ارتفاع ضغط الدم يهدد القدرات الإدراكية لدى الأطفال

يحدث بسبب أمراض الكلى والعادات الغذائية السيئة والسمنة

ارتفاع ضغط الدم يهدد القدرات الإدراكية لدى الأطفال
TT

ارتفاع ضغط الدم يهدد القدرات الإدراكية لدى الأطفال

ارتفاع ضغط الدم يهدد القدرات الإدراكية لدى الأطفال

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لا يُعتبر عرضًا مألوفًا في الأطفال والمراهقين، فإن وجوده قد يسبب عواقب صحية خطيرة ولذلك يجب تشخيصه بشكل مبكر وعلاجه، وعدم الاطمئنان إلى كون المرض يصيب البالغين فقط لأن الحقيقي أن الأطفال يصابون بارتفاع في ضغط الدم، ولكن بنسبة أقل بطبيعة الحال من البالغين. وتبلغ نسبة الإصابة نحو 4 في المائة للأطفال أقل من 18 عاما، وتُعتبر هذه النسبة مؤشرا خطيرا إذ إن المضاعفات التي تصاحب المرض يمكن أن تؤثر بالسلب على صحة الأطفال.

ضغط الدم والأطفال

هناك كثير من الدراسات التي تناقش المرض في الأطفال وآثاره وعلاجه. ومن أحدثها دراسة نشرت في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي في مجلة «طب الأطفال» The Journal of Pediatrics، أشارت إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يكونون في عرضة للإصابة بنقص القدرات الإدراكية والفكرية مما يمثل تهديدا لمستقبل الأطفال، إذ إن هذه الفترة يكون معظم الأطفال في المراحل الدراسية المختلفة، خصوصًا أنهم في احتياج لزيادة قدراتهم الفكرية للتحصيل.
وقد قام الباحثون بإجراء الدراسة على 150 من الأطفال من عمر 10 إلى 18 عاما لقياس قدرتهم الإدراكية والفكرية وكان منهم 75 تم تشخيصهم حديثا بارتفاع ضغط الدم، بينما كان الـ75 الآخرين أطفالًا طبيعيين يتمتعون بمعدلات طبيعية من الضغط. وقام الفريق باستبعاد أي عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على القدرات الإدراكية الأخرى بمعنى أن هؤلاء الأطفال لم يعانوا من صعوبات في التعليم learning disabilities أو مرض نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو يعانون من قلة النوم المستمرة بحيث يكون ارتفاع ضغط الدم هو العامل الفارق الوحيد.
وعند إجراء الاختبارات المختلفة لقياس القدرات الإدراكية في مختلف الأعمار من الطفولة وحتى المراهقة كانت نتائج الأطفال والمراهقين الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم أعلى من أقرانهم الذين يعانون من المرض في الاختبارات المرئية للمهارات البصرية visual skills وأيضًا الذاكرة الصوتية والمرئية.
وقد وجد الباحثون أيضًا أن معظم الأطفال الذين عانوا من ارتفاع ضغط الدم كان لديهم مشكلات في النوم وهو ما يتوافق مع الدراسات السابقة التي تشير إلى أن الحرمان من النوم يؤدى إلى ضعف في القدرات الإدراكية.
وأوضح الباحثون أنه على الرغم من أن الفروق في القدرات الإدراكية بين الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين لا يعانون منه، كانت فروقًا طفيفة فإنها يجب أن توضع في الحسبان ولا يتم تجاهلها.
وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تراجع القدرات الإدراكية بشكل طفيف وليس تلفها. ونصح الباحثون الآباء بعدم القلق من نتيجة الدراسة وعدم التعامل مع الأبناء على اعتبار أنهم مرضى عقليون أو ما شابه، ولكن الأمر يتطلب العلاج الملائم بطبيعة الحال بعيدا عن الإصابة في القدرات العقلية.
ومن المعروف أن قياس الضغط في الأطفال يختلف عن قياس الضغط في البالغين ويعتبر ضغط الدم عاليًا في الأطفال إذا كان معدل القياس أكثر من متوسط 95 في المائة من الأطفال في نفس العمر لأن القياس يختلف في الأطفال من عمر إلى آخر وأن ارتفاع الضغط في الأطفال قبل عمر العاشرة في الأغلب يكون نتيجة لمرض آخر مثل أمراض الكلى ولكن يمكن حدوثه لنفس الأسباب التي تحدث في البالغين مثل العادات الغذائية السيئة وارتفاع معدلات السمنة وبعض الأمراض الخلقية في القلب، ويجب أن يتم قياس الضغط للأطفال بشكل روتيني في زيارات الطبيب ما دام عمر الطفل فوق السادسة.

