عمرو يوسف لـ «الشرق الأوسط»: «جراند أوتيل» من علامات الدراما العربية

الفنان المصري أكد أن نجوميته لم تتأخر.. ويعتبر نفسه محظوظًا بالمكانة التي وصل إليها

عمرو يوسف
عمرو يوسف
TT

عمرو يوسف لـ «الشرق الأوسط»: «جراند أوتيل» من علامات الدراما العربية

عمرو يوسف
عمرو يوسف

تاريخه أمام الكاميرات لا يتجاوز 10 سنوات، بدأها «موديل» في الأغاني المصورة، ثم مذيعًا في إحدى المحطات الشهيرة، ثم قدمه الراحل نور الشريف للجمهور في مسلسل «الدالي» ليصبح محطة انطلاقه الفنية لعالم النجومية. إنه الفنان المصري عمرو يوسف، الذي قدم ما يقرب من 16 عملاً دراميًا، أبرزها «نيران صديقة» و«ظرف أسود» و«عد تنازلي» وآخرها «جراند أوتيل»، كما قدم أيضًا 9 أعمال سينمائية أبرزها «هيبتا» و«كدبه كل يوم» و«ولاد رزق».
التقت «الشرق الأوسط» بعمرو يوسف، للحديث عن أعماله الأخيرة التي حققت نجاحا ملحوظا، حيث قدم عملين سينمائيين من أنجح الأعمال التي قدمت هذا العام، بحسب النقاد والجمهور، وأيضًا شارك في السباق الرمضاني الماضي بعمل درامي هو «جراند أوتيل»، الذي لاقي استحسان الكثيرين. وفي حديثه تطرق للحديث عن أحوال الفن بشكل عام وعن مشاريعه المقبلة. وإليكم نص الحوار:
* هل تعتبر هذا العام (2016) على الصعيد الفني مختلفًا ومميزًا عن الأعوام السابقة؟
- بالفعل أعتبره عامًا مميزًا ومختلفًا، دائمًا أهتم بعملي وأركز فيه بشكل كبير، وعندما أقدم هذا العام فيلمين مميزين ويحققان إيرادات كبيرة فهذا شيء جيد، وليس المقياس فكرة الإيرادات فقط التي حققتها، ولكن توجد اعتبارات أخرى، وهي أهمية نوعية الفيلم ومضمونه، ففي الوقت الذي قدم فيه أغلب النجوم أفلامًا من نوعية الكوميدي والأكشن قمت بتقديم عمل «رومانتيك»، بعنوان «هيبتا»، الذي تحدث عن الحب وخطواته وحقق إيرادات كبيرة ونجاحًا مدويا، وكان هذا علامة فارقة، وكان دليلاً على أن ذوق الجمهور لم ينحدر كما يردد البعض، وأكد هذا العمل أن الجمهور «عايز الذوق الحلو» والأعمال الجيدة، وعندما وجد هذه النوعية من الأعمال نزل إلى السينما ودفع الأموال لكي يستمتع بهذه الأعمال الجيدة، وقدمت هذا العام أيضًا عملا دراميا حقق ناجحا منقطع النظير من نوعيه الرومانسي والأكشن.
* هل سر هذا النجاح تقديم أعمال تدور في الإطار الرومانسي والجمهور متعطش لهذه النوعية؟
- لم أفكر بهذه الطريقة، دائما أسعى لتقديم أعمال ذات قيمة، وأقدم الأدوار الجيدة سواء كانت رومانسية أو كوميدية أو أكشن، الفكرة هنا هو كيفية الجمع والتوفيق بين العمل والقضية الجيدة والهادفة وكذلك الدور أو الشكل الذي أقدمه، وأهتم دائما بالتنوع في أعمالي وكيف أستطيع باختياراتي أن أقوم بعدة أعمال متنوعة، وإذا رجعنا إلى أواخر عام 2015، قمت بتجسيد شخصية شعبيه في فيلم «ولاد رزق»، ثم قدمت شخصية مختلفة في فيلم «كدبة كل يوم» وهو دور «الجان»، ثم فيلم «هيبتا» عكس الشخصيتين تمامًا، وأخيرا قدمت شخصية «علي» في مسلسل «جراند أوتيل»، ومن هنا حققت المعادلة التي أسعى إليها، وهي فكرة التنوع، ووجدت لها صدى جيدًا لدى النقاد والجمهور، وأثبتُّ أنني قادر على أن أقوم بعمل عدة شخصيات مختلفة وأنماط وأشكال متعددة ومتنوعة وليس القيام بدور معين فقط والنجاح فيه، وحتى لا يتم تصنيفي داخل إطار معين، وهذا ما أطمح لتقديمه وتحقق في عام 2016 من خلال الثلاثة أعمال التي تحدثت عنها والتي أجمع فيها النقاد والجمهور على فكرة التنوع.
* هل تعتبر أن جيلكم «ينحت في الصخر» لتأثره بالأزمات الأخيرة التي مرت بها صناعة الأعمال الفنية؟
- أعتبر أن النجوم والممثلين في الأجيال السابقة كانوا محظوظين، وظروفهم أفضل من الآن، ولكن كل فترة يكون لها عدة معايير. في الوقت الحالي لدينا «السوشيال ميديا» وعدد كبير من القنوات، وهذا أدى إلى وجود انفتاح في تقديم الأعمال الدرامية، وهذا لم يكن موجودًا في الأجيال السابقة، وهذه تعتبر ميزة بالنسبة لجيلنا، لذلك أعتقد أنها عملية نسبية لكل جيل وحجم التغيرات التي تحدث في المجتمع، بعضها يكون ميزة لهذا الجيل ويدفعه إلى الأمام، وهناك أيضًا بعض السلبيات التي واجهناها من خلال أزمة صناعة السينما وقلة الأعمال والمنتجين، بالتأكيد جمعينا تأثر بهذا، وكان من الممكن في هذه الفترة أن نقوم بتقديم أعمال أكثر، لكن السينما بدأت تتعافى وتعود منذ عام وبقوة عن الأعوام السابقة.
* هل نجوميتك تأخرت في ظل هذه الأزمات؟
- بالعكس، أعتبر نفسي محظوظًا بالمكانة التي وصلت إليها حتى الآن، ولم تتأخر نجوميتي، نظرتي للنجاح مختلفة وأعتبر ذلك أمرًا مهمًا في تكويني و«لا أبكي على اللبن المسكوب». تاريخي في التمثيل لا يتجاوز العشر سنوات حيث بدأت في عام 2007، وهذه الفترة ليست كبيرة، وكان قبلها فترات عملت فيها مذيعًا، وقبلها العمل بالإعلانات؛ فمشواري يقارب الـ17 عامًا، لذلك أنا راضٍ تمامًا عما وصلتُ إليه، وهذا توفيق من الله عز وجل، في المقابل هناك كثيرون غيري لم يصلوا لما وصلت له، لذلك فأنا راضٍ عن حجم الأعمال التي قدمتها خلال هذه الفترة.
