وغيرهما من الموضوعات الاقتصادية المهمة الأخرى، وركَّز الاجتماع على اعتماد ورفع اللائحة الداخلية للهيئة والهيكل التنظيمي لها وبقية آليات العمل الأخرى.
وتابع وكيل وزارة المالية الكويتية: «أعتقد أن من الأهمية أن نبدأ منذ اليوم اللائحة الداخلية لعمل الهيئة، ثم بعد ذلك، تشكيل المكتب الفني الخاص بها، وسينظر القائمون على أمر هذه الهيئة في أولويات القضايا الاقتصادية والتنموية المتعلقة بدول مجلس التعاون الخليجي»، مشيرًا إلى أن الاجتماع التحضيري تناول أيضًا التشريعات الخاصة بالبيئة والشؤون الاجتماعية وغيرها.
وفيما يتعلق ببطء النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في ظل انخفاض أسعار البترول، وتراجع الإيرادات النفطية في الخليج، لفت حمادة إلى أن هذه القضايا ستدرج على جدول أعمال اجتماع الهيئة، مشيرًا إلى أنها تعتبر من أهم القضايا الخاصة بالشأن الاقتصادي الخليجي، وتابع: «هناك قضايا نأمل في البت فيها، منها الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة».
وفيما يخص مرحلة ما بعد خطوة وزراء المالية بوضع اللمسات الأخيرة لإطلاق ضريبتي القيمة المضافة والانتقائية للسلع، قال وكيل وزارة المالية الكويتية: «نأمل اعتماد هاتين الاتفاقيتين من قبل الوزراء، وسينظرون في تحديد موعد لتحديد قيمة الضريبة في وقت لاحق».



المرشح لخلافة باول يلوم «الفيدرالي» على «الأخطاء المنهجية»

كيفن وارش في صورة أرشيفية (رويترز)
كيفن وارش في صورة أرشيفية (رويترز)
TT
20

المرشح لخلافة باول يلوم «الفيدرالي» على «الأخطاء المنهجية»

كيفن وارش في صورة أرشيفية (رويترز)
كيفن وارش في صورة أرشيفية (رويترز)

ألقى مرشح بارز لخلافة جيروم باول كرئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي باللوم على البنك المركزي الأميركي لارتكابه «أخطاء منهجية»، وفشله في السيطرة على أسوأ موجة تضخمية منذ جيل.

واتهم كيفن وارش، المحافظ السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي وحليف الرئيس دونالد ترمب، البنك المركزي الأميركي بالتصرف «كوكالة حكومية عامة أكثر من كونه مصرفاً مركزياً ضيق الأفق»، قائلاً إن «الانحراف» منعه من الحفاظ على التضخم عند هدفه البالغ 2 في المائة، وفق صحيفة «فاينانشال تايمز».

وقال وارش في فعالية لمجموعة الثلاثين في واشنطن: «منذ ذعر عام 2008، أصبحت هيمنة البنك المركزي سمة جديدة من سمات الحوكمة الأميركية». وأضاف: «لقد أدت الغزوات البعيدة - لجميع المواسم ولجميع الأسباب - إلى أخطاء منهجية في إدارة السياسة الاقتصادية الكلية».

ولفت إلى أن الميزانية العمومية لـ«الاحتياطي الفيدرالي» البالغة 7 تريليونات دولار قد مكّنت أيضاً من إنفاق حكومي فيدرالي متفشٍ ترك الوضع المالي للولايات المتحدة على «مسار خطير».

وقال وارش، في إشارة إلى مشتريات البنك المركزي من ديون الخزانة في إطار سياسة التيسير الكمي: «وجد صانعو السياسات المالية - أي الأعضاء المنتخبون في الكونغرس - أنه من الأسهل بكثير تخصيص الأموال لعلمهم أن تكاليف تمويل الحكومة ستدعمها البنوك المركزية».

تأتي تعليقات وارش الذي كان اعتبره ترمب وزيراً محتملاً للخزانة، في لحظة توتر حاد بين «الاحتياطي الفيدرالي» والرئيس الذي قال الأسبوع الماضي إنه لا يستطيع انتظار «إنهاء» منصب باول كرئيس للبنك المركزي، واصفاً إياه بأنه «خاسر كبير»، لرفضه خفض أسعار الفائدة على الفور لتخفيف الضربة الناجمة عن حربه التجارية غير المتوقعة. لكن ترمب تراجع جزئياً عن تعليقاته، قائلاً إنه لا ينوي إقالة باول، مما أثار ارتياحاً في الأسواق العالمية.