علاج غذائي ودوائي

ويعكف الأطباء على محاولة إيجاد علاج شاف لارتفاع الضغط في الأطفال وفى الأغلب يكون العلاج موجها للسبب الأساسي الذي نتج عنه ارتفاع ضغط الدم.
ومن المعروف أن السمنة في الأطفال تعتبر الآن أحد أهم العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم ولذلك يبدأ العلاج بمحاولة تنظيم تناول الوجبات خلال اليوم بحيث يتم وجبات أكثر صحية تحتوي على دهون مشبعة أقل وملح طعام أقل (ملح الطعام يحتوى على كلوريد الصوديوم الذي يعد من أهم الأسباب لارتفاع الضغط) ويجب أيضًا تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة وفى حالة عدم الشفاء بمجرد تغيير النظام الغذائي يتم إعطاء الأدوية المخفضة لضغط الدم، التي تنقسم إلى عدة أنواع، منها المواد التي تساعد على فقدان الماء والصوديوم من الجسم عن طريق البول (مدرات البول Diuretics)، وبالتالي تقلل من حجم السوائل الموجودة بالجسم والتخلص من الصوديوم الزائد مما يسهم في خفض ضغط الدم.
كما يتم تناول العقاقير التي تعمل من خلال تثبيط مستقبلات البيتا (حاصرات بيتاBeta – blockers)، التي تمنع فرز الأدرينالين الذي يتسبب في زيادة الضغط كما يتسبب في زيادة ضربات القلب.
وبجانب العلاج الكيميائي هناك بعض النصائح العامة التي يمكن أن يستفيد بها الآباء لمساعدة أبنائهم، مثل تقليل الوقت المخصص لمشاهدة ألعاب الفيديو أو أفلام المغامرات المثيرة التي تصيب الطفل بالتوتر وتساعد في إفراز الأدرينالين وأيضًا يجب أن يمارس الطفل الرياضة بشكل منتظم ويمكن أن يقوم أفراد العائلة جميعا بممارسة بعض التمارين معه لتشجيع الطفل وأيضًا يجب قياس الضغط بانتظام في زيارات الطبيب لكي يتم توفير الحماية الكافية للأطفال.
• استشاري طب الأطفال



الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف
TT

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف. مع كل نوبة، قد يبدو الألم لا يُطاق، مُصاحباً بأعراض شديدة كالغثيان والحساسية للضوء والصوت. وعلى الرغم من أن أعراض الصداع النصفي مؤقتة، فإن مدة ألم الصداع يمكن أن تجعل المريض يشعر باليأس وكأن الحياة قد انتهت.

ولكن ومع التطورات الطبية الحديثة، بدأت تظهر خيارات علاجية تُعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم تتحكم في الصداع النصفي فور حدوثه ومنعه من التدخل في النشاط اليومي للمريض.

مؤتمر طبي

نظّمت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، يوم الثلاثاء، 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مؤتمراً طبياً بعنوان «نهج جديد في علاج الصداع النصفي» (NEW APPROACH in MIGRAINE TREATMENT). وعُقد المؤتمر بالتعاون مع المركز الطبي الدولي وشركة «Abbvie» الطبية، وقام ملتقى الخبرات بتنظيمه.

غلاف كتيّب المؤتمر

شاركت في المؤتمر نخبة من المتخصصين، إذ قدّم الدكتور سعيد الغامدي، استشاري الأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، وأستاذ مساعد في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، عرضاً حول خيارات العلاج المستهدف للصداع النصفي من خلال التجارب السريرية.

كما تناولت الدكتورة ميساء خليل، استشارية طب الأسرة ومتخصصة في الرعاية الوقائية وطب نمط الحياة، أهمية دور الرعاية الأولية في التعامل مع الصداع وعبء الصداع النصفي على عامة السكان.

واختتم الجلسات الدكتور وسام يمق، استشاري الأعصاب ومتخصص في علاج الصرع، بتسليط الضوء على الاحتياجات غير الملباة في العلاجات الحادة للصداع النصفي.

اضطراب عصبي شائع

في حديث خاص مع «صحتك»، أوضح الدكتور أشرف أمير، استشاري طب الأسرة، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، ورئيس المؤتمر، أن الصداع النصفي (الشقيقة) يُعد من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً على مستوى العالم. وأشار إلى أنه اضطراب عصبي معيق يُصيب نحو مليار شخص عالمياً، يتميز بنوبات من الألم الشديد النابض، غالباً في أحد جانبي الرأس، وترافقه أحياناً أعراض مثل الغثيان، التقيؤ، والحساسية الشديدة للضوء والصوت، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المرضى اليومية.

وأكد الدكتور أمير أن الصداع النصفي يؤثر على أكثر من عُشر سكان العالم، مما يجعله إحدى أكثر الحالات انتشاراً، والتي تنعكس سلباً على جودة حياة المصابين، إضافة إلى تأثيره الواضح على الإنتاجية وساعات العمل.

وأضاف أن التطورات الحديثة في مجال الأبحاث الطبية أسهمت في فهم أعمق لآلية حدوث الصداع النصفي، وهو ما فتح الباب أمام تطوير علاجات مبتكرة وفعّالة. كما أشار إلى أن هذا التقدم يمثل تحولاً كبيراً في التعامل مع هذا الاضطراب، الذي كان يُعدُّ في السابق حالة مرضية غامضة يصعب تفسيرها أو السيطرة عليها.

وبائيات الصداع النصفي

يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من الصداع النصفي، أي حوالي 11.6 في المائة من سكان العالم. وتظهر الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للإصابة به مقارنةً بالرجال.

وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ترتفع النسبة إلى 11.9 في المائة. أما في السعودية، فيُقدَّر انتشار الصداع النصفي بـ9.7 في المائة، أي ما يعادل 3.2 مليون شخص، مما يجعله ثاني أكبر سبب للإعاقة بين السكان. وتُشير دراسات محلية، أُجريت في منطقة عسير، إلى أن الصداع النصفي أكثر انتشاراً في المدن (11.3 في المائة) مقارنة بالمناطق الريفية (7.6 في المائة)، وهو ما يعكس ارتباطه بعوامل بيئية وسلوكية متعددة.

عوامل الخطر والأسباب

* الآلية المرضية يُعتقد أن الصداع النصفي ينشأ من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والعصبية. وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن نوبات الصداع النصفي قد تنشأ من فرط استثارة في قشرة الدماغ، ما يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي الثلاثي. ويمكن لبعض المُحفّزات، مثل التقلبات الهرمونية، الإجهاد، نقص النوم، والعوامل الغذائية، أن تُساهم في بدء نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأفراد المُعرضين لذلك.

أما أسباب الصداع النصفي فتتضمن عوامل متعددة تشمل:

* العامل الجيني: تلعب الوراثة دوراً مهماً في زيادة احتمال الإصابة بالصداع النصفي، إذ تشير الأبحاث إلى ارتباط الجينات ببعض البروتينات العصبية مثل «الببتيد» المرتبط بجين «الكالسيتونين» (Calcitonin Gene-Related Peptide, CGRP).

* التغيرات في الدماغ: تساهم بعض الاضطرابات في نظام التفاعل بين الأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي في زيادة احتمال الإصابة.

* العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي التغيرات البيئية مثل التوتر، أو النوم غير المنتظم، أو بعض أنواع الأطعمة والمشروبات إلى تحفيز النوبات.

مراحل الصداع النصفي والتشخيص

* مرحلة البادرة (Prodrome): تبدأ بتغيرات مزاجية، شعور بالتعب، أو حتى رغبة ملحة في تناول الطعام.

* مرحلة الهالة (Aura): تشمل اضطرابات بصرية أو حسية تحدث قبل نوبة الصداع، وتظهر لدى بعض المرضى فقط.

* مرحلة الألم: يصاحبها ألم شديد نابض، غالبًا في جهة واحدة من الرأس، وتستمر من 4 إلى 72 ساعة.

* مرحلة ما بعد الألم (Postdrome): تتسم بالإرهاق والارتباك، لكنها تُعد علامة على انتهاء النوبة.

* التشخيص: يعتمد أساساً على التاريخ المرضي والفحص السريري، مع استبعاد الأسباب العضوية الأخرى. وتشمل المعايير التي يعتمد عليها الأطباء في التشخيص حدوث خمس نوبات على الأقل متكررة من الصداع، تدوم بين 4 و72 ساعة، ومصحوبة بعلامتين من العلامات التالية: ألم من جهة واحدة، نبضات شديدة، ألم شديد، وأعراض مصاحبة كالغثيان.

خيارات علاجية تقليدية وحديثة

وتشمل:

* أولاً: مسكنات الألم. تاريخياً، اعتمدت إدارة الصداع النصفي على مزيج من العلاجات الحادة والوقائية، بما في ذلك مسكنات الألم المتوفرة بدون وصفة طبية، ومضادات المهاجمات، والأدوية الوقائية مثل مضادات الاكتئاب، ومضادة للصرع، وحقن البوتكس. وعلى الرغم من أن هذه العلاجات وفرت الراحة لكثير من المرضى، فإنها محدودة في فاعليتها ولا تخلو من الآثار الجانبية.

* ثانياً: خيارات علاجية «دوائية» حديثة. تؤكد الأبحاث العلمية أن تصميم عقار موجه خصيصاً لعلاج مرض معين يُعد الخطوة الأمثل لتحقيق فاعلية أعلى وتقليل الآثار الجانبية. ودفع هذا المبدأ الباحثين إلى الغوص عميقاً في دراسة آليات الصداع النصفي، ما قادهم لاكتشاف دور بروتين محدد يُعرف بـ«CGRP». ويُطلق هذا البروتين أثناء نوبة الصداع النصفي وينخفض مستواه بمجرد انتهاء النوبة.

في إحدى الدراسات، عندما تم حقن الأشخاص ببروتين (CGRP)، أُصيبوا بنوبات تُشبه الصداع النصفي، ما أكد دوره الحاسم في هذه الحالة. وأدى هذا الاكتشاف إلى تحول جذري في علاج الصداع النصفي، إذ تمت الموافقة في عام 2018 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول جسم مضاد أحادي النسيلة يستهدف البروتين (CGRP) للوقاية من الصداع النصفي. ويعدُّ هذا العلاج المبتكر خياراً مستهدفاً ودقيقاً، إذ يعمل على تعطيل مسار البروتين العصبي المسؤول عن نوبات الصداع النصفي، مما يمثل نقلة نوعية في تحسين حياة المرضى.

وتشمل هذه الأدوية:

- أجسام وحيدة النسيلة مضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)، تمت الموافقة على أربعةٍ منها من قبل إدارة الغذاء والدواء: «إبتينيزوماب» (eptinezumab)، «إرينوماب» (erenumab)، «فريمانيزوماب» (fremanezumab)، و«جالكانيزوماب» (galcanezumab). وقد تم تصميمها للعثور على بروتينات (CGRP)، وقد أظهرت فاعليتها في تقليل شدة وتكرار النوبات، سواء أُعطيت عن طريق الفم أو الحقن تحت الجلد، مع حد أدنى من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاجات الوقائية التقليدية.

- أجسام وحيدة النسيلة مضادة لمستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP). تحتضن هذه الأجسام المستقبلات بشكل أساسي بحيث تكون غير نشطة، هما اثنتان: «أبروجيبانت» (Ubrogepant) و«ريميجيبانت» (rimegepant)، وهما أحدث العقاقير لعلاج الصداع النصفي عند الحاجة والتي لا تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية. تعمل هذه الأدوية عن طريق الفم على حظر مستقبلات (CGRP) على أمل إيقاف نوبة الصداع النصفي المستمرة بالفعل. ومن حسنات هذه الأدوية أن ليس لها خطر الإصابة بالصداع الناجم عن الإفراط في تناول الأدوية مثل بعض علاجات الصداع النصفي الأخرى.

نظم الذكاء الاصطناعي وأدوات الصحة الرقمية تسهم في تحسين دقة التشخيص وإدارة المرض

علاجات بلا أدوية

* ثالثاً: خيارات علاجية «غير دوائية»، وتضم:

- أجهزة التعديل العصبي القابلة للارتداء. تُعد هذه الأجهزة طريقة علاجية مبتكرة لعلاج الصداع النصفي، إذ تستخدم نبضات كهربائية أو مغناطيسية إلى الرأس أو الرقبة أو الذراع لتعديل نشاط المسارات العصبية المحددة المشاركة في آلية حدوث الصداع النصفي، تعمل على إعادة النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ إلى طبيعته.

وقد أثبتت الدراسات أن استخدام هذه الأجهزة، المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء أظهر نتائج واعدة في إدارة الصداع النصفي الحاد والوقائي، مما يوفر بديلاً خالياً من الأدوية، وهي آمنة وآثارها الجانبية قليلة جداً.

- استخدام الذكاء الاصطناعي. أسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص عن طريق تطوير خوارزميات تستطيع تحليل التاريخ المرضي وبيانات المرضى لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، مما يساعد في توفير علاجات موجهة وفعالة.

- أدوات الصحة الرقمية. بالإضافة إلى العلاجات الدوائية والقائمة على الأجهزة، أدت الصحة الرقمية إلى تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة والتقنيات القابلة للارتداء التي يمكن أن تساعد في إدارة الصداع النصفي. يمكن لهذه الأدوات الرقمية مساعدة المرضى في تتبع أعراضهم، وتحديد المُحفّزات، وتقديم توصيات مخصصة للتعديلات في نمط الحياة وأساليب العلاج.

تعاون عالمي ومحلي

مع التطورات العلمية الحديثة في فهم آلية حدوث الصداع النصفي وتطوير خيارات علاجية مبتكرة، لم يعد الصداع النصفي حُكماً على حياة المرضى بالتوقف.

وتلعب الجمعيات الطبية والهيئات الصحية، مثل الجمعية السعودية للصداع، دوراً محورياً في تحسين حياة المرضى من خلال التوعية، وتوفير خيارات علاجية موجهة.

ويبدأ الحل بالبحث عن العلاج المناسب وعدم تجاهل هذه الحالة العصبية المعقدة. ومع الاستمرار في الابتكار، يمكننا تخفيف العبء وتحقيق جودة حياة أفضل للمرضى.

*استشاري طب المجتمع