9.6 مليار دولار استثمارات الشركات في مصر خلال 2016

معظمها بتمويل محلي

9.6 مليار دولار استثمارات الشركات في مصر خلال 2016
TT

9.6 مليار دولار استثمارات الشركات في مصر خلال 2016

9.6 مليار دولار استثمارات الشركات في مصر خلال 2016

بلغت قيمة الاستثمارات المنفذة للشركات داخل مصر، خلال أشهر التسعة الأولى من العام الحالي، نحو 9.6 مليار دولار، معظمها نتيجة تمويل محلي.
ووفقًا للبيان الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» من وزارة الاستثمار، فإن إجمالي التدفق المدفوع في رأس المال المصدر للشركات المقامة في مصر منذ بداية العام الحالي (2016) حتى نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، بلغ 9.6 مليار دولار، في كل من شركات الاستثمار الداخلي وشركات المناطق الحرة وشركات القانون 159، وهي أنواع الشركات في مصر، وتوزع هذا الرقم بين 1.7 مليار دولار للاستثمارات العربية والأجنبية، أما الرقم الباقي 7.9 مليار دولار، فهو يعبر عن استثمارات محلية.
والتقى أول من أمس وفد من هيئة الاستثمار المصرية الجالية المصرية في سيدني، وشرح آخر المستجدات على الساحة الاقتصادية في مصر، وما يحدث على صعيد تهيئة المناخ الاستثماري، والإعداد لطرح جزء من شركات القطاع العام في البورصات المصرية والعالمية، وتم الاتفاق خلال الاجتماعات على قيام وفد من رجال الأعمال الأستراليين المهتمين بقطاع التعدين والطاقة الجديدة والمتجددة بزيارة إلى مصر، بصحبة بعض أعضاء الجالية المصرية في سيدني، وذلك في الربع الأول من عام 2017.
وقالت إيفا صديق، رئيس قطاع الترويج بالوزارة: «أطلعنا رجال الأعمال الأستراليين على ما يتم إجراؤه حاليا لتحسين مناخ الاستثمار، والأجندة التشريعية التي تطبق لدعم جذب استثمارات خارجية، وأبدى بعض رجال الأعمال اهتمامهم بالاستثمار في تطوير بعض الشركات الصناعية المتعثرة في مصر».
وأعلنت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن تقدم مصر في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2016 بشكل ملحوظ، لتكون ضمن أفضل الدول النامية الجاذبة للاستثمارات الخارجية، واعتبرت الصحيفة في تقرير لها، الجمعة الماضية، أن تقدم مصر يثير الدهشة، في ظل ما تعانيه من تذبذب في سعر العملة، وما سمته «الجفاف» في العملات الأجنبية، وانخفاض الصادرات والواردات، قائلة إنه «على الرغم من جفاف العملات الأجنبية، وانخفاض الواردات والصادرات، ومعاناة القطاع الخاص من الركود لمدة عام كامل، فضلاً عن الفوضى في سعر صرف الدولار، فإن مصر استطاعت القفز في زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر».
وأضاف التقرير أن «الحكومة المصرية بذلت جهودًا كبيرة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، من خلال مشروعات ضخمة، إلى جانب موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يوليو (تموز) الماضي، على اقتراح الحكومة ووزارة الاستثمار لإنشاء مجلس أعلى للاستثمار، يشارك فيه عدد من ممثلي القطاع الخاص، ويعمل باستمرار على تحسين البيئة الاستثمارية».
وأشار التقرير إلى أن الحكومة تعمل على تعديل قانون الاستثمار لزيادة الاستثمارات، مع محاولات لحل المنازعات خارج نطاق المحكمة لتسوية النزاعات بين المستثمر والدولة، ومنح حوافز للاستثمار في قطاعات أو مناطق معينة، فضلاً عن وجود حوافز للاستثمار، منها إمكانية السداد الجزئي لتكاليف المرافق العامة، وأوضح التقرير أن هناك استثمارات شهدت إقبالا ونموًا كبيرًا، منها صناعة الأدوية وقطاع الاتصالات والسيارات والمواد الخام التي أصبحت أيضًا أهدافا جذابة للاستثمار.
أما عن الجهة الأخرى التي تنشر بيانات الاستثمار الأجنبي في مصر، وهي البنك المركزي، فتشير بيانات البنك إلى أن إجمالي تدفقات الاستثمار خلال الـ9 أشهر الأولى من العام المالي الماضي 2015 / 2016 بلغت 5.8 مليار دولار، كما استطاعت مصر تحقيق 6.4 مليار دولار كصافي استثمار أجنبي في 2014 / 2015، ويرجع ارتفاع قيمة الاستثمارات الأجنبية المسجلة في البنك المركزي عن وزارة الاستثمار لطريقة القياس، واختلاف طريقة ومنهجية حساب الاستثمارات.
كان طارق نوير، الرئيس الأسبق لقطاع الدراسات التنموية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، قد أوضح خلال دراسة لمركز معلومات مجلس الوزراء سبب هذا الاختلاف، وأرجعه إلى اعتماد البنك المركزي على أساس المتحصلات والمدفوعات الفعلية، بينما تعتمد الهيئة العامة للاستثمار على أساس البيانات الواردة في استمارة تأسيس المنشآت الاستثمارية والتعديلات التي تطرأ عليها.
وتوجد أسباب أخرى، منها إدراج البنك المركزي بيانات المستثمر الأجنبي الذي تبلغ حصة مساهمته 10 في المائة أو أكثر من حقوق ملكية المنشأة المستثمر فيها، ضمن بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر، في حين لا تقوم الهيئة العامة للاستثمار بإدراج هذه البيانات، هذا بالإضافة لإدراج البنك المركزي لبيانات نشاط شراء الأراضي والعقارات من جانب المستثمر المباشر، في حين لا تقوم الهيئة العامة للاستثمار بإدراج هذه البيانات، وكذلك إدراج الهيئة بيانات مساهمة المستثمر المباشر بحصة عينية في حقوق الملكية، في حين لا يدرج البنك هذه البيانات.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.