فيلم «ساحرة أوز» (ذا ويزارد أوف أوز) ربما يكون أشهر فيلم أميركي على الإطلاق منذ عرضه في عام 1939 وحتى اليوم، شهرة الفن امتدت لملابس البطلة دوروثي التي قامت بتمثيل دورها الفنانة جودي غارلاند، وخاصة الحذاء الأحمر المخملي. وأخيرا أعلن معهد سميثونيان بواشنطن عن أن الحذاء تأثر بمرور الزمن وحان الوقت لترميمه وبناء خزانة عرض خاصة تحفظ درجة الحرارة المناسبة للعرض. ولكن حذاء دوروثي إلى جانب شهرته وقيمته فهو أيضا غالي الثمن، قد لا يكون قد كلف الكثير في 1939 ولكن ترميمه الآن سيكلف 300 ألف دولار أميركي.
تشير صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن المتحف سيعمد لجمع التبرعات لترميم الحذاء الشهير عبر حملة عبر الإنترنت على موقع «كيكستارت»، الذي نجح في استخدامه لجمع تبرعات سابقا بهدف ترميم بدلة رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ التي هبط بها على سطح القمر في عام 1969.
في حالة الحذاء الأحمر سيتم استخدام النقود لفحص وترميم القماش والجلد المستخدم كما سيتم أيضا الاستفادة منه في بناء خزانة عرض حديثة. وتدافع سينثيا براندت ستوفر مديرة الحملات في سميثونيان عن المبلغ الضخم المخصص للترميم بقولها إن الحذاء يمثل مصدر إلهام لكل جيل جديد.
وكانت استوديوهات «إم جي إم» قد ابتاعت الحذاء أثناء تصوير الفيلم، وكان الحذاء مصبوغا باللون الأحمر وقام المصممون في الاستوديوهات بإضافة شبكة حمراء مطرزة بالخرز. وبعد 80 عاما تدهورت حالة القماش والخرز إضافة إلى بهتان اللون. وعلق ريتشارد باردن الذي يقود عمليات الترميم بأن المهمة معقدة، إذ يتكون الحذاء من 12 مكونا من الحديد إلى القطن، وقال: «يجب أن نأخذ في الحسبان تفاعل كل من تلك المكونات مع الجو المحيط، نأخذ كل عنصر منفصلا ونقوم بعمل أبحاث لتحديد الجو المناسب، على سبيل المثال هل نضع الحذاء في خزانة عرض خالية من الأكسجين؟».
وأشار باردن إلى أن فريق الترميم يضم مرممين وخمسة علماء من سميثونيان إلى جانب استشاريين في التصميم من خارج المعهد.
وكان مجهول قد تبرع بالحذاء للمتحف في عام 1979، ومنذ ذلك الوقت ظل الحذاء في خزانات العرض ما عدا عندما تمت إعارته لمتحف فيكتوريا آند ألبرت في لندن ليكون ضمن القطع الشهيرة في معرض خاص عن الملابس وهوليوود. ولكن الحذاء لم يكن النسخة الوحيدة التي استخدمت في تصوير «ساحرة أوز» فقد صنعت سبعة أحذية حمراء وقتها لتستخدمها جودي غارلاند، ولكن لم يتبق منها سوى واحد، فقد سرق أحدها بينما بيع آخر في مزاد. الطريف أن النسخة المعروضة في سميثونيان ليست متماشية، فكل «فردة» من حذاء مختلف، فقد وجد المرممون في المتحف ورقة داخل إحداهما تشير إلى أنها من الحذاء رقم 6 وفي الفردة الأخرى ورقة تفيد بأنها من الحذاء رقم واحد.
ويقوم المتحف القومي للتاريخ الأميركي حاليا بعملية تجديدات شاملة تستمر لست سنوات وتكلف 150 مليون دولار، وبعد انتهائها يعتزم المتحف تقديم معرض في عام 2018 حول الثقافة الشعبية بعنوان «ليستمر العرض»، وسيضم المعرض الحذاء الأحمر بعد ترميمه إلى جانب قطع أخرى مثل دمى جيم هينسون «مابيت» وقطع من أفلام «حرب النجوم».
* خدمة «نيويورك تايمز»