نفى جيش جنوب السودان سيطرة قوات المتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار على مقاطعة «موروبو» الاستراتيجية، الواقعة في ولاية وسط الاستوائية، لكنه أقر بأن القوات الحكومية اشتبكت مع شباب مسلحين في المنطقة أمس، في وقت دعت فيه الولايات المتحدة إلى تسريع نشر قوة الحماية الإقليمية في عاصمة جنوب السودان جوبا، واستنكرت دور جوبا في عرقلة عمل بعثة الأمم المتحدة في البلاد.
وقال لوي كوانق روي، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن مسلحين دخلوا في اشتباكات مع القوات المسلحة، قبل أن ينضم إليهم آخرون، لكن دوافعهم غير معروفة، نافيًا بشدة سيطرة قوات التمرد على منطقة «موروبو» في الولاية الوسطى القريبة من الحدود مع أوغندا قبل خمسة أيام، كما أعلنت حركة التمرد، وتابع موضحا «هذه الأخبار غير صحيحة لأنه لا توجد قوات تابعة لمشار في هذه المنطقة حتى تدعي بأنها سيطرت عليها، وقواتنا هي التي تسيطر على (موروبو) والمناطق المجاورة تمامًا»، مضيفًا أن مشار «يسعى لأن تكون لاحتجاجات الشباب أجندة سياسية وهي ليست كذلك، والهدوء يسود المنطقة، كما تم فتح كل الطرق المؤدية إليها».
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى قد ذكرت أن نحو 100 ألف شخص محاصرون في بلدة (ياي) التي تبعد بنحو 150 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من جوبا، وأن نحو 30 ألف شخص فروا إلى البلدة من المناطق المحيطة بها، دون توضيح إن كانت هناك اشتباكات قد وقعت بين القوات الحكومية والمتمردين، لكن سكان محليين أكدوا وقوع اشتباكات بين الجيش الشعبي الحكومي وميليشيات يعتقد أنها تابعة للمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار في عدد من المناطق، بما فيها تلك المحيطة ببلدة ياي، فيما أكد شهود أن أعدادا كبيرة من المواطنين فروا إلى الحدود الأوغندية.
من جهته، قال المتحدث باسم المعارضة المسلحة جنوب السودان، جيمس قاديت، إن قواته اشتبكت مع الجيش الحكومي في منطقة ياي وموروبو وكايا القريبة من الحدود مع دولة أوغندا، مشيرًا إلى أن قواته تمكنت من السيطرة على بلدة «موروبو» ومواقع أخرى مجاورة منذ خمسة أيام، وقاموا بطرد القوات التابعة للرئيس سيلفا كير ميارديت، لكنه عاد وأكد أن قواته انسحبت منها جميعًا.
وتعد هذه المعارك، بحسب المتحدث، هي الأوسع نطاقًا منذ يوليو (تموز) الماضي،
وقال قاديت إن الكثير من المواطنين محاصرون في بلدة (ياي) القريبة من جوبا، وإن أعدادا منهم لجأوا إلى المطار والكنائس، داعيًا المواطنين للخروج من المدينة؛ حتى لا يقع عليهم أضرار في حال بدء الاشتباكات مرة أخرى.
إلى ذلك، طالبت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، عقب اجتماع مع النائب الأول لرئيس جنوب السودان تعبان دينق قاي، أول من أمس في البيت الأبيض، بتسريع نشر قوة الحماية الإقليمية في جوبا، مستنكرة عرقلة حكومة الرئيس سيلفا كير ميارديت لعمل بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد (يونميس)، وأعربت عن قلق بلادها من الأنباء التي تشير إلى هجوم شنته قوات حكومية ضد العاملين في المجال الإنساني في يوليو الماضي في جوبا، وحثت الحكومة بمحاسبة المتورطين، موضحة أن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي حول هذه الاتهامات، مؤكدة التزام واشنطن بدعم شعب جنوب السودان.
ودعت رايس حكومة جنوب السودان إلى إجراء حوار سياسي مع فصائل المعارضة المسلحة، والعمل على تحقيق أكبر مشاركة في الحكم من كل القطاعات، ولا سيما النساء دون الهيمنة من مجموعة عرقية واحدة أو حزب سياسي.
جنوب السودان: الجيش ينفي سيطرة قوات رياك مشار على مقاطعة استراتيجية
واشنطن تطالب جوبا بالإسراع في نشر قوات الحماية الإقليمية
جنوب السودان: الجيش ينفي سيطرة قوات رياك مشار على مقاطعة استراتيجية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة