تطورات علاجية لاعتلال الشبكية السكري

مؤتمر طبي في دبي: 95 % من حالات العمى الناتجة عن المرض يمكن تجنبها بالكشف المبكر

تطورات علاجية لاعتلال الشبكية السكري
TT

تطورات علاجية لاعتلال الشبكية السكري

تطورات علاجية لاعتلال الشبكية السكري

يُعقد حاليا بمدينة دبي وعلى مدار يومي الخميس والجمعة 3 - 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مؤتمر إقليمي كبير بعنوان «فوكاس» (FOCUS) برعاية شركة «باير للأدوية بالشرق الأوسط»، ويشارك فيه نحو 450 خبيرا في أمراض العيون من 14 دولة إقليمية وعالمية، يناقشون التطورات العلاجية المتعلقة بأمراض الشبكية عمومًا ومرض اعتلال الشبكية السكري على وجه الخصوص – وهو أحد مضاعفات داء السكري التي قد تؤدي إلى ضعف الرؤية وفقدان البصر وتؤثر على ما يقرب من ثلث المصابين بداء السكري حول العالم، الذين يُقدر عددهم بـ422 مليون شخص، وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وقد حضرت «صحتك» المؤتمر وناقشت عددًا من أبرز المتحدثين فيه حول أحدث سبل الوقاية من المرض وتحسين نتائج العلاج، فكان الحوار الحصري التالي.
* اعتلال الشبكية السكري
* ما هو اعتلال الشبكية السكري؟
أجاب الدكتور وليد عبد الرحمن التركي، رئيس أقسام الشبكية بمجموعة مستشفيات المغربي وأحد المتحدثين في المؤتمر، بأن اعتلال الشبكية نتيجة داء السكري هو أحد المضاعفات الأكثر انتشارًا لهذا الداء الذي يسبب تلفا في الشبكية، مما قد يؤدي إلى ضعف البصر أو التسبب في فقدانه تمامًا. وبمرور الوقت، يتعرض المصابون باعتلال الشبكية نتيجة داء السكري لمخاطر تهدد بصرهم، ويشمل ذلك ارتشاح مركز الإبصار، وهو عبارة عن ورم بمقلة العين (المقلة هي جزء في الشبكية مسؤول عن الرؤية المركزية)، وإمكانية تقدم المرض ليصبح اعتلال شبكية نتيجة داء سكري متشعب، مما يؤدي عادةً إلى فقدان البصر تمامًا نتيجة المضاعفات التي تشمل النزيف الزجاجي و/ أو انفصال الشبكية. ويعد ارتشاح مركز الإبصار السبب الأكثر انتشارًا لفقدان البصر بين مرضى داء السكري، ويمكنه أن يؤدي إلى العمى التام.
* كيف يحدث اعتلال الشبكية السكري؟ أجاب الدكتور التركي بأن عامل نمو بطانة الأوعية الدموية، وهو أحد عوامل النمو الطبيعية في جسم الإنسان، يلعب دورًا مهمًا في الإصابة باعتلال الشبكية نتيجة داء السكري، ومن ثم يسبب الإصابة بارتشاح الشبكية نتيجة داء السكري. وتسهم زيادة إنتاج عامل نمو بطانة الأوعية الدموية في حدوث إعاقات وعائية مصحوبة باعتلال الشبكية نتيجة داء السكري، وبالتالي تؤدي إلى حدوث تسريب في سائل العين يوصف بارتشاح مركز الإبصار بالإضافة إلى تكون أوعية دموية جديدة.
وعن المصابين المعرضين لاعتلال الشبكية السكري أجاب الدكتور التركي، مفيدا أن كل مريض بداء السكري معرض للإصابة باعتلال الشبكية السكري كأحد مضاعفات السكري، إذ إن هناك في العالم نحو 35 في المائة من مرضى السكري لديهم درجة من الإصابة باعتلال الشبكية السكري، وهم يمثلون نسبة 10:1 من احتمالية تعرض المرضى المصابين بفقدان البصر. وأضاف أن داء السكري، بالنسبة السعودية، يمثل أزمة صحية كبرى كونه مرضًا يؤثر على حياة نحو 23 - 25 في المائة من المواطنين السعوديين أي ما يقارب 5 ملايين، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 7 ملايين بحلول عام 2035. ومع زيادة انتشار السكري يظهر مرض اعتلال الشبكية السكري، أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى فقدان البصر الذي يمكن تجنبه بين الفئة العمرية العاملة. وأوضح الدكتور التركي أيضًا أن الخطوات التي تتخذ لعلاج مرض السكري يجب أن تتضمن أيضًا مضاعفاته الصحية الخطيرة التي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تدهور شديد في جودة حياة المرضى. ويتصدر قائمة هذه التحديات مرض اعتلال الشبكية السكري، لذلك ومن أجل وقف تهديداته بصورةٍ فعالة نحن في حاجة إلى التأكيد على مدى أهمية الحفاظ على مستوى الغلوكوز بالدم بالنسبة للمرضى المصابين بداء السكري. وأكد أنه يمكن تجنب 95 في المائة من حالات اعتلال الشبكية السكري عن طريق الكشف والعلاج المبكر، إذ إن أعراض هذا المرض لا تظهر، مع الأسف، في مراحله الأولى، لذا فمن الضروري إجراء فحص طبي سنوي على العين لكل المرضى المصابين بالسكري، يتم خلاله فحص مضاعفات السكري المحتملة.
* أعراض الاعتلال
