افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أول نفق للسكك الحديدية تحت مضيق البوسفور يربط بين الضفتين الأوروبية والآسيوية للمدينة، في مشروع عملاق تعده السلطات «ورشة القرن»، وكان رئيس الحكومة التركية من أقوى أنصار تنفيذه ويأتي افتتاحه متزامنا مع ذكرى تأسيس الجمهورية التركية عام 1923. وتعود فكرة المشروع للسلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1860، لكن انعدام الوسائل التقنية والأموال الكافية حينها حال دون تنفيذ الفكرة.
وكان العمل قد بدأ في حفر النفق عام 2004، ولكنه تأخر عن موعده المقرر بأربع سنوات بسبب العثور على مواقع أثرية بيزنطية أثناء عمليات الحفر، ليستغرق إنجاز المشروع قرابة تسع سنوات، وليتيح النفق الذي يبلغ طوله قرابة 14 كلم، من بينها 1.4 كلم تحت الماء، الربط بين القارتين المطلتين على البوسفور.
وسينقل القطار عبر هذا النفق الركاب من آسيا إلى أوروبا على أمل تسهيل التنقل بين القارتين، في رحلة يقوم بها يوميا أعداد كبيرة من سكان مدينة إسطنبول.
ودشن أردوغان، رئيس بلدية إسطنبول السابق، النفق في احتفال كبير على الرصيف الآسيوي أوشكودار ظهر اليوم، بحضور رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي الذي قدمت بلاده القسم الأكبر من الأموال لتنفيذ المشروع الذي قدرت تكلفته الإجمالية بثلاثة مليارات يورو.
يعد هذا النفق جزءا من مشروع أوسع يطلق عليه اسم مشروع «مرمراي» الذي يشتمل أيضا على إدخال تحسينات على شبكة السكك الحديدية في إسطنبول، و«مرمراي» من المشاريع العمرانية الكبرى التي غذت في أغلب الأحيان الاحتجاجات على الحكومة في يونيو (حزيران) الماضي.
وعبر هذا النفق الموصول بـ75 كلم من الطرق الجديدة، تريد السلطات وقف المعاناة اليومية لمليونين من سكان إسطنبول يجتازون يوميا جسري البوسفور دائم الاكتظاظ.
وقال رئيس بلدية أكبر مدينة تركية، قادر طوباس، الاثنين، إن «النفق ينشئ محور طرق بين شرق وغرب المدينة التي سيخفف - كما أعتقد - العبء عن الجسرين في المدينة بفضل قدرته على استيعاب 150 ألف مسافر في الساعة»، علاوة على مساهمته في خفض مستوى التلوث بالمدينة.
ولم تكن الانتقادات التي وجهت إلى هذا النفق أقل من تلك التي انصبت على المطار الثالث للمدينة، والقناة التي يبلغ طولها 45 كلم الموازية للبوسفور أو الجسر الثالث على المضيق. وقد عد معارضو حكومة أردوغان تلك المشاريع «العملاقة» أدلة على انحراف السلطات والابتزاز لدى الحكومة الإسلامية المحافظة خلال احتجاجات يونيو.
وقال تايفون خرمان، رئيس غرفة مهندسي مدينة إسطنبول: «إنه مشروع مهم تحتاج إليه المدينة سيقلص كميات غاز الدفيئة»، لكن ربطه بالأجزاء الأخرى من شبكة النقل المشترك لم يتحقق بعد. وأعرب خرمان عن أسفه بالقول إن «القسم الموضوع في الخدمة محدود جدا. وقد أرجئ كل ذلك إلى وقت لاحق، ويتساءل الناس لماذا الإسراع في التدشين».
يذكر أن الانتخابات البلدية التركية من المقرر أن تجري في مارس (آذار) 2014.
7:57 دقيقة
تركيا: افتتاح نفق تحت مضيق البوسفور يربط آسيا بأوروبا
https://aawsat.com/home/article/7744/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D9%86%D9%81%D9%82-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D9%85%D8%B6%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B3%D9%81%D9%88%D8%B1-%D9%8A%D8%B1%D8%A8%D8%B7-%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7
تركيا: افتتاح نفق تحت مضيق البوسفور يربط آسيا بأوروبا
طاقة النفق الاستيعابية تبلغ 150 ألف مسافر في الساعة وهو جزء من مشروع «مرمراي» الأوسع للسكك الحديدية
تركيا: افتتاح نفق تحت مضيق البوسفور يربط آسيا بأوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة