شظايا الصاروخ الباليستي تسقط على قرية سبلة.. ولا أضرار تذكر

شاهد عيان: السكان تعاملوا مع الحدث بشكل طبيعي

بقايا الصاروخ الذي تصدت له قوات الدفاع الجوي السعودية وسقط في قرية سبلة (تصوير: أحمد حشاد)
بقايا الصاروخ الذي تصدت له قوات الدفاع الجوي السعودية وسقط في قرية سبلة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

شظايا الصاروخ الباليستي تسقط على قرية سبلة.. ولا أضرار تذكر

بقايا الصاروخ الذي تصدت له قوات الدفاع الجوي السعودية وسقط في قرية سبلة (تصوير: أحمد حشاد)
بقايا الصاروخ الذي تصدت له قوات الدفاع الجوي السعودية وسقط في قرية سبلة (تصوير: أحمد حشاد)

سقطت شظايا الصاروخ الباليستي، الذي أطلقته أول من أمس ميليشيات الحوثي، وتعامل معه الدفاع الجوي السعودي، على قرية «سبلة» في منطقة البرزة في محافظة خريص التابعة إداريا لمنطقة مكة المكرمة (غرب السعودية)، دون أن تحدث أي أضرار تذكر في القرية الصغيرة.
وفور سقوط شظايا الصاروخ الباليستي، تعاملت الأجهزة الأمنية بسرعة عالية، وقامت بتطويق الموقع الذي سقطت فيه الشظايا تحسبا من أي أضرار ناتجة عن التعامل المباشر للمدنيين مع هذه الأجزاء، وشرعت في التأكد من سلامة المواطنين قبيل مغادرتها القرية التي تبعد عن العاصمة المقدسة قرابة 60 كيلومترا.
ويبدو أن السكان في القرية لم يدركوا في اللحظات الأولى أن الصوت الذي سمعه بعض الأشخاص المتواجدين على أطراف القرية التي يخلد عموم سكانها إلى النوم في وقت مبكر، صادر عن استهداف الدفاعات الجوية لصاروخ باليستي، معتقدين أن مصدر هذا الصوت هو الرعد الذي كان يضرب القرية مع هطول الأمطار.
وعندما اتضحت الرؤية مع قدوم الأجهزة الأمنية، لم تتأثر القرية الصغيرة بما سقط عليها، وسارع شبابها الذي يمارس في نهاية الأسبوع هوايته المفضلة بالسمر تحت الأجواء الماطرة، عندما احتفظوا وقاموا يتلاعبون ببعض أجزاء ما كان قبل إسقاطه، صاروخا يستهدف وجهة أكثر من مليار مسلم حول العالم.
يقول معتوق السلمي، من سكان قرية سبلة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه سمع صوتا قويا لكنه لم يدرك في حينها مصدر هذا الصوت، وذلك بسبب هطول الأمطار، كان يعتقد أن مصدر هذا الصوت هو الرعد، فلم تكن هناك ردة فعل على ما سمع بحكم أن القرية تعودت على سماع هذه الأصوات مع سقوط الأمطار.
وأضاف السلمي أنه، بعد مضي فترة وجيزة، ومن خلال عدد من الشباب المتواجدين في أطراف المدينة، اتضح أن هناك أجزاء سقطت بشكل متفرق، وهذه الأجزاء ليست كبيرة ولم تصب أحدًا بأي أضرار، رغم أن بعضها سقط على المواقع السكنية، موضحا أن صغر القرية سارع في انتشار الخبر، وأن أجزاء حديدية ربما تعود لصاروخ أو طائرة سقطت بالجوار من القرية.
ومع انتشار الخبر، والحديث للسلمي، سارع كثير من سكان القرية الذين يتجاوز عددهم قرابة 150 شخصا، بالبحث عن هذه الأجزاء، وقاموا بأخذ هذه الأجزاء وتصويرها، موضحا أن سكان القرية لم يتأثروا بما نقل إليهم وما شاهدوه من بقايا الصاروخ، ولم يزعزع ذلك أمن القرية وسلامتها.
وأشار السلمي إلى أن الأجهزة الأمنية ومنها الدفاع المدني ووحدة المتفجرات، باشرت الموقع في وقت وجيز، وقامت بتمشيط القرية وجمع كل الشظايا، في حين عاد سكان القرية بعد أقل من ساعة على الواقعة إلى حياتهم الطبيعية وباشروا أعمالهم في اليوم التالي بشكل عادي.
هذه المعلومات تؤكد ما ذهب إليه مختصون، أن الدفاع الجوي السعودي، أسقط الصاروخ قبل أن يصل إلى الهدف، وهو ما يعني أنه تعامل معه في الأجواء وقام بتدميره فسقطت بعض الأجزاء على قرية سبلة (غرب السعودية)، موضحين أن الدفاعات السعودية قوية ولديها القدرة الكاملة على التعامل مع كل الأجسام الغريبة التي تحاول الدخول للأجواء السعودية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.