* لماذا تصرح بأن مسلسل «جراند أوتيل» الذي عُرِض رمضان الماضي نقلة كبيرة في الدراما العربية بشكل عام؟
- الجمهور والنقاد هم من أجمعوا على ذلك، والنجاح الذي حققه المسلسل ونسبة المشاهدة وآراء النقاد هذه الأسباب تجعله من الأعمال المميزة خلال هذا العام، بجانب المجهود الكبير الذي بُذِل فيه من كل عناصر العمل ونال استحسانًا من كل الفئات، وتنبأتُ قبل عرض المسلسل بأنه سيكون من علامات الدراما العربية، وكذلك فيلم «هيبتا»، توقعت أن ينال رضا الجمهور، ولا أتحدث عن التمثيل فقط ولكن من حيث القصة والإخراج والموسيقى وكل شيء داخل هذه الأعمال، لذلك كان لا بد أن تنال هذا القدر من النجاح وقد تحقق.
* لماذا تم توحيد اللهجة داخل مسلسل «جراند أوتيل» رغم تنوع بلدان الشخصيات وثقافتهم؟
- توحيد اللهجة وأن تكون قاهرية مقصود، فهذا ليس عملا تاريخيا، كما وُجّه انتقاد أيضًا لصناع العمل بأنه قُدّم في فترة كان أغلب الناس يلبسون «طرابيش»، ونحن لم نلبسه داخل المسلسل، واعتبرها البعض «غلطة» و«سقطة» للمسلسل، ولكن نحن لم يكن لدينا غلطة أو أغفلنا هذه النقطة، ونعلم جيدًا أن في هذه الفترة كان السائد هو لبس «الطرابيش»، ولكن الطرابيش في أغلب الأحيان تكون مزعجة للمشاهد، ويشعر بأنها تأخذه إلى منطقة بعيدة عن الواقع الذي يعيشه، ولذلك أردنا أن نتجاوز هذه النقطة. وفي النهاية هذا عمل فني يكون فيه رؤية للمخرج والمؤلف، وكذلك رؤية للممثل، لذلك لم نحب أن نتقيد بمثل هذه الأمور بنسبة 100 في المائة، لأننا لم نقدم عملاً تاريخيًا، كما ذكرت، ولكننا نقدم من وحي الخيال والسياق الدرامي والرؤية للعمل هذا الشكل الذي أعجب الناس وحقق هذا النجاح الكبير.
* هل أصبحت خياراتك صعبة بعد «جراند أوتيل» والنجاح الكبير الذي حققه؟
- بالتأكيد كل عمل يأتي بعد عمل ناجح يكون اختياره صعبًا، خصوصًا إذا جاء بعد مسلسل في حجم «جراند أوتيل»، ولكن بالتأكيد أن أسعى إلى تقديم الأفضل دائمًا وأبحث عن استمرار هذا النجاح من خلال أعمال أقوى تزيد من رصيدي ولا تقلل مما قدمته من قبل.
* ماذا كان تعليقك على حملات الهجوم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي التي نالت من فيلم «هيبتا» أثناء عرضه بدور السينما رغم نجاحه؟
- من أفضل القصص الرومانسية قصة حب جاك وروز في فيلم «تيتانيك» الشهير، وعندما تم عرضه حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما العالمية، وحقق وقتها نحو مليار دولار، ويُعتبر رقمًا خياليًا، رغم هذا النجاح الكبير وهذه القصة الرائعة فإن هذا لم يمنع البعض من عمل كومنتات و«إيفيهات» مضحكة على مشهد غرق جاك، وأيضًا بعض الأحداث داخل الفيلم، لذلك أعتقد أن العمل الناجح بشكل عام دائمًا يُسلّط عليه الضوء، وهذا الضوء نجد فيه من يصفق، وفيه من يهاجم، وناس أخرى تسخر، ولكنها في النهاية أحبت الفيلم، هناك من تحدث عن بعض المشكلات التي تحدث بين الشباب والفتيات نتيجة لقطات داخل فيلم «هيبتا»، ولكن هذا دليل على النجاح، مصر جميعها كانت تريد أن تشاهد الفيلم، وكل هذه التعليقات وأحيانا الضيق أو السخرية دليل على نجاح العمل وتأثر الناس به واهتمامهم بأحداثه، ومن خلال ذلك النجاح والحديث الكثير عن الفيلم تأتي بعض الانتقادات أو بعض التعليقات، وهذا أمر طبيعي، ولم ينتابني شعور بالضيق، ولا أعتبره هجومًا، بالعكس أراه شيئًا صحيًا ودليلاً على نجاح الفيلم وتواصل الناس معه.
* بعض من قرأوا رواية «هيبتا» يجدون أن الفيلم كان أقوى منها؟
- لم أقرأ الرواية قبل تقديم الفيلم حتى لا أتأثر بها. كنتُ أريد أن أخرج من مخيلة من قرأ الرواية، ولكني قمتُ بقراءة الرواية بعد تقديم الفيلم، وفي الحقيقة الرواية كانت رائعة وقد حققت أعلى نسبة مبيعات، ولن نختلف على تحقيقها نجاحًا كبيرًا في مصر والوطن العربي، ولولا هذا النجاح لما تم التفكير في تقديمها عملا سينمائيا، ثم جاء نجاح الفيلم والترويج لها، لذلك أرى أن الرواية والفيلم كانا ناجحَيْن بشكل كبير، وأن نجاح الرواية هو الذي جعل المنتج يشتريها ويقرر أن يقدمها من خلال عمل فني، والذي حدث أن الكاتب وائل حمدي الذي كتب السيناريو نقل الفيلم بذكاء شديد، وهذا ما جعل الفيلم يحقق هذا النجاح الكبير الذي من الممكن أن يكون قد تفوق على نجاح الرواية، ولكن في الحقيقة لولا نجاح هذه الرواية وقوتها ما كان للفيلم أن ينجح.
* هل قصص فيلم «كدبة كل يوم» الذي عرض منذ شهور لتجارب حقيقة؟
- سمعتُ من المؤلف هشام منصور أن أغلبها قصص حقيقة وكتبها بذكاء شديد، وفي الحقيقة بالفعل هذه النوعية من الأفلام دائمًا تكون مستمدة من الواقع، وهذا سر تأثر الناس بها وإعجابهم، حيث يشعرون بأنها تمثلهم فيشعرون بها بشكل أكثر واقعية ومصداقية، الفيلم ناقش قضيه الزواج والطلاق بشكل بسيط وسلس، وتم تقديمه بشكل كوميدي خفيف، وكذلك فكرة المشكلات اليومية البسيطة وكذلك المشكلات العميقة، فهناك بعض المشكلات البسيطة التي تحدث في كل البيوت، وتحدث من خلال السفر في شكل كوميدي مثلما رأينا في الفيلم، وأعتقد أن سر نجاح الفيلم يرجع إلى التواصل مع الشخصيات من خلال الجمهور الذي أحس أن هذه المشكلات بالفعل واقعية وتحدث معه، وهذا كان مقصودًا قبل أن نقدم الفيلم حيث لعبنا عليه جيدًا لكي نخلق حالة من الجدل ما بين الجمهور والأزواج والزوجات، بحيث يتحدثون عن هذه المشكلات البسيطة التي تحدث بينهم، وهو فيلم دمه خفيف، والمخرج خالد الحلفاوي قام بعمل جيد فيه، كذلك جميع الممثلين قاموا بعمل جيد، لذلك نال هذا الاستحسان من النقاد والجماهير.
* لماذا لم تفكر في تقديم عمل كوميدي أو تقديم عمل مسرحي بعد نجاحك أدوارك الكوميدية؟
- دائمًا أسعى لتقديم كل الأنماط من الشخصيات، وأعتقد أنني قادر على تقديم عمل كوميدي كما قدمت في فيلم «كدبة كل يوم»، وأومن بالتغيير والإقدام على كل ما هو جديد، لا أرفض العمل في المسرح، وأفكر فيه في حال وجود عمل مكتوب بشكل مميز.
* هل تعتبر ما يقدم على الشاشات التلفزيون الآن مسرحًا؟
- إذا تحدثنا عن تجربة «مسرح مصر»، سوف نجد أنها ناجحة بكل المقاييس من حيث تسلية الجمهور وإضحاكهم، وهذا هو الهدف من المسرح؛ أن يضحك الجمهور، وبالتالي ففكرة «مسرح مصر» ناجحة لأنها تتم بشكل بسيط، وتجذب الجمهور؛ فهو عمل ناجح يستحق الإشادة، لذلك أراه عملاً فنيًا ناجحًا بعيدًا عن فكرة هل هو مسرح بالفعل أم لا. ولن أقول إنه مسرح بنسبة 100 في المائة بكل تفاصيله؛ كلمة مسرح التي اعتدنا عليها من حيث قدسية المسرح وأداء النجوم عليه وعدم الخروج عن النص المسرحي أو القصة التي تُقَدَّم.
* هل ستقبل المشاركة في عمل فني بدور ثانٍ بعد تقديمك أعمالاً من بطولتك؟
- لا أفكر بهذه الطريقة على الإطلاق، ولكن أركز على الدور الجيد والعمل بشكل عام. أبحث عن «سكريبت» جيد لقصة جيدة وعمل متكامل بعيدًا عن فكرة النجم الأوحد أو نجم الشباك. والفيلم الجيد هو الذي يصل إلى الجمهور، ولو طُلِب مني تقديم دور جيد في فيلم جيد مع ممثل كبير أحبه وأحترمه بالتأكيد سأوافق بلا تردد.
* لماذا لم يحقق فيلم «الثمن» الذي عرض هذا العام نجاحًا؟
- هذا الفيلم من نوعية الأفلام «النخبوية» التي تناقش قضية معينة بفكر معين بأسلوب إخراجي معين، فمثل هذه الأفلام أقوم بتقديمها وأنا أعلم جيدًا أنه لن يكون فيلمًا جماهيريًا.
* هل تقبل تقديم سيرة ذاتية لشخصية بعينها سواء في السينما أو الدراما؟
- لا أمانع في تقديم أو تجسيد أي شخصية عامة، ولكن لم تحضرني الآن شخصية بعينها، وأقوم بتجسيد أي شخصية لو كُتِبت بشكل جيد، وفي النهاية أقدم عملاً فنيًا وله مقومات معينة بالنسبة لي، سواء كان يقدم قصة أو رواية عادية أو حتى سيرة ذاتية لأي شخصية تاريخية أو عامة، وأرفض تقديم سيرة ذاتية لمجرد شخص أحبه؛ فمثلا أحب «سيد درويش»، ولكن لم أكن مناسبًا لتقديم سيرته. في النهاية عوامل النجاح يجب أن تكون متوفرة في أي عمل فني، ويوجد فنانون تعاطفت واستفزتني سيرتهم الذاتية، منها قصة حياة «إسماعيل يس» تعاطفت معه جدًا، الفنان الذي كان يمثل في العام 100 فيلم، ولا ينام من كثرة ما كان يقوم بالتمثيل، ثم في النهاية مات وهو مفلس ومدين؛ فهذا شيء يجب أن نفكر فيه ونتعاطف معه. وهذا الفنان لم يأخذ حقه أو قدره وقدر ما قدمه للسينما من جهد وأفلام نستمتع بها حتى الآن، فكان هذا شيئًا غريبًا ومستفزًا، وهناك كثير من الأشياء التي تستوقفني في كثير من السير الذاتية لكثير من الفنانين؛ ففنانة مثل زينات صدقي قد عرفت أنها كانت راقصة ثم تركت الرقص واعتزلت الفن لمدة عشرين عامًا، ثم عادت وقدمت كل هذه الأعمال وحصلت النجومية وهي في عمر متأخر، وهذه قصص لكثير من الفنانين، إذا قرأنا عنها في التاريخ سوف نجد بها ما نستغرب منه أو نتعاطف معه.
* لماذا اختفت الدراما التاريخية والدينية من خريطة العرض؟
- بالتأكيد نحتاج لمثل هذه الأعمال، لكنها مكلفة جدًا، ولكي يتم تقديمها بشكل محترم يجب أن يكون هناك إنتاج قوي كي تصل إلى الجمهور وتحقق النجاح المرجو منها، وهذا غير متوفر في الوقت الحالي.
* ما رأيك في الوضع الفني الآن؟
- في تحسن مستمر وازدهار، وأفضل من الثلاث سنوات الماضية، وستكون أفضل في السنوات المقبلة، والصناعة تسير في الطريق الصحيح، وسعيد بالوضع الذي وصلت إليه السينما الآن.
* ماذا عن مشاريعك المقبلة؟
- حتى الآن لم أتفق على أي عمل لتقديمه للفترة المقبلة ولكني في مرحلة القراءة لبعض السيناريوهات.



منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
TT

منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)

تكمل الفنانة منال ملّاط نجاحاتها في المجال الفني. أصدرت أخيراً «ميني ألبوم» غنائياً بعنوان: «حياتي الثالثة»، ويتضمن 5 أغنيات، ترسم من خلاله خريطة امرأة في طريقها إلى الحرّية. فمَنال فنانة تجيد التمثيل والغناء. وتمتلك خلفية موسيقية غربية وعربية أهّلتها لتكون في الصفوف الأمامية، بما تملكه من ثقافة فنية واسعة.

وفي «حياتي الثالثة» تعبر ملّاط نحو أول عمل غنائي لها من هذا النوع. سبق أن أصدرت أغنيات عربية فردية. ولكنها اشتهرت أكثر بأدائها الأغاني الأجنبية. وقد حصدت أخيراً جائزة «الأداء المتميز» في حفل «موركس دور»، وذلك عن عملها الاستعراضي الغنائي «نشيدي إلى بياف». وتقدم فيه لفتة تكريمية للمغنية الفرنسية الرائدة إديث بياف.

تخاطب منال في عملها الجديد النساء عامة، وتنقل مشاعرهن كما تذكر لـ«الشرق الأوسط»، وذلك تحت عناوين: «ما تلمحني» و«انت الأصلي» و«بديل» و«حياتي الثالثة». وتكرر غناء «ما تلمحني» في نفس الألبوم ضمن رؤية مغايرة عن الأولى تميل إلى الحلم بشكل أكبر.