* ما هي أعراض الاعتلال؟ أجاب الدكتور إسماعيل بنتن، رئيس قسم العيون بمدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، أنه قد لا تظهر في البداية أية أعراض لمرض اعتلال الشبكية السكري أو قد توجد فقط مشكلات طفيفة في الرؤية، ولكن كلما تقدمت الحالة تظهر أعراض المرض، التي تشمل: الشعور بالألم والضغط في كلتا العينين أو إحداهما وظهور بقع أو خطوط داكنة تطفو عند الرؤية (أجسام عائمة) وحدوث ضبابية وتذبذب بالرؤية وعمى الألوان ووجود مناطق معتمة أو فارغة في الرؤية وأخيرًا فقدان البصر. وعادةً ما يصيب اعتلال الشبكية السكري كلتا العينين.
وأكد الدكتور بنتن على أن المرضى المصابين بمرض السكري لفترة عشر سنوات أو أكثر يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة باعتلال الشبكية السكري، وقد تتطور الحالة لدى أي شخص يعاني من النوع الأول أو الثاني من مرض السكري. وهكذا، تزداد احتمالية الإصابة باعتلال الشبكية السكري كلما ازدادت فترة الإصابة بمرض السكري وقلّ التحكم بمستوى السكر في الدم.
* تطورات العلاج
وعن أحدث التطورات العلاجية للمرض، قال الدكتور بنتن، موضحا أن مما يميز هذا المؤتمر أنه قد ركز على استعراض آخر التطورات العلاجية لمرض اعتلال الشبكية السكري بما يشمل أحدث العلاجات التي تمت الموافقة عليها من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، التي يتم حقنها مباشرةً في عين المريض، بعد أن كان الخيار العلاجي الوحيد الذي كان متاحا في السابق هو ما كان يعتمد على تقنية الليزر لمنع تدهور الحالة مع وجود فرصة ضئيلة جدًا للتحسن الفعلي في الرؤية. وأضاف أن تلك الإدارة منحت عقار أفليبرسبت aflibercept اسم «الطفرة العلاجية» وأعطته الأولوية لعلاج اعتلال الشبكية السكري لدى المرضى المصابين بوذمة البقعة الصفراء المرتبطة بداء السكري (DME). وقد اعتمدت هذه التسمية على الدلائل الإكلينكية التي تشير إلى أن هذا العقار قد أثبت وجود تحسن كبير في السلامة والفعالية مقارنةً بالعلاجات الأخرى.
وقال إن عقار «أفليبرسبت» هو الوحيد الذي تم اعتماده لعلاج اعتلال الشبكية السكري لدى المرضى المصابين بوذمة البقعة الصفراء المرتبطة بداء السكري وبجرعات شهرية أقل بعد فترة الجرعة الشهرية الأولى. وعن آلية عمل العقار أوضح د. بنتن أنه مثبط لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية، وقد تم تصميمه خصيصًا للحقن بالعين، للحيلولة دون نمو أوعية دموية جديدة والحد من تسرب سائل العين من خلال الأوعية الدموية عن طريق منع عامل النمو البطاني الوعائي VEGF - A وعامل النمو المشيمي PIGF، وهما عاملان نمو مشتركان في عملية تكوين الأوعية الدموية. ويساعد عقار «أفليبرسبت» على منع هذين العاملين من التفاعل مع مستقبلات VEGF الطبيعية وفقًا لما أوضحته دراسات ما قبل المرحلة الإكلينيكية. وبمعنى آخر أكثر إيضاحا، فإن عقار «أفليبرسبت» يثبط جميع بروتينات عامل (VEGF - A) بالإضافة إلى هرمون النمو المشيمي (PLGF)، ولديه القدرة على تحسين حدة البصر لدى المرضى المصابين بوذمة البقعة الصفراء المرتبطة بداء السكري.
وأفاد د. بنتن بأن السعودية قد انضمت حديثًا إلى الثلاثين دولة في العالم التي وافقت على عقار «أفليبرسبت» بدءًا من فبراير (شباط) 2016 بعد حصوله على موافقة كلٍ من وكالة الأدوية الأوروبية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدامه.



دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
TT

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضةً للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في «المجلة الطبية البريطانية» أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتبعت الدراسة نحو 110 آلاف امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاماً في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألماً نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21 ألفاً و600 حالة من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاماً التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب، حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 بالمائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بازدياد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة».