المنافسة بين زوجات السياسيين اللبنانيين لكسب ود الناخبين، بالترفيه والفن وتنظيم المهرجانات، يبدو أنها تتخذ أبعادًا جديدة.
فبدءًا من 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وحتى نهاية عيد الفطر عام 2017، ستعيش مدينة طرابلس اللبنانية سنة من الأعياد والاحتفالات التي يفترض أن يستفيد منها كل أطياف المجتمع. وثمة نشاطات موجهة للأطفال وكبار السن، ومحاولة لإشراك من هم أقل حظا ماديا، دون إهمال اللاجئين السوريين أيضا؛ إذ أعلنت عن هذه المبادرة أمس فيولات الصفدي زوجة الوزير محمد الصفدي في مؤتمر صحافي عقدته في بيروت، وتحديدًا في «نادي اليخوت» الواقع في منطقة «زيتونة باي»، بمشاركة وزير السياحة ميشال فرعون، وحضور الوزير محمد الصفدي، ومسؤولي الهيئات المعنية بالأنشطة في مدينة طرابلس؛ منهم رئيس مجلس إدارة «معرض رشيد كرامي الدولي» في طرابلس حسام قبيطر، ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، ونقيب المهندسين في الشمال ماريوس البعيني، ورئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي ممثلاً بالمهندس إبراهيم فوز، وحشد من الإعلاميين والمهتمين.
وخلال المؤتمر أعلنت فيولات الصفدي ورئيسة جمعية «أكيد فينا سوا» عن أول نشاط تطلقه الجمعية التي تترأسها ويحمل عنوان: «طرابلس مدينة الأعياد للعام 2017».
وقالت الصفدي في المؤتمر الصحافي إن «المشروع يمتد على مساحة الوطن ليحتفل به كلّ مواطن في طرابلس». ولفتت إلى أنها «تطمح إلى التعاون مع كلّ أبناء المدينة من مسؤولين وفعاليات وجمعيات وكلّ من يهمّه إظهار الوجه الحضاري لمدينة الفيحاء».
وشرحت الصفدي أن برنامج «طرابلس مدينة الأعياد»، سيتضمن 3 محطات رئيسية تبدأ بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف من 10 إلى 13 ديسمبر 2016، من خلال استقدام معرض من تركيا يقدم للمرة الأولى في المدينة، بعضًا من صور للآثار النبوية، بالإضافة إلى فرقة إنشاد صوفية.
وتستكمل الاحتفالات بأعياد نهاية العام من 15 إلى 22 ديسمبر التي تقام في معرض «رشيد كرامي الدولي» - وهو أكبر مساحة عرض في لبنان - تحت عنوان: «أكيد فينا نعيّد سوا» وتتضمن معارض، واحتفالات ثقافية وفنية بمشاركة فنانين عالميين، بالإضافة إلى ألعاب ترفيهية للأولاد والعائلات وتختتم بحدث إنساني يحتضن ألفي طفل يتيم وغير مقتدر، وصولاً إلى ليالي طرابلس الرمضانية، التي ستقام بمناسبة حلول عيد الفطر في 25 و29 يونيو (حزيران) 2017 وتتضمن معرضًا وأمسيات رمضانية.
ويأتي هذا الإعلان في إطار السباق المحموم في طرابلس على إضفاء نكهة ثقافية فنية على حياة الناس، بعد أن توقفت حرب باب التبانة وجبل محسن التي استمرت ست سنوات.
وشهد هذا الصيف نقاشًا حول أحقية المدينة بمهرجانات أسوة ببقية المدن والبلدات اللبنانية الأخرى، واستبقت زوجة الوزير أشرف ريفي الآخرين أو الأخريات، وأعلنت عن «مهرجان» ضم عددًا من الحفلات الغنائية اللبنانية قدمت نهاية الصيف، من خلال جمعية تترأسها تحمل اسم «طرابلس حياة» لتسد الطريق أمام جمعية أخرى هي «طرابلس السياحية» التي جددت نشاطها بانتخاب الدكتورة وفاء الشعراني. وكانت هذه الأخيرة تضطلع وزوجها العميد سمير شعراني بإحياء مهرجانات صيفية دولية في العاصمة الثانية.