ميني ألبوم {حياتي الثالثة} هو الأول في مشوارها الفني (منال ملاط)

وتعاونت ملّاط مع أنطوني أدونيس الذي كتب ولحّن الأغنيات. في حين تولّى الإنتاج الموسيقي داني بومارون وألكس ميساكيان. واختار المخرج كريستيان أبو عني تقديم الألبوم في «كليب» مصور يؤلف ثلاثية ذات حكاية واحدة. فجاءت في قالب بصري مبتكر يشبه مسلسلاً قصيراً من ثلاث حلقات.

وتقول ملّاط في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الألبوم يعني لها الكثير، مضيفة: «إنه أول ألبوم أصدره في مشواري الفني. وأعدّه جزءاً من فكري وعقلي. وهو يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة».

بدأت ملّاط في التحضير لأغاني الألبوم منذ عام 2021. يومها كانت تجلس مع الكاتب والملحن أنطوني أدونيس يتبادلان الأحاديث: «أذكر جيداً تلك اللحظات، عندما كان يتلقف أنطوني قصصي بانتباه شديد. وكنت أرويها له بعفوية وصدق. فحوّلها إلى أغنيات، وقولبها كريستيان أبو عني بكاميرته لتكون بمثابة فيلم قصير».

في أغنية «ما تلمحني» تروي منال قصة امرأة على عتبة الحب. وتختبئ من نظرات الحبيب إلى أن تصبح جاهزة لمواجهتها. وتجتاز بذلك مرحلة من الخوف والتردد.

في حين تتطرّق في «انت الأصلي» إلى الصدق في المشاعر. فتعبّر عن فرحة امرأة بالعثور على شخص يقدّرها. أما في أغنية «بديل» فتحكي عن الانكسار والخيانة، وكيف يمكن لامرأة أن تعيش معاناة الحب في حالة من الإنكار والألم في آن.

وتأتي أغنية «حياتي الثالثة» لتختصر مراحل حياة سابقة. فتستعيد فيها المرأة شريط ذكريات فيه من الأخطاء والدروس والشجاعة ما يكوّن نجاحها اليوم.

وترى منال أن هذه التجارب التي مرت بها على مرّ السنين، أسهمت في نضجها كامرأة وكفنانة. وتتابع في سياق حديثها: «لطالما حلمت بإصدار عمل من هذا النوع وبهذه الصورة والرؤية الفنية التي تغلّفه. وأعتبر أنه يجمع كل مراحل حياتي بأسلوب شاعري ودافئ».

تؤكد بأنها قلبت صفحة من حياتها لتبدأ بأخرى (منال ملاط)

وعما إذا هي تشعر بتأخرها في القيام بهذه الخطوة، تردّ: «سمعت كثيراً هذه العبارة. ففي الماضي القريب كان كثيرون يطالبونني بإصدار ألبوم غنائي. ولكن لا تهمني هذه التعليقات. وأولي كل الاهتمام لحسّ داخلي أتمتع به. ويدلّني بصورة غير مباشرة على ما يجب أن أقوم به، من دون تردد. وأستطيع القول إن هذه الفترة اختبرت فيها إحساسي هذا. ولذلك وُلد الألبوم في الوقت المناسب. وربما لو سبق أن قمت بهذه الخطوة من قبل، لما كان حمل كل هذا النضج الفني».

لا يمثّل «حياتي الثالثة» بالنسبة لمنال ملّاط مجرد عمل فني تحبّه. تذهب إلى أبعد من ذلك لتصفه بعلاج أسهم في شفائها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نقلت من خلال أغاني هذا الألبوم تجارب مررت بها. وشددت على أن يحاكي المرأة عامة، ويخرج منها قوتها الضائعة، والباحثة عنها بشكل دائم. وأوصلت رسالة بصريح العبارة واضحة كما الشمس، مفادها أن التجارب لا تكسر، بل تزيدنا قوة. وهو ما حصل معي بالفعل، وأعدّه العلاج الشافي».

وعن سبب تسمية ألبومها «حياتي الثالثة»، تجيب: «لأنه يمثّل لي المستقبل والتفاؤل الذي يحمله الغد. وأنا فخورة بحياتي الأولى التي شهدت ولادتي كفنانة وإنسانة. وبحياتي الثانية التي تجاوزت فيها آثار مرض خطير. وجميع هذه الحيوات تمثّلني، وتعنون مراحل مهمة في حياتي اليوم».

يكلل هذا العمل خطوة أساسية أقدمت عليها منال ملّاط من خلال ارتباطها بشريك العمر داني بومارون. وتعلّق: «هذا ما قصدته عندما قلت إني أعيش اليوم حياتي الثالثة. فكل ما أخوضه اليوم عنوانه التجدد. وهناك تغييرات وإنجازات عديدة استطعت تحقيقها في هذه الفترة. وأنا سعيدة؛ كوني وصلت إلى هذه النتيجة بعد مشوار صعب». وكانت منال ملّاط قد أصيبت في فترة سابقة بمرض عضال. وأعلنت شفاءها منه عبر حساباتها الإلكترونية.

ألبومي الغنائي يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة

منال ملّاط

تحقق ملّاط عبر الـ«ميني ألبوم» الغنائي «حياتي الثالثة» خطوة رئيسية في مشوارها الفني. فتدخل عالم الأغنية العربية من بابها العريض. وتعلّق: «لقد قلبت صفحة كبيرة من حياتي لأبدأ مرحلة جديدة. وأتمنى أن تصل موضوعات هذا العمل إلى قلوب الناس أجمعين. فتنصهر مع أعماقهم لتنبت بذور شفاءٍ وصلابة».

وعما إذا كانت تعتبر استعراضها الغنائي «نشيدي إلى بياف» حمل لها فأل خير، تقول: «بالفعل أعدّه كذلك، ولا سيما أني حصدت عنه جائزة الـ(موركس دور). وهذا الأمر يذكّرني بأني أسير على الطريق الصحيح».

وهل تتخلين بعد اليوم عن الغناء بالأجنبية؟ ترد: «لا أبداً، فأن أغني بالعربية هو أمر بديهي ويدلّ على هويتي الحقيقية. ولم أقدم على هذه الخطوة من باب الحاجة لإثبات ذلك، ولكن انطلاقاً من لحظة إحساس غمرتني وأشارت لي بذلك. شعرت بأنه آن الأوان لتقديم مجموعة أغنيات تشبهني وتمثّلني بالعربية».

وعن أعمالها المستقبلية تختم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نشاطات عدة أحضّر لها بمناسبة الأعياد. كما بدأت في التجهيز لأعمال غنائية قد ترى النور في العام المقبل. وإلى أن يحين ذلك الوقت أستمتع اليوم بإصداري الجديد (حياتي الثالثة). وأتمنى أن يلاقي التجاوب من قبل المستمعين».


رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
TT

رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})

يرى الفنان رامي صبري أن ألبومه الجديد «أنا بحبك إنت» قد حقق كل ما كان يطمح إليه، مؤكداً أنه قدم من خلاله رؤيته الفنية الكاملة، سواء على مستوى الأفكار الشعرية أو الألحان أو التوزيعات الموسيقية التي حرص على تنويعها وتطويرها.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط»، تحدّث صبري عن تقييمه لأغنيات الألبوم وردود الفعل حوله، كما كشف عن استعداداته لخوض تجربة التحكيم في برنامج المواهب الغنائية للأطفال «ذا فويس كيدز»، وتناول أيضاً علاقته بالفنانتين أنغام وشيرين عبد الوهاب، بالإضافة إلى حديثه عن ارتباطه بالجمهور السعودي، وتجربته مع الحفلات والأمسيات الغنائية في السعودية.

يشعر الفنان رامي صبري بالسعادة لنجاح أعمال زملائه من المطربين (حسابه على {إنستغرام})

يقول الفنان رامي صبري إنّه يشعر بامتنان كبير تجاه ردود الفعل حول ألبومه الأخير «أنا بحبك إنت»، مضيفاً: «حرصت على تقديم لون موسيقي مختلف، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الهوية الفنية التي اعتاد الجمهور أن يحبّني من خلالها»، وتابع: «بذلت مجهوداً كبيراً في هذا الألبوم، وحاولت أن أقدّم طرحاً موسيقياً جديداً يضيف إلى مسيرتي، من دون أن أتخلى عن بصمتي الخاصة التي يعتمد عليها نجاحي منذ سنوات. ونال العمل إعجاب عدد كبير من المستمعين».

وأكد رامي صبري أنّ مسألة تصدّر القوائم ليست هي الهدف الرئيسي بالنسبة له، حيث قال: «بصراحة، لا يشغلني كثيراً ترتيبي في قوائم الاستماع، سواء كنت في المركز الأول أو الخامس. ما يهمني حقاً هو أن يُقدّر الجمهور الجهد الذي أبذله، وأن يشعر بأنني أقدم موسيقى جديدة وجميلة تُحترم فنياً. أنا لا أعمل من أجل الأرقام، بل من أجل أن أكون راضياً عمّا أقدمه، وأن يحب الناس ما يسمعونه مني».

يؤكد رامي دائماً على أنّ مسألة تصدّر القوائم ليست الهدف الرئيسي بالنسبة له (حسابه على {إنستغرام})

وتحدّث المطرب المصري عن الروابط القوية التي تجمعه بزملائه من أبناء جيله، قائلاً: «جيلنا الفني مميز للغاية، ونمتلك علاقات صداقة ومحبة حقيقية، سواء مع حسام حبيب الذي تعاونت معه في أغنية (بحكيلك عن الأيام)، أو مع رامي جمال الذي احتفلت معه أخيراً. نحن بوصفنا فنانين يجب أن نضع الأخلاق قبل الفن، وهذا المبدأ أحافظ عليه منذ سنوات طويلة مع كل زملائي؛ مع تامر حسني، وسامو زين، وأحمد سعد، ومحمد حماقي، وغيرهم من النجوم الكبار. جميعهم فنانون ناجحون ومجتهدون، وأشعر بالفخر عند مشاهدة نجاحاتهم، كما يسعدني نجاح حفلاتهم وألبوماتهم. نحن جيل واحد ومن الطبيعي أن ندعم بعضنا».

يخوض صبري تجربة جديدة في {ذا فويس كيدز} وينتظر أن يراها الجمهور مع بداية العام الجديد (حسابه على {إنستغرام})

وأشار صبري إلى أنّ شخصيته شهدت تحولاً واضحاً في السنوات الأخيرة، قائلاً: «بعد جائحة (كورونا) تغيّرت كثيراً، وأصبحت أكثر تركيزاً وهدوءاً. وبعد سن الأربعين يبدأ الإنسان في إعادة تقييم نفسه وترتيب أولوياته».

