العرب يسخرون من «جاستا» على «تويتر»

هاشتاغ «أميركا أكبر إرهابي في العالم».. واليابان وفيتنام تنتظران الفرصة لمقاضاة أميركا بقانونها

العرب يسخرون من «جاستا» على «تويتر»
TT

العرب يسخرون من «جاستا» على «تويتر»

العرب يسخرون من «جاستا» على «تويتر»

أثار مشروع قانون جاستا الذي أقره الكونغرس الأميركي، ردود فعل غاضبة وسخرية لاذعة في العالم العربي.
يقول الكثير من النقاد إن القانون الجديد يعزز من الاعتقاد المتبنى منذ فترة طويلة في منطقة الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة تطالب فقط بالعدالة لضحايا الإرهاب لديها، على الرغم من عقود طويلة من التدخل الأميركي المثير للكثير من الجدل في جميع أنحاء العالم. وانتشر اثنان من الهاشتاغات العربية على موقع «تويتر» بعد تمرير مشروع القانون، أحدهما يشير مباشرة إلى قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب والمعروف إعلاميا باسم قانون «جاستا»، والهاشتاغ الآخر كان بعنوان: «#TheAmericanTerrorism»، أو «#الإرهاب_الأميركي».
وتبادل بعض مستخدمي «تويتر» من العرب صورة مركبة تصور التدخلات العسكرية الأميركية في اليابان وفيتنام، إلى جانب صورة السجناء العراقيين العراة في سجن أبو غريب سيئ السمعة والذين تعرضوا للإهانة على أيدي الجنود الأميركيين الضاحكين. وتقول التغريدة «اليابان، وفيتنام، والعراق، وأفغانستان في انتظار تطبيق قانون جاستا؛ حتى يمكنهم مقاضاة الولايات المتحدة الأميركية وفقا لقانونهم». وتبادل مستخدمون آخرون صورة كاريكاتورية من صحيفة «بيتسبرغ بوست غازيت» تصور صبيا صغيرا يجلس على ساقي والده ويشاهد صورة لانفجار هيروشيما النووي ويسأل: «أي جماعة إرهابية فعلت هذا؟».
وإحدى التغريدات التي انتشرت بين أكثر من 750 مستخدما تتضمن مقطع فيديو بترجمة نصية عربية لفنان الكوميديا الأميركي إيدي غريفن يتحدث عن التدخلات الأميركية في العراق وأفغانستان ويقول: إن هذه الحروب كانت من أجل «الأموال، الأموال، الأموال». والانتقادات الشائعة الآن، برغم كل شيء، ليست جديدة بحال، كما يقول أيهم كمال، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «مجموعة يوارسيا البحثية» «إن الشرق الأوسط، بصفته منطقة هيمنت عليها الولايات المتحدة طويلا، كانت دائمة الانتقاد للسياسات الأميركية الخارجية».
ودعمت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، القادة الذين لا يتمتعون بالشعبية في المنطقة، مثل شاه إيران حتى عام 1979، والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك حتى عام 2011، وكلاهما أطيح به خارج السلطة عبر الاحتجاجات الشعبية العارمة. وفي الولايات المتحدة نفسها، برغم ذلك، كما يقول السيد كمال: «الشعور السائد أن الولايات المتحدة تفعل الأشياء الجيدة أكثر من السيئة. وأعتقد أن هناك انفصالا حقيقيا وهو ليس بالأمر الجديد.. بصرف النظر عما تفعله الولايات المتحدة في الواقع».
وقال ستيفن كينزر، الزميل البارز لدى معهد واتسون للشؤون العامة والدولية التابع لجامعة براون، إن مشروع القانون من شأنه أن يعزز الرأي السائد في العالم، خارج الولايات المتحدة، أنها تسعى للهيمنة وإملاء الشروط والقواعد على الآخرين. وأضاف قائلا: «يمكنهم بكل سهولة أن يعتبروه فصلا آخر من فصول التاريخ الممتد لأكثر من قرن من الزمن من المحاولات الأميركية لفرض معاييرهم وقوانينهم الخاصة على العالم بأسره».
ويسمح القانون الحالي برفع الدعاوى القضائية ضد الدول المصنفة بأنها راعية للإرهاب الدولي، مثل السودان، وسوريا، وإيران. ويوسع قانون جاستا من ذلك المفهوم ليشمل رفع الدعاوى بحق أي دولة أجنبية للاتهامات بالتورط في أعمال الإرهاب على الأراضي الأميركية. تم تمرير مشروع القانون الأربعاء الماضي من قبل مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، متجاوزين في ذلك الفيتو الذي ألحقه الرئيس باراك أوباما بمشروع القانون.
وفي رسالة إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب هاري ريد قبل التصويت، كتب الرئيس أوباما يقول: إن الولايات المتحدة تستند إلى مبادئ الحصانة السيادية لمنع المحاكم الأجنبية من الوقوع في فخ التخمين بشأن عمليات مكافحة الإرهاب وغير ذلك من الإجراءات المتخذة بصفة يومية. ويمكن للدعاوى القضائية الخارجية أن تخضع أفراد القوات المسلحة الأميركية إلى التقاضي. كما يمكن للمحاكم الأجنبية كذلك أن تقرر ما إذا كانت المعلومات الحكومية السرية الأميركية مطلوبا عرضها في المحاكمات.
وقال الرئيس الأميركي في رسالته «تستند معارضتي لمشروع قانون جاستا بالأساس إلى تأثيره المحتمل في الولايات المتحدة. حيث إن الولايات المتحدة تتمتع بوجود دولي كبير، وأكبر من أي دولة أخرى حتى الآن، وإننا بصفتنا دولة ناشطون في الكثير من الأماكن حول العالم وأكثر من أي دولة أخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية».
ولا يأخذ مشروع القانون بعين الاعتبار السياسة الخارجية أو مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، كما يقول أدم إيريل، الناطق الرسمي الأسبق باسم وزارة الخارجية الأميركية وسفير الولايات المتحدة السابق إلى البحرين، الذي قال «من المؤكد أن هذا القانون لا يمنح الولايات المتحدة أي أصدقاء جدد حول العالم».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.