ويأتي إعلان زوجة الوزير محمد الصفدي، أمس، عن أعياد تستمر طوال عام، ليتجاوز كل المشاريع السابقة، من حيث الجمهور الذي تتوجه إليه، والمدة التي يستغرقها النشاط، وكذلك الصدى الذي يفترض أن يتركه. فقد اتهمت مهرجانات طرابلس التي نظمت بإشراف زوجة الوزير ريفي، بأنها توجهت للأغنياء، ولم تأخذ بعين الاعتبار فقراء المدينة، بسبب ارتفاع أسعار البطاقات.
أما زوجة الوزير الصفدي فقد حددت بوضوح أن «جمعية «أكيد فينا سوا»، تطمح من خلال مشروعها الأول إلى إدخال الفرحة إلى قلب كلّ طفل ومسنّ ومريض وعاجز، شارحة أن «المشروع يعني كلّ مكوّنات المجتمع؛ من يتيم ومحروم ولاجئ ويمتدّ على مساحة الوطن».
يذكر أن الوزير محمد الصفدي له مركز ثقافي نشيط جدًا في طرابلس، وكذلك رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي. ويبدو أن اهتمام السياسيين المستجد بالمهرجانات والفنون أصبح جزءًا من معركتهم لاسترضاء الجماهير العريضة التي ترى في هذه الأنشطة جاذبا اقتصاديا يحرك عجلة الحياة، وهو ما تم التأكيد عليه في المؤتمر الصحافي أمس؛ إذ أوضحت الصفدي أن «أهداف المشروع لا تقتصر فقط على الاحتفالات والمعارض، بل إن لأعياد نهاية العام أهدافا سياحية واقتصادية وإنسانية تسعى أولاً إلى إعادة طرابلس إلى الخريطة السياحية وتحريك العجلة الاقتصادية من خلال زيارة أكثر من 50 ألف مشارك من أهل المدينة وخارجها للمعرض، ودعوة ما لا يقلّ عن 10 آلاف طفل من المدارس الرسمية ومن المناطق الأكثر فقرًا ومن اللاجئين السوريين للمشاركة مجانًا في المعرض من خلال برامج خاصة، بالإضافة إلى توزيع الهدايا على ألفي يتيم في اليوم الأخير، أي في 22 ديسمبر، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية».
وجدير بالذكر أن المبادرة الجديدة التي أطلقتها الصفدي، تأتي تطويرًا لعمل المركز الثقافي الذي يقدم على مدار العام أنشطة فنية وثقافية، إلا أن الجديد هذه المرة، هو العمل مع المؤسسات الأخرى في المدينة، وتمدد الأنشطة إلى خارج المركز، وتوسيع دائرة المستفيدين منها، والوصول إلى الطبقات الأكثر حرمانًا.
من جهته، عبّر وزير السياحة ميشال فرعون عن فرحته بالمشاركة «بمناسبة طرابلسيّة فرحة، بعد كلّ الآلام التي عانت منها المدينة وانتصرت عليها، بفعل المبادرات الفرديّة ومساعي المجتمع المدني» معتبرًا أن «الدور الذي قامت به وزارة السياحة خلال الصيف المنصرم ما كان ليُكلّل بالنجاح لولا التعاون مع المجتمع المدني ومع البلديات والمؤسسات والأفراد الذي يملكون حرصًا على مناطقهم وغيرةً عليها» مثنيًا على دور الصفدي.
ورأى أن «الخطّة الأمنيّة التي نُفّذت في طرابلس نجحت في إعادة الاستقرار إلى المدينة، وهي يجب أن تُعزّز بإبقاء أي خلافٍ سياسي تحت سقف الأمن وصولاً إلى عودة المؤسسات الدستوريّة إلى عملها المعتاد».
«طرابلس مدينة الأعياد».. على مدار العام
فعاليات لكل أطياف المجتمع.. ومحاولة لإشراك اللاجئين السوريين
«طرابلس مدينة الأعياد».. على مدار العام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة