تايلاند تبدأ التحضيرات لوداع ملكها

تايلاند تبدأ التحضيرات لوداع ملكها
TT

تايلاند تبدأ التحضيرات لوداع ملكها

تايلاند تبدأ التحضيرات لوداع ملكها

وسط حالة من الحزن العام.. اصطف آلاف من أبناء تايلاند، اليوم (الجمعة)، على الطريق الذي سيسلكه جثمان ملكهم بوميبون أدولياديغ وصولاً إلى القصر الملكي قبل تشييع جنازته، وإقامة المراسم التقليدية لإحراق جثمان ملكي، وهي مراسم يستغرق الإعداد لها شهورًا.
وكان الملك بوميبون أطول ملوك العالم مكوثًا على العرش، وحظي بشعبية كبيرة أثناء ملكه الذي امتد 70 عامًا. وقد توفي في مستشفى في بانكوك أمس، عن 88 عامًا.
كان الملك قد تدخل لتهدئة أزمات كثيرة خلال فترة بقائه على العرش ويشعر كثير من أبناء تايلاند بالقلق من المستقبل مع غيابه. وظل الجيش الذي تولى السلطة إثر انقلاب في 2014 يتذرع لعقود بواجبه في الدفاع عن النظام الملكي في تبرير تدخله في السياسة.
وعلى الطريق من المستشفى إلى القصر احتمى كثيرون من أشعة الشمس الحامية بالمظلات، أو استعانوا بالمراوح لتبديد قدر من حرارة الطقس أثناء وقوفهم على الأرصفة.
وقال رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا زعيم الحكومة العسكرية أمس، إنّه يولي الأهمية القصوى للأمن وإنّه أمر بنشر قوات إضافية في مختلف أنحاء البلاد.
وشددت إجراءات الأمن اليوم، في الحي القديم في بانكوك الذي يضم قصورًا ومعابد ووزارات وانتشر الجنود عند نقاط التفتيش والمباني الحكومية وتقاطعات الطرق.
كان الملك يعاني اعتلالاً في صحته منذ سنوات، لكن وفاته أحدثت صدمة في تايلاند، وعمت حالة من الحزن بين سكانها البالغ عددهم 67 مليونًا.
واتشح معظم سكان العاصمة والبلدات المختلفة بالسواد، لكن ظلت المكاتب والمتاجر تعمل كالمعتاد.
وأعلن مجلس الوزراء يوم عطلة بالمكاتب الحكومية حدادا على وفاة الملك لكن العمل في سوق الأوراق المالية وغيرها من المؤسسات المالية استمر كالمعتاد.
من المتوقع أن ينتقل الملك إلى ولي العهد الأمير ماها فاجيرالونجكورن، إلا أنه لا يتمتع بقدر مشاعر الحب التي حظي بها أبوه خلال سنوات جلوسه على العرش. وعند القصر الكبير اصطف آلاف المشيعين بعضهم انخرط في البكاء وانحنوا أمام صورة الملك وقاموا بشعائر جنائزية ملكية. ونصحت السفارات الأجنبية السياح باحترام مشاعر الحزن بين أبناء تايلاند.
ولم يعرف معظم التايلانديين ملكًا آخر غير الملك بوميبون الذي لا يكاد يخلو بيت أو مدرسة أو مكتب من صورته. وتعاني أيضًا زوجته الملكة سيريكيت (84 سنة)، من اعتلال في الصحة منذ سنوات. وحذر برايوت كل من تسول له نفسه باستغلال الموقف لإشاعة اضطرابات.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.