القوات العراقية تقتحم الجانب الأيسر من الموصل وتخوض حرب شوارع مع «داعش»

مصادر عسكرية: نواجه نيران القناصة وانتحاريين في عربات مفخخة

تلميذات يمررن في طريقهن إلى المدرسة أمام بئر نفطية أشعلها «داعش» في القيارة جنوب الموصل أمس (رويترز) - راعيان أحدهما يرفع راية بيضاء يقودان قطيعًا من الأغنام لدى اقترابهما من مواقع القوات العراقية على أطراف قرية بزوايا شرق الموصل أمس (رويترز)
تلميذات يمررن في طريقهن إلى المدرسة أمام بئر نفطية أشعلها «داعش» في القيارة جنوب الموصل أمس (رويترز) - راعيان أحدهما يرفع راية بيضاء يقودان قطيعًا من الأغنام لدى اقترابهما من مواقع القوات العراقية على أطراف قرية بزوايا شرق الموصل أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تقتحم الجانب الأيسر من الموصل وتخوض حرب شوارع مع «داعش»

تلميذات يمررن في طريقهن إلى المدرسة أمام بئر نفطية أشعلها «داعش» في القيارة جنوب الموصل أمس (رويترز) - راعيان أحدهما يرفع راية بيضاء يقودان قطيعًا من الأغنام لدى اقترابهما من مواقع القوات العراقية على أطراف قرية بزوايا شرق الموصل أمس (رويترز)
تلميذات يمررن في طريقهن إلى المدرسة أمام بئر نفطية أشعلها «داعش» في القيارة جنوب الموصل أمس (رويترز) - راعيان أحدهما يرفع راية بيضاء يقودان قطيعًا من الأغنام لدى اقترابهما من مواقع القوات العراقية على أطراف قرية بزوايا شرق الموصل أمس (رويترز)

خاضت القوات الأمنية العراقية أمس حرب شوارع مع مسلحي «داعش» بعد دخولها أولى المناطق والأحياء السكنية داخل مدينة الموصل، وسيطرتها بالكامل على منطقة الكوكجلي، وتحرير مبنى تلفزيون الموصل، ورفع العلم العراقي فوقه.
وقال قائد عمليات تحرير الموصل «قادمون يانينوى»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش العراقي وقطعات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من الدخول إلى أول الأحياء السكنية والمناطق داخل مدينة الموصل، وسيطرت بالكامل على منطقة الكوكجلي، وحررت مبنى محطة تلفزيون الموصل فيما لا تزال القوات المحررة تتقدم باتجاه مناطق أخرى في الجانب الأيسر من المدينة». وأضاف يار الله: «أما في الجانب الغربي من دجلة فقد تمكنت قطعات الفرقة 16 التابعة للجيش العراقي من استعادة السيطرة على قريتي عباس حسين وراحة الأغوات عند مشارف الموصل، وما زال التقدم مستمرًا لحين وصول قطعاتنا إلى داخل المدينة، فيما تقدمت قوات الفرقة التاسعة المدرعة واللواء الثالث التابع للفرقة الأولى من المحور الجنوبي للمدينة، وتمكنت من تحرير مناطق طويلة وشهرزاد والدخول إلى أول الأحياء السكنية الواقعة عند المحور الجنوبي، ووصلت القوات إلى منطقة جديدة المفتي داخل مدينة الموصل».
وأشار يار الله إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من قتل مسؤول غرفة عمليات تنظيم داعش المدعو أبو يعقوب مع أحد مرافقيه خلال اشتباكات في منطقة الشلالات داخل مدينة الموصل عند الساحل الأيسر للمدينة». وأضاف أن الساحل الأيسر في الموصل «شهد فوضى غير مسبوقة وسط زخم مروري عالٍ؛ بسبب مرور مركبات باتجاه الساحل الأيمن، خاصة مركبات مدججة بالأسلحة النارية الثقيلة، في مظهر يدلل على عمليات هروب جماعي للتنظيم الإرهابي».
إلى ذلك، أكد ضابط رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة وشهود عيان أن القوات العراقية تخوض حرب شوارع في المدينة. وقال الضابط إنه «بعد وصول قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الفرقة 16 عند مشارف حي الكرامة بعد أن تم تحرير منطقة الكوكجلي بالكامل، توجب قواتنا أن تتقدم بشكل حذر، خصوصًا وأن التنظيم الإرهابي يقوم بنشر (مفارز تعويق) وهذه المفارز تضم قناصة يتمركزون فوق أسطح المباني من أجل إبطاء تقدم قواتنا بشكل سريع إلى المناطق السكنية والأزقة». وأضاف: «هناك مسلحون يختبئون داخل أنفاق تم حفرها من قبل التنظيم الإرهابي استعدادًا لمواجهة قواتنا أثناء عمليات التقدم، كما يقوم التنظيم الإرهابي حاليًا بإرسال عدد من الانتحاريين الذين يقودون عجلات مفخخة تستهدف قواتنا المتقدمة نحو أهدافها المرسومة، وتمكنت طائرات التحالف الدولي من تدمير عدد كبير من تلك العجلات قبل وصولها لطليعة قواتنا المتقدمة». وتابع أن «مسلحي التنظيم بدأوا بالانسحاب التدريجي إلى الجانب الأيمن من المدينة، مصطحبين معهم مئات من العائلات من أجل استخدامها كدروع بشرية، فيما تمكنت العشرات من العائلات من الوصول إلى قواتنا الأمنية، وهناك عدد كبير من العائلات وجدناها ملازمة في منازلها وقد وضعوا رايات بيضاء على واجهات منازلهم وفوق الأسطح، مطبقين التعليمات التي أعطيناها للمدنيين قبل دخولنا إلى الأحياء السكنية المكتظة بالسكان، وهناك عدد من الأهالي قاموا بمساعدة قواتنا الأمنية عن طريق إبلاغنا بأماكن وجود مسلحي تنظيم داعش ومقراتهم».
وقصفت المدفعية والضربات الجوية المدينة التي ما زال يقطنها 1.5 مليون نسمة، وقال سكان في حي القدس بشرق المدينة إن التنظيم المتشدد لجأ إلى أسلوب حرب الشوارع في محاولة لوقف تقدم الجيش. وقال أحد سكان حي القدس عند المدخل الشرقي للمدينة إن الرصاصات تمرق وتصيب جدران المنازل، ووصف الانفجارات بأنها «مفزعة وتصم الآذان». وأضاف: «يمكننا رؤية مقاتلي (داعش) وهم يطلقون النار باتجاه القوات العراقية ويتحركون في سيارات بين أزقة الحي. إنها حرب شوارع».
ومن قرية الزاوية على مسافة نحو خمسة كيلومترات شرقي الموصل شوهدت أعمدة دخان تتصاعد من الجانب الأيسر للموصل، وسمعت أصوات نيران المدفعية بانتظام. وداخل المدينة قال سكان تحدثوا مع عبر الهاتف إنهم سمعوا أصوات اشتباكات عنيفة منذ الفجر. وقال شاهد إنه رأى تسع سيارات محملة بأسر وأثاث متجهة من الجانب الأيسر للمدينة إلى الجانب الأيمن هربًا من القتال.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).