الصدر يتظاهر ضد الأتراك في بغداد.. ويستقبل خصومه من قادة «ميليشيات الحشد الشعبي» في النجف

الصدر يتظاهر ضد الأتراك في بغداد.. ويستقبل خصومه من قادة «ميليشيات الحشد الشعبي» في النجف
TT

الصدر يتظاهر ضد الأتراك في بغداد.. ويستقبل خصومه من قادة «ميليشيات الحشد الشعبي» في النجف

الصدر يتظاهر ضد الأتراك في بغداد.. ويستقبل خصومه من قادة «ميليشيات الحشد الشعبي» في النجف

حتى قادة ميليشيات «الحشد الشعبي» الذين التقوا في مدينة النجف أمس قبيل توجهم إلى منزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على مأدبة غداء مع ثلاثة من مراجع النجف الكبار (محمد سعيد الحكيم ومحمد إسحاق الفياض وبشير النجفي» لم يستقبلهم المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني رغم أن حشد المتطوعين الشيعة ضد تنظيم داعش تشكل في يونيو (حزيران) 2014 بفتوى صادرة منه.
ورغم أن السيستاني، الذي عاد لغلق بابه أمام السياسيين ورجال الدين الذين التحقوا بالعمل السياسي لم يتخذ سوى مواقف النصح والإرشاد وعدم الرضا في خطب الجمعة من خلال التوصيات التي يتلوها وكلاؤه فإن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المعروف عنه مواقفه الراديكالية العنيفة ضد من يعدهم رموز الفساد من كبار السياسيين في البلاد من دون استثناء، بالإضافة إلى موقفه من بعض الفصائل الشيعية المسلحة التي يطلق عليها «الميليشيا الوقحة» فاجأ الجميع أمس بتوجيه دعوة للقاء قادة الفصائل الشيعية البارزة في منزله بالنجف.
ورغم أن التفسير الذي أعطاه السياسي المستقل والنائب السابق في البرلمان العراقي، عزت الشابندر، للقاء وظروفه يختلف عن التفسير الذي أعطاه كريم النوري القيادي في منظمة بدر التي يترأسها هادي العامري الذي كان على رأس وفد قادة الفصائل إلى النجف بشأن الزيارة فإن كلا التفسيرين يعبر عن وجهتي نظر متكاملة في سياق المشهد العراقي المفتوح على كل الاحتمالات.
الشابندر أبلغ «الشرق الأوسط» أن «اللقاء في الواقع ليس له تفسير عميق برغم مما سيقال عنه، حيث إن أصل الفكرة أن قادة الحشد قرروا إجراء لقاءات مع الزعامات البارزة في التحالف الوطني الشيعي، حيث التقوا نوري المالكي وعمار الحكيم وحيدر العبادي والذي حصل أن الصدر هو من قام بتوجيه دعوة لهم للقائه في النجف على مائدة غداء». وردا على سؤال بشأن وجود زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي المنشق، أصلا عن التيار الصدري بل وصفها الصدر بـ«الميليشيات الوقحة»، قال الشابندر إن «الصدر حين وجه الدعوة لا يمكنه استثناء أحد لأن الدعوة لن تنجح وهو يعرف ذلك، كما أن قيس الخزعلي أو سواه من قادة الحشد أو الفصائل ممن يهاجمهم الصدر هم لا يعدون أنفسهم أن لديهم مشكلة معه، بل هو لديه مشكلة معهم، وبالتالي فإنهم يلبون الدعوة؛ لأنهم ينظرون إلى الأمر على أنه بمثابة تراجع من قبل الصدر».
وحول ما إذا كان هذا اللقاء محاولة من الصدر لعزل المالكي بعد أن بدأ يتفرد من خلال تطوير علاقاته مع فصائل الحشد قال الشابندر: «العكس هو الصحيح حيث إن الصدر لا يريد أن يمنح المالكي فرصة الانفراد وهي بلا شك خطوة ذكية من قبل الصدر». وبشأن ما إذا كان هذا اللقاء يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على التحالف الشيعي استبعد الشابندر ذلك قائلا: «سبق أن قلت وأكرر القول إن هذا التحالف الوطني لن يكتب له النجاح، حيث كان عمار الحكيم الذي يتزعمه الآن مضى بحماس من أجل تشكيل الكتلة العابرة للطائفية وإذا به يعود إلى حضن الطائفة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.