«تقدر تشوف بإيديك».. معرض للمكفوفين بالمتحف المصري

يتيح لهم لمس القطع الأثرية ويحفزهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي

معرض مصر
معرض مصر
TT

«تقدر تشوف بإيديك».. معرض للمكفوفين بالمتحف المصري

معرض مصر
معرض مصر

تنظم مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين بالمتحف المصري بالقاهرة، معرضا من النماذج الأثرية تحت عنوان «تقدر تشوف بإيديك».. يقام المعرض اليوم في قاعة 44 بالمتحف المصري بميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، على هامش احتفال مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين باليوم العالمي للكفيف تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار في مصر.
من جانبه أوضح العناني أن إقامة مثل هذه الاحتفالية تؤكد حرص وزارة الآثار على إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة العامة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، كما تساهم في القوت ذاته في زرع الثقة في نفوسهم وتشجيعهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وتأسست مدرسة المكفوفين في المتحف المصري عام 2004، وأسسها اثنان من المكفوفين هما أحمد نجيب السيد، وعادل مصطفي فؤاد، وكانت تحت إشراف الدكتورة وفاء الصديق مدير عام المتحف المصري.
حول التجربة أوضح مختصون في المتحف المصري أن «تجربة المدرسة بدأت بشرح الآثار للمكفوفين، وتلمسهم بعض القطع الأثرية المصرية الأصلية داخل المتحف المصري، وعقب الشرح ينزل المكفوفون إلى ورش عمل يلمسون من خلالها بعض المستنسخات المقلدة من نفس الموضوع، ويتم عملها بأيديهم وبخامات مختلفة مثل الطين الأسواني والصلصال وبعض الخامات المختلفة».
وفي سياق التجربة نفسها تم شرح الكتابة في مصر القديمة، من خلال توضيح معنى الكتابة وكيفيتها والخطوط المصرية القديمة وفك رموز حجر رشيد على شكل معلومات بسيطة للأطفال، لكي يتم استيعابها، وبعد شرح الموضوع كان الأطفال المكفوفون يلمسون بعض الحروف الهيروغليفية المنحوتة على التوابيت، ثم تم عمل فكرة الحروف المصرية القديمة على خشب «أركت» لتكون واضحة وسهلة في اللمس، وهذه كانت أول مرة يتعرف فيها الأطفال المكفوفون على الحروف المصرية القديمة.
من جانبها، قالت إلهام صلاح رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار، إن الاحتفالية اليوم ستتضمن جولة إرشادية للمكفوفين داخل قاعات المتحف، بالإضافة إلى إقامة ورشة عمل تضم المبصرين والمكفوفين على حد سواء، يتم خلالها تبادل الأدوار والخبرات بين المبصر والكفيف، حيث يمارس المبصر تجربة اللمس بيده فقط على نماذج أثرية موضوعة داخل فتارين جهزت بطريقة خاصة تسمح باللمس دون رؤيتها.
وأضافت تهاني نوح مسؤولة ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين بوزارة الآثار، أن الهدف من هذه التجربة، هو معرفة ما إذا كان المبصر لديه نفس كفاءة حاسة اللمس عند الكفيف أم لا، وهل أدرك المبصر كل ما قام بلمسه من معروضات أثرية؟، الأمر الذي يؤكد للكفيف أن الله سلب منه حاسة البصر؛ لكن ميزه في باقي حواسه، حيث إنه من المعروف أن الكفيف يتميز بارتفاع حاسة اللمس عنده بشكل ملحوظ.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».