الرسم بالقهوة.. فن بسيط ذو مذاق خاص

الرسامة مروة علي: صلاحية اللوحة قد تمتد لآلاف السنين

الرسم بالقهوة.. فن بسيط ذو مذاق خاص
TT

الرسم بالقهوة.. فن بسيط ذو مذاق خاص

الرسم بالقهوة.. فن بسيط ذو مذاق خاص

بأدوات بسيطة، لا تتعدى الفرشاة والفنجان، استطاع كثير من الفنانين إطلاق العنان لإبداعهم وتطويع القهوة واستخدامها حبرًا في رسومات حملت مذاقًا خاصًا، كمذاقها الذي يعشقه كثيرون.
فقد انتشر في السنوات الأخيرة في مختلف بلدان العالم فن الرسم بالقهوة، وقد لقي إعجاب كثير من الأشخاص لبساطته واختلافه عن باقي أنواع الرسم.
وعن هذا النوع من الفن، تقول الرسامة مروة علي (29 عامًا)، التي تجيده وتتخذه هواية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «فن الرسم بالقهوة، بقدر ما يحمله من تفاصيل، وبقدر حاجته إلى تركيز شديد، فهو فن بسيط وسهل التعلم، فلقد أتقنت هذا الفن دون أن يعلمه لي أحد، بل جاءتني فكرة الرسم بالقهوة بالصدفة دون أن أعلم أنه نوع معروف ومنتشر من الفن، ففي يوم ما وجدت أمامي فنجانًا من القهوة وطبقًا من البلاستيك، فقررت أن أحضر فرشتي الصغيرة وأخوض تجربة الرسم بالقهوة على هذا الطبق من باب التسلية، وبالفعل قمت برسم شخصية (ميكي ماوس) الكارتونية، ثم قمت بتصويرها بجوالي ووضعتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وفوجئت بأنها لقيت كمًا هائلاً من الإعجاب من الأصدقاء والمتابعين الذين قاموا بتشجيعي على الاستمرار في هذا النوع من الفن».
وتابعت مروة: «منذ ذلك اليوم أصبحت أعشق هذا النوع من الفن، وكنت أفضل دائمًا رسم المطربين والممثلين والممثلات المصريين والأجانب، خصوصًا في ذكرى ميلادهم أو وفاتهم، وكانت أقرب الممثلات إلى قلبي هي مارلين مونرو، التي قمت برسمها أكثر من مرة بتعبيرات وجه مختلفة».
وتشير مروة، التي تعمل طبيبة أسنان، إلى أنها كانت تعشق الرسم منذ صغرها، وكانت تتمنى أن تلتحق بكلية الفنون الجميلة، إلا أنها، وبسبب ظروف طارئة، لم تتمكن من اجتياز امتحان القدرات الفنية اللازم للالتحاق بالكلية، فقررت أن تتخذ الرسم هواية بجانب عملها طبيبة أسنان.
وأوضحت أنه رغم وجود معاهد وأكاديميات لتعليم الرسم بالقهوة بمختلف أنحاء العالم، فإن الشخص قد لا يحتاج إلى الذهاب لهذه المعاهد، إذا كان يملك موهبة الرسم.
وعن مدة صلاحية اللوحة المرسومة بالقهوة، تقول مروة: «الصلاحية تعتمد على عدم تعرض اللوحة للمياه أو الهواء لفترة طويلة، لذلك يقوم الرسام بوضع ورقة لاصقة شفافة على اللوحة لحمايتها، ومن ثم فإن صلاحيتها تصبح مثل صلاحية اللوحات العادية، وقد تمتد لآلاف السنين».
أما عن أسعار اللوحات، فتقول مروة إن أسعار هذه اللوحات في المعارض تتراوح بين 100 و500 جنيه مصري.
وأشارت إلى أنها قامت بإنشاء صفحة خاصة بها على موقع «إنستغرام» تحمل اسم «icrafts_handmade»، وتقوم فيها بعرض وبيع جميع لوحاتها وأعمالها الفنية بشكل مؤقت، حتى يتسنى لها جمع كل اللوحات والأطباق التي قامت بالرسم عليها باستخدام القهوة وعرضها في معرض كبير خاص بها.



دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.