ترامب يفشل في تحويل المناظرة الثالثة والأخيرة لصالحه

كلينتون مازالت تتصدر استطلاعات الرأي قبل 18 يومًا من التصويت

مصافحة بين كلينتون وترامب أمس خلال حضورهما عشاء خيرياً في نيويورك بعد المناظرة الثالثة «العدائية» بين الاثنين مساء الأربعاء/ صباح الخميس (أ.ف.ب)
مصافحة بين كلينتون وترامب أمس خلال حضورهما عشاء خيرياً في نيويورك بعد المناظرة الثالثة «العدائية» بين الاثنين مساء الأربعاء/ صباح الخميس (أ.ف.ب)
TT

ترامب يفشل في تحويل المناظرة الثالثة والأخيرة لصالحه

مصافحة بين كلينتون وترامب أمس خلال حضورهما عشاء خيرياً في نيويورك بعد المناظرة الثالثة «العدائية» بين الاثنين مساء الأربعاء/ صباح الخميس (أ.ف.ب)
مصافحة بين كلينتون وترامب أمس خلال حضورهما عشاء خيرياً في نيويورك بعد المناظرة الثالثة «العدائية» بين الاثنين مساء الأربعاء/ صباح الخميس (أ.ف.ب)

بعد ليلة ساخنة من النقاش في المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب أشار عدد كبير من المحللين إلى فوز كلينتون في تلك المناظرة وأظهر استطلاع للرأي لشبكة «سي إن إن»، أن كلينتون تتقدم على ترامب بفارق 13 نقطة. وقال 52 في المائة من المشاركين بالاستطلاع إن أداء كلينتون كان الأفضل خلال المناظرة وإنها فازت في النقاش، بينما أشار 39 في المائة إلى أن ترامب أدى أداء أفضل.
لكن التداعيات الأكبر الناجمة عن المناظرة ظلت منحصرة في رفض المرشح الجمهوري دونالد ترامب توضيح موقفه من قبول نتائج الانتخابات الرئاسية التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات والجدل السياسي بعد انتهاء المناظرة.
وندد عدد من الجمهوريين بتعليقات ترامب وقال السيناتور ليندسي غراهام المرشح الجمهوري السابق إنه إذا خسر ترامب الانتخابات الرئاسية، فإن ذلك لن يكون بسبب حدوث تلاعب في نظام التصويت وإنما سيكون بسبب فشله كمرشح.
وقد شهدت جامعة نيفادا بمدينة لاس فيغاس المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين ودار النقاش حول ستة مواضيع هي الديون والمستحقات المالية والهجرة والاقتصاد والمحكمة العليا والسياسة الخارجية ومدى لياقة المرشح ليكون رئيسا للولايات المتحدة.
وقد بدأت المناظرة بمناقشة هادئة سرعان ما تحولت إلى التوتر والشجار والاشتباك مع اتهام كل مرشح للآخر بالكذب والإدلاء بتصريحات مضللة وتبادل الاتهامات، حيث وصف ترامب كلينتون بأنها امرأة سيئة ودعت كلينتون ترامب أنه أخطر شخص يمكن أن يترشح للرئاسة في التاريخ الحديث، ووصفت تصريحاته بعدم قبول نتائج الانتخابات بأنها «مرعبة» وتشير إلى صفات شخصيته وإنه لا يمكن ائتمانه على منصب رئيس الولايات المتحدة وإصبعه على زر الأسلحة النووية.
وأشار المحللون إلى أن المناظرة الثالثة كانت بمثابة الفرصة الأخيرة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب لكسب الدعم لدى الناخبين وأن يجد وسيلة للنأي بنفسه عن الادعاءات بالتحرش الجنسي لعدد من النساء لكن بدلا من ذلك أخفق ترامب في تغيير اللعبة لصالحة ودخل مع منافسته هيلاري كلينتون لما يقرب من نصف ساعة من النقاشات العامة حول المحكمة العليا وحق امتلاك السلاح والإجهاض والهجرة، ووصف ترامب بأسلوب طفولي منافسته كلينتون بأنها «امرأة سيئة وشريرة».
وبعد المناظرة بين المرشحين فإن الأيام المتبقية حتى إجراء الانتخابات تبدو محملة بالكثير من السخونة والترقب مع تراجع حظوظ دونالد ترامب في استطلاعات الرأي وانخفاض شعبيته بشكل واسع بين النساء الناخبات.
وفي المقابل تواجه كلينتون موقفًا محرجًا مع آلاف الإيميلات التي سربتها «ويكليكس» خلال الأيام الماضية. ويشير المحللون إلى ما يسمى «مفاجآت أكتوبر» وتؤثر بشكل مباشر على توجهات الناخبين قبل إجراء التصويت.
