تضاربت تصريحات القادة العسكريين العراقيين أمس حول الموقف في الموصل بين تأكيد أحدهم دخول القوات الحكومية المدينة ونفي آخر لذلك.
وأعلن قائد في جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة رويترز أن قوات هذا الجهاز التي دربتها الولايات المتحدة دخلت أمس أول أحياء الجانب الأيسر من الموصل وأصبحت قريبة من مركز المدينة. وأضاف أن القوات العراقية دخلت حي الكرامة في أول توغل لها داخل مدينة الموصل بعد القتال على مدى أسبوعين في المنطقة المحيطة لطرد متشددي تنظيم داعش. وأكد الضابط أنهم دخلوا الموصل ويقاتلون الآن في حي الكرامة.
لكن الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي نفى دخول قوات مكافحة الإرهاب إلى منطقة الكرامة. وقال الساعدي لوكالة الصحافة الفرنسية «لم ندخل إلى الكرامة، وقواتنا متواجدة في قرية قوج علي، ونحن على بعد كيلومترين ونصف من الكرامة».
واستأنف جهاز مكافحة الإرهاب هجومه على الجبهة الشرقية للمدينة أمس. وكان الجهاز قد أوقف تقدمه الأسبوع الماضي بعد أن أحرز تقدما على الأرض أسرع من القوات على الجبهات الأخرى حتى يتسنى للقوات الأخرى تضييق الفجوة والاقتراب من المدينة.
وفي وقت سابق أمس، قال ضابط من قوات جهاز مكافحة الإرهاب إن القوات تتحرك نحو كوجلي، وهي منطقة صناعية على المشارف الشرقية للموصل، وإنه كان محتملا أن يدخلوا إليها في وقت لاحق أمس. وتقع تلك المنطقة على بعد نحو كيلومتر واحد من الحدود الإدارية للموصل. وقال بيان عسكري «انطلقت جحافل قوات مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في الفرقة الأولى وفرقة مشاة 16 بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل»، في إشارة للضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب.
وأثناء تقدمها من بلدة برطلة المسيحية باتجاه الضواحي الشرقية للموصل، تعرضت قوات جهاز مكافحة الإرهاب لهجمات بقذائف الهاون. وفيما قصفت طائرة ما يشتبه بأنه موقع لتنظيم داعش يستخدم لإطلاق قذائف الهاون، أطلق موكب مؤلف من آليات هامفي النار باتجاه منطقة صناعية يسيطر عليها المتطرفون.
بموازاة ذلك، واصلت قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بمدفعية التحالف الدولي الذي يتخذ من قاعدة القيارة مقرا له، التقدم من المحور الجنوبي تجاه الشمال. واستكملت الشرطة الاتحادية تطهير بلدة الشورة التي استعيدت السيطرة عليها الأحد، بعد حصار دام عشرة أيام. ورغم التقدم السريع من الجبهة الجنوبية، فلا تزال المسافة بعيدة لبلوغ مركز الموصل. وفتحت فصائل الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة وتتلقى دعما من إيران، جبهة جديدة من جهة المحور الغربي وتدخل عملياتها يومها الثالث.
ولا تهدف عملية الحشد الشعبي إلى التوجه بشكل مباشر نحو مدينة الموصل، بل تتجه أنظارهم إلى بلدة تلعفر التركمانية ذات الغالبية الشيعية في السابق، بهدف قطع إمدادات «داعش» بين الموصل والرقة السورية. وأعلنت الحكومة العراقية أن قوات الجيش والشرطة وحدها ستدخل مدينة الموصل.
بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة وصول القوات الأمنية العراقية إلى مناطق قريبة جدًا من أسوار مدينة الموصل. وقال المتحدث الرسمي بلسان قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش العراقي المتمثلة بالفرقة التاسعة وجهاز مكافحة الإرهاب وصلت إلى ضفة النهر عند الساحل الأيسر لمدينة الموصل حيث أصبح مركز مدينة الموصل على بعد كيلومترين فقط من قواتنا المتمركزة عند ضفة نهر دجلة بانتظار انطلاق عملية اقتحام المدينة حسب الخطط المرسومة». وأوضح «قواتنا تقف عند حدود المدينة وتحاصر مسلحي تنظيم داعش داخلها وهي بانتظار وصول القوات المتمركزة عند المحور الشمالي إلى الأماكن المتفق عليها من أجل البدء باقتحام المدينة من محاورها الأربعة».
وتشارك مع قوات الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب في معارك استعادة مدينة الموصل قوات تابعة للشرطة الاتحادية، إضافة إلى قوات البيشمركة الكردية وقرابة العشرة آلاف مقاتل من أبناء عشائر محافظة نينوى تحت مسمى «الحشد الوطني»، فيما أناط رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة جبهة غربي الموصل وتحديدا بلدة تلعفر الاستراتيجية بميليشيات الحشد الشعبي لقطع طريق إمدادات «داعش» من سوريا ومنع هروب مسلحيه إليها.
تضارب عراقي حول الموقف في الموصل.. وقائد عسكري يؤكد اقتحام جانبها الأيسر
قيادة العمليات المشتركة: ننتظر وصول كافة القوات إلى مواقعها قبل مهاجمة مركزها من الجهات الأربع
تضارب عراقي حول الموقف في الموصل.. وقائد عسكري يؤكد اقتحام جانبها الأيسر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة