«داعش» يهاجم مدينة كركوك تزامنًا مع عملية الموصل

الأمم المتحدة: التنظيم اقتاد 550 عائلة لاستخدامها كدروع بشرية

«داعش» يهاجم مدينة كركوك تزامنًا مع عملية الموصل
TT

«داعش» يهاجم مدينة كركوك تزامنًا مع عملية الموصل

«داعش» يهاجم مدينة كركوك تزامنًا مع عملية الموصل

قالت رافينا شمدساني المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة)، إن متشددي تنظيم «داعش» اقتادوا 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل العراقية ويحتجزونها قرب مواقع للتنظيم في المدينة، لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح. مشيرة إلى «معلومات موثقة» من المنطقة أنّ المكتب يحقق أيضًا في تقارير عن أن التنظيم المتشدد قتل 40 مدنيا في قرية واحدة.
من جهة أخرى، قال رئيس الهلال الأحمر التركي اليوم، إنّ المنظمة ترسل شاحنات مساعدات إلى شمال العراق تحمل ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية لعشرة آلاف من النازحين بسبب القتال في مدينة الموصل.
وأفاد كريم كينيك لوكالة «رويترز» للأنباء: «نرسل في المرحلة الأولى هذه المساعدات لقرابة 30 قرية جرى تحريرها حول الموصل. هناك ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف يتحركون من هذه القرى تهدف الشاحنات للوصول إليهم». وأضاف أن عدد النازحين بسبب قتال الموصل قد يصل في النهاية لما بين 150 ألفا و400 ألف وأن وكالات الإغاثة التركية تنشئ مخيمات إضافية في شمال العراق استعدادًا لذلك.
وذكر الهلال الأحمر في بيان أنّه يرسل 20 شاحنة تحمل إمدادات تتضمن مواد غذائية جافة وملابس وعدة مئات من الخيام والأسرة.
ميدانيًا، شن عشرات من مسلحي التنظيم المتطرف، هجوما اليوم، على مدينة كركوك في شمال العراق، في محاولة للسيطرة على أجزاء من المدينة تزامنا مع تنفيذ القوات العراقية عملية لاستعادة السيطرة على الموصل.
وبدأت منذ فجر اليوم، اشتباكات في مناطق متفرقة من مدينة كركوك إثر هجوم شنه عناصر «داعش»، حسبما أكدت مصادر أمنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف ومراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. فيما أفاد نقيب في قوات الأمن الكردية (الأسايش) للوكالة، أنّ «مجموعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة نفذوا هجمات متفرقة بدأت نحو الثالثة ضد قوات الأمن» في المدينة. موضحًا أنّ «هجوما استهدف مقر مديرية شرطة كركوك وسط المدينة، أعقبته هجمات متفرقة ضد حواجز تفتيش ودوريات للشرطة في أحياء الوسطي ودوميز» كلاهما في جنوب كركوك. مضيفًا أنّ «قوات الأمن تمكنت من قتل أحد الانتحاريين داخل مقر مديرية الشرطة فيما فجر ثلاثة آخرون أنفسهم بعد محاصرتهم من قوات الأمن». وتابع أن «قوات الأمن اشتبكت مع عناصر آخرين من (داعش) اختبأوا في أحياء التسعين وحزيران ودوميز» في جنوب المدينة.
من جانبه، قال ضابط برتبة عقيد في شرطة كركوك للوكالة: «حتى الآن، قتل ستة من عناصر الشرطة وأصيب 12 آخرون بجروح» في كركوك. وأشار إلى «مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحًا من (داعش)» خلال اشتباكات في أحياء متفرقة في جنوب كركوك وشرقها.
وأعلنت قوات الأمن إثر وقوع الهجمات حظر تجول في عموم مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).
كما تعرضت ناحية الدبس شمال غربي كركوك إلى هجوم صباحًا استهدف محطة كهرباء قيد الإنشاء تعمل عليها شركة إيرانية وقتل خلاله 16 شخصا بينهم أربعة إيرانيين.
وتبنى تنظيم داعش عبر وكالة «أعماق» التابعة له الهجمات التي تعرضت لها مدينة كركوك في شمال العراق.
وتتولى حكومة إقليم كردستان العراق إدارة محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومة المركزية والإقليم.
وتتزامن هجمات اليوم مع تنفيذ القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني مدن العراق وآخر أكبر معاقل المتطرفين فيه، وهم يسيطرون عليها منذ يونيو (حزيران) 2014.
وقد أحرزت القوات الحكومية العراقية والمقاتلون الأكراد الذين ينفذون العملية المدعومين من التحالف الدولي بقيادة أميركية، تقدما منذ الاثنين في اتجاه الموصل. إلا أن مسؤولين غربيين توقعوا أن تكون معركة استعادة الموصل، معقل المتطرفين في العراق، طويلة وصعبة.
في أنقرة، يتوقع أن يبحث وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر اليوم، مع المسؤولين في تركيا في الوضع العراقي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.