انطلاق أسبوع الساعات بدبي في نوفمبر بمشاركة صناع عالميين

يعتبر فرصة للتعرف على آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الصناعة

أحد الأعمال الفنية التي سيتم طرحها للبيع في مزاد علني على هامش الأسبوع
أحد الأعمال الفنية التي سيتم طرحها للبيع في مزاد علني على هامش الأسبوع
TT

انطلاق أسبوع الساعات بدبي في نوفمبر بمشاركة صناع عالميين

أحد الأعمال الفنية التي سيتم طرحها للبيع في مزاد علني على هامش الأسبوع
أحد الأعمال الفنية التي سيتم طرحها للبيع في مزاد علني على هامش الأسبوع

تستعد مدينة دبي الإماراتية لاستقبال الدورة الثانية من أسبوع الساعات، الذي ينطلق في الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويستمر حتى التاسع عشر من الشهر نفسه، حيث سيتم تنظيم فعاليات وورش عمل، إضافة إلى منتدى حول قطاع صناعة الساعات العالمية.
ويأتي تنظيم الحدث بعد تحقيق نجاح الدورة الأولى من «أسبوع الساعات بدبي»، والذي يركز على صناعة الساعات الفخمة، وينعقد تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة «هيئة دبي للثقافة والفنون»، وتنظيم مجموعة «أحمد صدّيقي وأولاده».
وقالت هند عبد الحميد صدّيقي، رئيسة قسم التسويق لدى «صديقي القابضة» إن إقامة الأسبوع يأتي لتكريس دور دبي في التعريف عن قطاع الساعات في المنطقة، حيث يتطلع أن تكون دبي مصدرًا للمعلومات المختلفة حول صناعة وقيمة الساعات الحقيقة، مشيرة إلى أن الدورة السابقة حققت جذبًا واسعًا من خلال البرامج التي قدمها الأسبوع.
وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأسبوع قدم صورة حقيقة حول قيمة دبي لصناعة الساعات وذلك للمصنعين العالميين، مؤكدة أن فعاليات الأسبوع هي لزيادة المعرفة والتثقيف حول أهمية الوقت والساعات لدى المستخدمين، وموضحة أنه لا يتم بيع ساعات في المعرض، وإنما هو الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه صناعة الساعات حول العالم.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس، فإن برنامج «أسبوع الساعات، دبي» سيركز على المبادرات التعليمية والتوعوية من خلال ورش العمل والجلسات الحوارية والفرص التعليمية التي تتيح مشاركة المهتمين المخضرمين والناشئين بمواضيع الساعات التاريخية والمعاصرة على حد سواء.
ويستضيف مركز دبي المالي العالمي فعاليات «أسبوع الساعات، دبي» مع وجود «ورش عمل صناعة الساعات» المعروفة و«منتدى الساعات»، بالإضافة إلى البرامج الجديدة التي تضم «معرض حركات الساعات» و«معرض الساعات الفائزة بجائزة جنيف الكبرى للساعات الفخمة»، بالإضافة أيضًا إلى مبادرة «المركز الإبداعي» التي تعنى بدعم الإبداع والابتكار وترعاها مجموعة من العلامات التجارية.
وستقدم مؤسسة صناعة الساعات الفاخرة بالشراكة مع «أسبوع الساعات، دبي» ثلاثة برامج حصرية في «دبي مول» وهي «معرض رواد صناعة الوقت» و«أكاديمية هوت هورولوجي وشهادتها» ومعرض «حياة ساعة طائر الوقواق السويسرية» الذي تشرف عليه «مدرسة جنيف للفن والتصميم».
وفي خطوة جديدة سيقدم «أسبوع الساعات في دبي» إضافة جديدة إلى الأجندة الثقافية لهذا العام بعنوان «وقت للفن» وهي مبادرة مدعومة من «أحمد صديقي وأولاده».
من جهتها قالت مليكة يازدجردي، مدير «أسبوع الساعات، دبي»: «في طليعة أهداف (أسبوع الساعات، دبي) التعريف ببراعة صناعة الساعات الفخمة في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تعريف العالم بإرث وتراث هذه المنطقة، وهذا العام وسَّعنا نطاق فعاليات النسخة الثانية من الحدث لتشمل الكثير من الفعاليات والأحداث الثقافية والتعليمية والإبداعية، بدءًا من التعريف بصناعة الساعات الفخمة ومرورًا بالجلسات الحوارية والنقاشية ووصولاً إلى التعاون مع مبدعين معروفين، وكل ذلك من أجل تحقيق رسالة ورؤية الحدث».
وضمن هذا السياق قالت يازدجردي إن مجموعة «أحمد صدّيقي وأولاده» كلفت الفنان التشكيلي الإماراتي عبد القادر الريّس بإنجاز عملين حصريين ونادرين للاحتفاء بالنسخة الثانية من «أسبوع الساعات، دبي»، حيث سيُعرض العملان الفنيان في مزاد كريستيز للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وسيذهب ريع هذين العملين الفنيين لصالح «مؤسسة نور دبي»، المؤسسة المعنية بالقضاء على مسببات العمى والإعاقة البصرية التي يمكن علاجها أو الوقاية منها حول العالم.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».