وكان وارش الذي كان يعمل في بنك الاحتياطي الفيدرالي عندما بدأ التيسير الكمي، من المنتقدين لسياسات البنك المركزي العام الماضي، ولكن تصريحاته كانت الأولى له حول سياسته النقدية منذ أشهر.

كما هاجم وارش تدخل «الاحتياطي الفيدرالي» في قضايا مثل تغير المناخ والشمول - على الرغم من إقراره بأن البنك المركزي قد «غيّر موقفه» الآن بمغادرته شبكة تخضير النظام المالي في يناير (كانون الثاني). وتنتهي ولاية باول الحالية كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مايو (أيار) 2026، وقد صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت في وقت سابق من هذا الشهر بأن البحث عن بديل له سيبدأ في الخريف. ويُعتبر وارش ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت من أوفر المرشحين حظاً لخلافته.

وأثارت انتقادات ترمب الأخيرة لباول لرفضه خفض أسعار الفائدة، إلى جانب التلميحات إلى اعتقاد البيت الأبيض بامتلاكه سلطة إقالة رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، مما أدى إلى موجة بيع حادة في الأسهم والدولار.

وقال وارش إنه على الرغم من إيمانه الراسخ بـ«الاستقلالية التشغيلية» لـ«الاحتياطي الفيدرالي» في تحديد أسعار الفائدة بعيداً عن الضغوط السياسية، فإن ذلك لا يعني أنه يجب معاملة محافظي البنوك المركزية كـ«أمراء مدللين». وأضاف: «عندما تكون النتائج النقدية ضعيفة، يجب إخضاع (الاحتياطي الفيدرالي) لاستجواب جدي».

باول مشاركاً في اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي (رويترز)
باول مشاركاً في اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي (رويترز)

الثقة أساس

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن اقتصاديين وصانعي سياسات أميركيين سابقين، أن مطالبة ترمب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قد تُقوّض ثقة المستثمرين في رئيسه القادم. وقد يتساءل المستثمرون عما إذا كان خليفة باول قد أبدى تفهماً للتشاور مع الرئيس بشأن أسعار الفائدة.

وتراجعت ثقة الشركات والمستهلكين وسط تزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية. في غضون ذلك، تُهدد الرسوم الجمركية المرتفعة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين بوضع «الاحتياطي الفيدرالي» في مأزق إذا أدت الرسوم الجمركية إلى ارتفاع الأسعار بعد عدة سنوات من ارتفاع التضخم. وقال باول الأسبوع الماضي: «إنه وضع صعب على البنك المركزي فيما يتعلق بما يجب فعله».

وقال جون سيلفيا، رئيس شركة الاستشارات «دايناميك إيكونوميك ستراتيجي» والرئيس السابق لخبراء الاقتصاد في لجنة البنوك بمجلس الشيوخ: «لا يمكنك بأي حال من الأحوال التقليل من شأن شخص بهذه الطريقة، ثم تتوقع أن السوق سوف تفترض أن الشخص الذي تختاره ليحل محله سيكون له مصداقية مذهلة».

متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)

في حين قال لورانس سامرز، وزير الخزانة في عهد كلينتون بين عامَي 1999 و2001: «إنّ انتقاد الرؤساء العلني لـ(الاحتياطي الفيدرالي) ضربٌ من الخيال. فـ(الاحتياطي الفيدرالي) لا يُنصت، أو يُنصت ويشعر بضغطٍ لإثبات استقلاليته، مما يعني أسعار فائدة قصيرة الأجل مماثلة أو أعلى». وأضاف: «السوق تُنصت وتُصاب بالتوتر، مما يعني ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل».

ورأى ديفيد ويلكوكس، الخبير الاقتصادي في «بلومبرغ إيكونوميكس» ومعهد «بيترسون» للاقتصاد الدولي، أن هجمات ترمب الأخيرة على باول «ستُلقي بظلال من الشك على الرئيس القادم بالتأكيد. لا يُمكن تجاهل موقفٍ مُهددٍ للغاية تجاه (الاحتياطي الفيدرالي)».

وقال ويلكوكس، المستشار السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن «الاحتمال الغالب» في نظر المشاركين في السوق المالية هو أن الرئيس القادم «سيعطي الرئيس ترمب سبباً قوياً للاعتقاد بأنه على الرغم من عدم رضاه عن سلوك السياسة النقدية في عهد باول، فإنه سيكون لديه سبب ليكون راضياً» عن الاختيار الجديد.