تأهب في أوروبا لمواجهة مقاتلي «داعش» العائدين من أرض «الخلافة المزعومة»

تقرير يحذر من عمليات انتقامية في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا عقب «معركة الموصل»

تأهب في أوروبا لمواجهة مقاتلي «داعش» العائدين من أرض «الخلافة المزعومة»
TT

تأهب في أوروبا لمواجهة مقاتلي «داعش» العائدين من أرض «الخلافة المزعومة»

تأهب في أوروبا لمواجهة مقاتلي «داعش» العائدين من أرض «الخلافة المزعومة»

حالة من التأهب تسود الدول الأوروبية الآن لمواجهة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي العائدين من أرض الخلافة المزعومة، وحذر تقرير مصري من عمليات انتقامية وهجمات محتملة في الغرب عقب هزيمة التنظيم في الموصل بالعراق، وهروب مقاتليه الأجانب إلى بلدانهم الأصلية. وحدد التقرير دولا محتملة قد تكون واجهة عناصر «داعش» المقاتلة خلال الفترة المقبلة وهي «فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا.
وأذاع «داعش» عبر مكبرات صوت بأحد المساجد هزيمته داخل مدينة الموصل، ودعا عناصره وقادته للانسحاب بقوله: «من أراد الدولة والخلافة – المزعومة - عليه أن ينسحب معنا».
يأتي هذا في وقت، تواصل القوات العراقية بكافة قطاعاتها العسكرية، وبإسناد من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، معركتها لتحرير الموصل نهائيا من سيطرة «داعش» الذي استولى عليها منذ منتصف عام 2014.
وأوضح التقرير المصري أن معركة الموصل تمثل تحولا جذريا في مستقبل تنظيم داعش الإرهابي وتحدد بشكل كبير مصير مقاتليه، لافتا إلى أن لهذه المعركة أهمية قصوى لما لها من تداعيات بعد انتهائها، وأنه رغم التقدم الذي أحرزته القوات العراقية التي عزمت على تحرير المدينة من تنظيم داعش؛ فإن هذا يصاحبه مخاوف متزايدة لدى الدول الغربية من احتمالية عودة عناصر التنظيم الهاربة من المدينة خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، للقيام بعمليات هناك.
وأضاف التقرير أن محاور المعركة للهجوم على المدينة لم تغط مناطق غرب الموصل مما يعطي التنظيم فرصة الانسحاب نحو الحدود السورية، وهو ما يثير عدة مخاوف على جميع القوى الفاعلة الإقليمية والعالمية، خاصة أن سقوط «داعش» في هذه المعركة سيدفع بجميع مقاتليه إلى سوريا ويحشدهم فيها، وهذا السيناريو مشابه لما حدث في مدينة الفلوجة عندما استعادها الجيش العراقي في يونيو (حزيران) الماضي، وهذا يعني أن هزيمة التنظيم في الموصل ستشجع مقاتليه على التوجه غربا في محاولة للم شتاتهم ومحاولة تضميد جراحهم في سوريا، تمهيدا للمواجهات مع النظام السوري.
ورجح مراقبون خروج قياديي التنظيم وفي مقدمتهم زعيمهم أبو بكر البغدادي من الموصل قبل بدء المعارك، باتجاه مناطق في غرب العراق أو شرق سوريا، لقيادة المعارك من هناك؛ لكن مصدرا مطلعا قال: «سيكون للمعركة ارتدادات سلبية على شرق سوريا وغرب العراق».
ولفت التقرير إلى أن السيناريو الثاني بعد هزيمة «داعش» في الموصل، يتمثل في هروب المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، مما يلقي بعبء أكبر على تلك الدول في مواجهة العمليات الانتقامية المحتمل أن يقوم بها العناصر العائدة، وهو ما يزيد من المخاوف التي تنتاب الدول الأوروبية والغربية من عودة المقاتلين الأجانب إليها، خاصة أنهم يمثلون أكثر من 20 في المائة من مقاتلي «داعش»، منهم 50 في المائة من أبناء الأقليات المسلمة، وهو ما يعتبر تحديا رهيبا أمام تلك الدول، لما يمثله هؤلاء العائدون من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها.
وأوضح التقرير الذي أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الإحصائيات قدرت عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا لصفوف تنظيم داعش بأكثر من 50 ألف مقاتل، وأن نحو 20 في المائة منهم من الدول الأوروبية فقط، وأن نسبة تتراوح من 5 إلى 10 في المائة من المقاتلين الأجانب قد قتل أثناء المعارك في العراق، فيما تتراوح نسبة أخرى من 10 إلى 30 في المائة من المقاتلين، يتوقع أنهم تركوا أرض المعركة عائدين إلى بلدانهم، أو تم احتجازهم في دول أخرى أثناء عبورهم الحدود، بعدما فروا من التنظيم نتيجة اكتشافهم أكاذيب – دولة الخلافة المزعومة - أو لخفض الرواتب، أو لعمليات النحر.
وكشف التقرير عن أنه في ظل هذه التخوفات باتت دول أوروبا تعيش حالة من التأهب لمواجهة التهديدات المحتملة من مقاتلي «داعش» العائدين إليها، خاصة دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا، وقال المصدر المطلع وهو خبير أمني في مصر إن تنظيم داعش يخطط منذ فترة لشن هجمات إرهابية مستقبلية في أوروبا، لتأكيد بقائه، وإن ما يحدث له على الأرض في العراق لم يؤثر على قوته، وتمدده.
وشهدت فرنسا وبلجيكا خلال الأشهر الماضية هجمات إرهابية أسقطت قتلى ومصابين، وتبنى «داعش» كل هذه الحوادث، متوعدا في فيديوهات مصورة له الغرب بمزيد من الهجمات التي قد تنسيهم أحداث 11 سبتمبر (أيلول) – على حد زعم التنظيم.
ويشار إلى أن الموصل العراقية ظلت 28 شهرا في يد «داعش» وقد أحاط أكثر من مائة ألف مقاتل ضد التنظيم بجوانبها كافة باستثناء المحور الغربي.
وشدد التقرير المصري على أن محاربة الإرهاب لا تتحدد في جغرافيا معينة، وأنه لا توجد دولة بمنأى عن الإرهاب، لذلك ينبغي أن توجد معالجات حقيقية لمحاربة الإرهاب والتطرف، وعدم اقتصار ذلك على تهديدات المقاتلين الأجانب في أوروبا فقط؛ بل في جميع أنحاء العالم، داعيا دول العالم إلى إيجاد استراتيجية لمكافحة التطرف تلتزم بها جميع الدول ومنها على سبيل المثال، وإنشاء غرف عمل مشتركة على مستوى الخبراء، ونشر فرق عمل فنية لتبادل المعلومات ومشاركتها وتعقب المطلوبين، إلى جانب اتخاذ الإجراءات التقليدية لمكافحة الإرهاب والتطرف، لتكون مسؤولية مكافحة الإرهاب والتطرف، مسؤولية أممية مشتركة وليست قاصرة على دول بعينها.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.