وأضاف: «النجاح في رأيي لا يتحقق مرة واحدة؛ يجب أن تنجح ثلاث أو أربع مرات كي تثبت نفسك. والغريب أنني أعمل بأقصى طاقتي، عندما أرى زميلاً يحقق نجاحاً كبيراً أشعر بالحماس. فإذا نجح أحمد سعد أو تامر عاشور أو عمرو دياب، تجدني فوراً أتجه إلى الاستوديو لأقدّم عملاً جديداً، وغالباً ما يخرج منه شيء قوي ويحقق صدى كبيراً».

وعن تجربته الجديدة في برنامج «ذا فويس كيدز»، والتي يخوضها إلى جانب الفنان الشامي والفنانة داليا مبارك، قال رامي صبري: «التجربة جميلة ولطيفة جداً، وننتظر أن يراها الجمهور مع بداية العام الجديد. اخترنا مجموعة مميزة من الأطفال ذوي المواهب الاستثنائية، فهم يغنون بطريقة رائعة ولديهم حضور قوي. بالطبع لم نستطع اختيار الجميع، لكن البرنامج راقٍ ومحترم، وتقدمه قناة «إم بي سي» التي نعتبر العمل معها شرفاً كبيراً كونها قناة عربية عريقة تمتلك تاريخاً مُهماً في إنتاج البرامج الفنية».

وأعرب رامي صبري عن محبته الكبيرة للفنانة أنغام، مؤكداً أنه على تواصل دائم معها، وقال: «أنا دائم المتابعة لأنغام، لكنني لا أحب أن أظهر تفاصيل العلاقات الشخصية عبر (السوشيال ميديا)، أنغام فنانة عظيمة أثّرت فينا جميعاً، والحمد لله تجاوزت الأزمة الصحية الأخيرة، وأتمنى لها دوام العافية والسلامة».

كما أشاد بصوت الفنانة شيرين عبد الوهاب قائلاً: «شيرين تعدّ من أقوى الأصوات المصرية، وما زالت تحقق أعلى نسب المشاهدات على منصات موسيقية، رغم غيابها عن الساحة لنحو ست سنوات، ورغم أن آخر ألبوم لها صدر بطريقة غير رسمية، فإن نجاحه مستمر حتى اليوم».

وعن مشاركاته في الحفلات الغنائية بالوطن العربي تحدث صبري عن تجربته في الحفلات بالمملكة العربية السعودية قائلاً: «في السعودية كل شيء مجهز على أعلى مستوى، وكل ما عليك فعله هو أن تقف على المسرح وتغني. من تجهيزات الصوت إلى المسرح نفسه، كل شيء كامل، والجمهور السعودي لديه طاقة لا تُصدّق، يعطي الفنان قوة مضاعفة». كما تحدث عن حفله في دبي قائلاً: «الحفل كان كامل العدد قبل ثلاثة أيام من موعده، وهذا الأمر يسعدني كثيراً. أنا لا أقدم حفلات كثيرة في دبي، لكنني سأركز خلال الفترة المقبلة على الحضور هناك بشكل أكبر، وسعادتي كبيرة بأن جمهوري في الخارج ما زال يدعمني بقوة».


مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
TT

مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)

كان لأغنيات الشاعر مصطفى الجارحي التي لحنها وغناها الفنان مصطفى رزق، مطرب الجاز المصري، حضور كبير في النسيج الدرامي لمسلسل «ولاد الشمس»، الذي قام ببطولته الفنان محمود حميدة، حيث كانت من ضمن أدواته لتعميق الشخصية وإثراء الدراما والأحداث.

وقد لحن له الموسيقار نصير شمة خمس أغنيات، واستعان المخرج خالد يوسف بأغنية «بتميل» ليكون لها حضورها في فيلمه «إنت عمري» الذي قامت ببطولته الممثلة نيللي كريم وهاني سلامة، وعن حكايتها يقول الجارحي لـ«الشرق الأوسط»: «البداية كانت بالصدفة حين التقيت المطرب محمد حمام قبل وفاته بفترة قصيرة، وكان استمع لبعض قصائدي، وطلب مني كتابة أغنية له، فكانت (بتميل)، لكن المشروع أُجهض بوفاته».

الجارحي بصحبة المطرب مصطفى رزق والملحن أحمد الصاوي (الشرق الأوسط)

ويضيف الجارحي: «أخذت الأغنية طريقها للمطرب محمد بشير، ولحنها أكرم مراد، لكنها تعطلت أيضاً. ثم بعدها تركت القاهرة للإقامة بالإسكندرية، ولم يكن لي عنوان معروف أو تليفون. في هذه الأثناء بحث عني المنتج صبري السماك (وكان يعمل مدير إنتاج لأفلام يوسف شاهين) بعد ترشيحي لكتابة أغاني فيلم (إسكندرية نيويورك)، هكذا أخبرني حين استطاع أخيراً أن يعرف طريقي، قال لي وقتها إنهم يجهزون لفيلم (إنت عمري)، وإن الشاعرة كوثر مصطفى تعاقدت على الأغاني، وتقاضت أجرها وانتهى الأمر. لكن في استراحة التصوير كان أكرم مراد يدندن مطلع (بتميل)، ورأى المخرج خالد يوسف أنها الأنسب للاستعراض، فأخبره أكرم أنه نسي كلماتها، ولما علم خالد يوسف أنني كاتبُها تذكر موضوع اختفائي، لكن صبري السماك طمأنه بأنه سيفعل المستحيل هذه المرة ليجدني وهو ما حدث».