وقد شهد شهر أكتوبر فضيحة تسريب الفيديو الذي أساء في ترامب للنساء وتحدث بشكل فج عن إقامة علاقات مع النساء، إضافة إلى إقدام عدد من النساء إلى اتهامه بالتحرش بهن والقيام بتصرفات غير لائقة.
وينتظر المحللون مفاجآت جديدة خلال الأيام المتبقية حتى إجراء الانتخابات في الثامن من نوفمبر مشيرين إلى أنها قد تمثل «مفاجآت نوفمبر» خاصة مع قدرة كل مرشح على كسب أصوات المرشحين في هذه الفترة الحرجة وفي ضمان تصويت الولايات بتقسيماتها التقليدية لصالح الجمهوريين أو لصالح الديمقراطيين ومحاولات جذب أصوات الولايات المتأرجحة.
ويواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب موقفًا حرجًا في الولايات المتأرجحة خاصة في ولاية فلوريدا وأوهايو ونورث كارولينا فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن طريقه في سباق الرئاسة يبدو متراجعا حتى مع تصويت ولايات جمهورية مثل تكساس.
وحتى ولاية تكساس التي تصوت تقليديا لصالح المرشح الجمهوري، فإن أحدث استطلاعات شبكة «فوكس نيوز» تشير إلى أن الولاية الجمهورية الحمراء أصبحت تميل إلى حد ما لصالح المرشح الديمقراطي وهو أمر لم يحدث في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض منذ عام 1076. وأشار تقرير بجامعة هيوستن بولاية تكساس إلى أن كلينتون انتزعت 3 نقاط مئوية من تصويت الولاية التي تعد معقل الجمهوريين تقليديا، وللمرة الأولى أعلنت صحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» دعمها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وهي سابقة لم تحدث منذ عام 1940. ويتطلب الأمر حصد 270 صوتا في المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسية وتشير تقييمات شبكة «فوكس نيوز» إلى أن إذا استطاعت كلينتون ضمان تصويت كل الولايات الزرقاء التي تصوت تقليدا لصالح الحزب الديمقراطي واستطاعت كسب أصوات الولايات المتأرجحة فإنها ستحصد 307 أصوات في المجمع الانتخابي، أي ما يزيد عن الـ270 صوتًا المطلوبة.
وتقول الشبكة إنه إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأصوات الولايات الحمراء التي تميل تقليديا للتصويت لصالح الحزب الجمهوري واستطاع كسب الولايات المتأرجحة التي تميل للتصويت للجمهوريين (مثل أريزونا ونورث كارولينا وأوهايو ويوتا التي تمثل 50 صوتا في المجمع الانتخابي) فإنه سيحصد 181 صوتا في المجمع الانتخابي وسيكون أمامه فارق كبير للحصول على 270 صوتا، ويتطلب ذلك أن ينجح في استمالة بعض الولايات الديمقراطية للتصويت لصالحه.
وخلال المناظرة الثالثة مساء أول من أمس، نجحت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الدفاع عن قضية رسائل البريد الإلكترونية الخاصة بها وحول التبرعات التي حصلت عليها مؤسسة كلينتون الخيرية والتسريبات التي قامت بها «ويكيليكس» للبريد الإلكتروني الخاص بها. ويقول المحللون إن الفارق بين كلينتون وترامب زاد، إذ حافظت كلينتون إلى حد كبير على اتزانها ونجحت في تغيير الموضوع والتحول من موقف المدافع إلى موقف المهاجم وتحويل النقاش إلى موضوعات تكون فيها أكثر راحة. وبرزت مهارة كلينتون في تسديد الهجمات واصطياد ترامب في تصريحات سابقة له حول العلاقة مع روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهمت كلينتون ترامب أنه دمية للرئيس الروسي بوتن، وأشارت إلى أنه يرفض تقارير 17 وكالة استخباراتية أميركية أن روسيا تقوم بالتجسس والتدخل عبر هجمات إلكترونية للتأثير في الانتخابات الأميركية، وهو ما يرفضه ترامب، الذي رد قائلا لكلينتون أنت الدمية، مشيرًا إلى أن الروس كانوا أذكى في التعامل مع القضايا الساخنة بشكل أفضل من إدارة أوباما.
