المدن الألمانية تستعين بعدد إضافي من العاملين لتعليم اللاجئين

إغلاق الحدود بين دول الاتحاد يؤدي إلى اكتظاظ مراكز استقبالهم في إيطاليا

المدن الألمانية تستعين بعدد إضافي من العاملين لتعليم اللاجئين
TT

المدن الألمانية تستعين بعدد إضافي من العاملين لتعليم اللاجئين

المدن الألمانية تستعين بعدد إضافي من العاملين لتعليم اللاجئين

منذ بداية التدفق الكبير للاجئين بألمانيا في عام 2015، تختار المستشارة أنجيلا ميركل أحيانا جملا قصيرة ومصوغة بشكل واضح تماما، مثل عبارتها الشهيرة: «سننجز ذلك» عن التعامل مع أزمة اللجوء.
ويرى المستشار الإعلامي الألماني البارز يورج مولر - براندس أن عبارة ميركل «سوف ننجز ذلك» تعد عبارة شجاعة، مضيفا أنه يرجح أنها تنطوي على نية «النظر لمشكلة اللاجئين الحالية على أنها تحد». وقال: «كان يجب أن يكون لها (للعبارة) وقع إيجابي، كما هو الحال مع عبارة (نعم، إننا نستطيع) الخاصة بالرئيس الأميركي باراك أوباما».
تسعى أغلب المدن والمحليات الألمانية للاستعانة بعدد إضافي من العاملين من أجل مواصلة تنسيق تعليم اللاجئين ودمجهم في المجتمع. وذكرت وزيرة التعليم الاتحادية الألمانية يوهانا فانكه في تصريحات لصحيفة «فونكه» في عددها الصادر أمس الخميس أن 80 في المائة من المقاطعات والمدن تطلب دعما لذلك. وقالت: «تقوم المحليات بدور محوري في دمج اللاجئين بألمانيا من خلال رياض الأطفال الخاصة بها ومدارسها وعروض التدريب لديها». وتمول وزارة التعليم الاتحادية عملية تخصيص منسقين محليين لمساعدة اللاجئين بإجمالي 60 مليون يورو. ومن شأن هؤلاء المنسقين أن يقوموا بتنظيم العروض المتنوعة الخاصة بالتعليم والدمج وتنسيقها بدقة على المستوى المحلي. وأظهرت أرقام من مكتب العمل الاتحادي أمس الخميس ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا بشكل طفيف في سبتمبر (أيلول) مخالفا التوقعات لكنه ظل عند مستوى قياسي منخفض في أكبر اقتصاد بأوروبا. وقال المكتب إن إجمالي عدد العاطلين عن العمل المعدل في ضوء العوامل الموسمية زاد ألف شخص إلى 680.‏2 مليون مقارنة مع إجماع التوقعات في استطلاع أجرته رويترز على انخفاض قدره خمسة آلاف شخص. وظل معدل البطالة المعدل في ضوء العوامل الموسمية عند 1.‏6 في المائة وهو أدنى مستوى منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا في 1990.
وفي جانب آخر يؤدي التدفق المستمر للاجئين إلى إيطاليا وإغلاق الحدود، إلى اكتظاظ مراكز الاستقبال في شبه الجزيرة التي لم يتسلم عدد كبير منها منذ أشهر أي مساعدة مالية من الدولة.
منذ بداية السنة، وصل إلى شواطئ إيطاليا 132 ألف مهاجر يتحدرون جميعهم تقريبا من أفريقيا، وهو عدد قريب من الأرقام التي سجلت في السنتين الأخيرتين (138 ألفا في 2014 و129 ألفا في 2015). ووصل آلاف آخرون عن طريق البر أيضا. لكن فيما تابع قسم كبير منهم في السنوات الماضية طريقه إلى بلدان الشمال، باتت نقاط التحقق من هويات المهاجرين لدى وصولهم وزيادة عمليات المراقبة على حدود فرنسا وسويسرا والنمسا، تبقي القسم الأكبر منهم في شبه الجزيرة.
ويستمر التضخم في مراكز الاستقبال. فقد كانت تؤوي 22 ألف شخص أواخر 2013. و66 ألفا أواخر 2014. و103 آلاف أواخر 2015. وقد تجاوزت هذا الأسبوع عتبة 160 ألف شخص، يضاف إليهم أكثر من 15 ألف قاصر لا يرافقهم أحد.
وسيقدم وزير الداخلية انجلينو الفانو الأسبوع المقبل خطة جديدة لتوزيع هذه المراكز الموزعة في كل أنحاء البلاد، من أجل الوصول إلى متوسط قدره 2.5 طالبي لجوء لكل 1000 مواطن، سواء أرادت البلدات ذلك أم أبت.
لكن المشكلة تكمن في مكان آخر كما يقول المسؤولون عن المراكز الموجودة: فالقسم الأكبر منها، تتولى إدارتها جمعيات تعاونية وهيئات تعهدت الدولة بأن تدفع ما بين 25 و35 يورو يوميا عن كل شخص، لتأمين المأوى والغطاء والملبس أو أيضا الدعم القانوني والنفسي. لكن الدولة توقفت عن الدفع.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.