يطرب الجارحي لصوت الفنان الراحل نجيب الريحاني (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في كتابة أغنيات لأفلام أخرى، يقول الجارحي كتبت أغنية (وومان ومان) في فيلم (مش رايحين في داهية) بطولة بشرى وإخراج أحمد صالح. وكتبت أغنيات لبعض الأفلام الكنسية أهمهما كان فيلم (بداية تاني) بطولة النجم ماجد الكدواني.

وعن علاقته بالفنان النوبي حمزة علاء الدين، قال الجارحي: «إنه كان فناناً جميلاً. يهتم بالشعر أكثر، وهو ما أسعدني، ولما طلب أن أكتب له لم أتردد، فكانت أغنية (الزمان لحظة) وفرح بها كثيراً».

ورداً على شعوره بعدما عرف أن أغنياته مع المغني مصطفى رزق مستخدمة في مسلسل (ولاد الشمس)، وهل كانت موظفة درامياً ومناسبة لشخصية محمود حميدة؟ أشار الجارحي إلى أن فرحته لم تكتمل، موضحاً: «هي بعض من كلمات أغانيَّ يستمع إليها الملايين ولا أحد يعرف أنني صاحبها. كان خطأ من إدارة الإنتاج، تم تعويضي مالياً، لكن غاب التعويض الأدبي. والمدهش أن كاتب السيناريو وظّفها بشكل درامي رائع، فلم تكن مجرد زخارف إنما بدت من نسيج العمل».

يقول الجارحي إن الموسيقار نصير شمة لحّن له ست أغنيات (الشرق الأوسط)

وعن سر ذهاب الكثير من أغنياته للمطرب مصطفى رزق، قال: «رغم علاقتي الوطيدة به منذ سنوات فإنني لم أكتب له منذ البداية. لكنه حين قرر تغيير جلده كنت أنا في الموعد؛ لأنني أرفع شعار (كتابة مختلفة حتى لو لم تكن جيدة)، فمع الوقت والتراكم سيأتي التجويد، المهم أن أبتعد عن تقليد النماذج السائدة المستهلكة. كما أنني أهتم بصناعة (ستايل) للمطرب، ووجدنا ضالتنا في البلوز والجاز، وهو ما جعل إطلالة رزق أكثر اتساقاً مع شخصيته بوصفه فناناً، وكان معنا الموزع الموسيقي المتفرد أحمد الصاوي، فقدمنا ألبوم (باب اللوق)».

وقال إنه رغم أعماله الكثيرة مع مصطفى رزق فإن له الكثير من الأغنيات مع الفنان فايد عبد العزيز، وهو صاحب النصيب الأكبر في تلحين أغنياتي، لكن معظمها لم تعرف طريقها للإنتاج بعد، كما أن الموسيقار نصير شمة لحن لي ست أغنيات؛ خمس منها في برنامج للفضائية المصرية.

جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام هي سبب أزمة الأغنية

مصطفى الجارحي

وعن فائدة الشعر في كتابة أغنية مختلفة، قال الجارحي إن الشعر يجبره على كتابة أغنية مختلفة لا تتعاطى مع متطلبات السوق، وأوضح: «كلما فكرت في التنازل يعيدني الشعر إلى صوابي، فمن شروط أغنيتي أن تكون محملة بطاقات شعرية نابعة من أرض القصيدة».

مؤكداً إعجابه بشعراء أغانٍ يتبنّون المنطق نفسه، «ومن بينهم بديع خيري ومرسي جميل عزيز وحسين السيد وعبد الرحيم منصور ومجدي نجيب، وبعض أغنيات عصام عبد الله، فضلاً عن كتابات علي سلامة وإبراهيم عبد الفتاح، وجميعهم يقف على أرضية الشعر أولاً»، وفق قوله.

الشاعر مصطفى الجارحي مع الملحن أحمد فايد (الشرق الأوسط)

وعن رأيه في الأغنية الجماعية، وهل يمكنها أن تحل أزمة الأغنية المصرية، قال: «لن يتوقف الحديث عن أزمة الأغنية. رفع المنتجون لافتة مضللة (الجمهور عايز كده)، في حين أن الجمهور يستقبل الأغاني الجيدة ويحتفي بها. وما زال يستمع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ومحمد قنديل ومحمد فوزي وعبد المطلب، لكن بعض جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام داخل وخارج مصر هي سبب الأزمة، فهي تفرض ذائقة هدامة، فيما تخلت جهات الإنتاج الرسمية عن دورها».

وتابع: «ربما يكون بعض الحل في الأغنية الجماعية، أنا شخصياً أعشقها وأعشق الدويتو، وأستمتع حتى الآن بأغنيات (الثلاثي المرح) الخفيفة المبهجة والمدروسة. لكن لي وجهة نظر مختلفة، وأرى أن المطرب مجرد آلة ضمن آلات الأوركسترا فقط يجب توظيفه جيداً.

فماذا يفيد الصوت الجميل حين يغني هراء. يطربني كثيراً صوت نجيب الريحاني. انظر كيف وظفه عبد الوهاب مع ليلى مراد في (عيني بترف) من كلمات حسين السيد، وكيف وظف كمال الطويل صوت عبد المنعم مدبولي في (طيب يا صبر طيب) التي كتبها مرسي جميل عزيز».