وقد أصر المرشح الجمهوري دونالد ترامب على أن المعركة التي أقدمت عليها إدارة أوباما لاستعادة الموصل في العراق تهدف إلى مساعدة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الفوز بالانتخابات، مشيرا إلى أن إيران تسيطر على العراق وأن الولايات المتحدة لن تكسب شيئا من معركة استعادة الحكومة العراقية للموصل. وانتقد ترامب قيام إدارة أوباما بتقديم 1.7 مليار دولار لإيران، وإخفاق الإدارة الأميركية في مواجهة نظام بشار الأسد والنفوذ الروسي والإيراني في المنطقة والتسبب في هجرة عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وأشارت كلينتون إلى أنها لن تدعم وضع جنود أميركيين في العراق كقوة احتلال، مشيرة إلى أن ذلك سيصب في مصلحة «داعش» وأبدت كلينتون أملا كبيرا في نجاح العملية العسكرية في الموصل وفي الضغط على سوريا للبدء في عملية الانتقال السياسي. وقالت: «ستبقى سوريا مرتعًا للإرهاب طالما استمرت الحرب الأهلية وتحريض إيران والروس». وأشارت إلى أنها ستعمل لمواصلة الضغط من أجل فرض منطقة حظر جوي وملاذات آمنة داخل سوريا وتعهدت بملاحقة البغدادي زعيم «داعش» مثلما لاحقت أسامة بن لادن وتقديمه للعدالة والتخلص من مقاتلي «داعش» واستعادة مدينة الرقة في سوريا.
وعند سؤالها عن رفض الرئيس أوباما إقامة منطقة حظر جوي خوفا من الدخول في مصادمة مع الطيران الروسي قالت كلينتون إن فرض منطقة حظر جوي يمكن أن تنقذ الأرواح وتضع نهاية للصراع في سوريا، وأشارت إلى أن ما تقترحه من فرض منطقة حظر طيران سيأخذ الكثير من المفاوضات والتوضيح للروس والسوريين أن الغرض منه هو توفير مناطق آمنة.
في المقابل، هاجم ترامب سياسات كلينتون حول حماية الحدود الأميركية، مشيرًا إلى أنها تريد فتح الحدود وبصفة خاصة للسوريين ولا تريد وقف الإرهاب الإسلامي المتطرف، واتهم ترامب إدارة أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بالتسبب في خلق فراغ في العراق استغله «داعش».
وحاول ترامب الهجوم مرة أخرى على سجل هيلاري كلينتون وتاريخها السياسي، مشيرًا إلى أنها لم تقدم على تحقيق إصلاحات خلال 30 عاما من العمل في المجال العام. وقال: «لديك شيء واحد هو الخبرة لكنها خبرة سيئة لأن ما تقومين به تبين أنه أمر سيء» وبدت كلينتون أكثر قدرة على الرد ورحبت بمقارنة تاريخها السياسي بتاريخ ترامب وأشارت إلى أنها في السبعينات كانت تدافع عن حقوق الأطفال، بينما انخرط ترامب في مواجهة اتهامات بالتمييز ضد أميركيين من أصل أفريقي، وفي التسعينات عندما كانت تتحدث عن حقوق المرأة كسيدة أولى كان ترامب منشغلا بمسابقات الجمال، وعندما كانت تراقب عملية قتل أسامة بن لادن في غرفة عمليات البيت الأبيض كان ترامب ضيفًا في أحد برامج تلفزيون الواقع. وسددت كلينتون ضربة قاضية بقولها: «سأترك الشعب الأميركي يعقد هذه المقارنة ويتخذ القرار».
ولم توجه كلينتون ضربات قاسية في قضية ادعاءات عدد من النساء تحرش ترامب بهن واكتفت بالقول: «لا أعتقد أن هناك امرأة في أي مكان لا تعرف كيف يتصرف ترامب تجاه المرأة». ورد ترامب بقوله إنه لا يوجد أحد يحترم النساء أكثر منه وهو ما أثار الضحكات داخل قاعة الجامعة التي تستضيف المناظرة.
ونفى ترامب الادعاءات بارتكابه تحرشًا جنسيًا وتصرفات غير لائقة وقال: «إنني لم أعتذر لزوجتي لأنني لم أفعل أي شيء»، متهمًا حملة كلينتون بالوقوف وراء تلك الادعاءات ودفع نساء ساعيات للشهرة إلى توجيه تلك الاتهامات.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.