كلينتون تكسب المعركة الأولى في حرب المناظرات الرئاسية

اشتبك المرشحان حول حرب العراق و«داعش» والاقتصاد

تصدّرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، بعد أول مناظرة تلفزيونية تتقابل فيها وجها لوجه مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مساء الاثنين، في نقاش ساخن استمر 90 دقيقة.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» تأييد 62 في المائة من الأميركيين لأداء كلينتون، وأنها فازت في أول مناظرة، في حين اعتقد 27 في المائة أن ترامب كان أداؤه جيدا.
وتشير التحليلات لوسائل الإعلام الأميركية إلى أن كلينتون كسبت الجولة الأولى من الجولات الثلاث للمناظرات الرئاسية. وفي انتظار ما سينتج عن المناظرتين الأخريين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بين المرشحين، وتأثير نتائج المناظرات على توجهات الناخبين عند التوجه لصناديق الاقتراع، لا يزال أمام كل من كلينتون وترامب 42 يوما على الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
تصدّرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، بعد أول مناظرة تلفزيونية تتقابل فيها وجها لوجه مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مساء الاثنين، في نقاش ساخن استمر 90 دقيقة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» تأييد 62 في المائة من الأميركيين لأداء كلينتون، وأنها فازت في أول مناظرة، في حين اعتقد 27 في المائة أن ترامب كان أداؤه جيدا. وتشير التحليلات لوسائل الإعلام الأميركية إلى أن كلينتون كسبت الجولة الأولى من الجولات الثلاث للمناظرات الرئاسية. وفي انتظار ما سينتج عن المناظرتين الأخريين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بين المرشحين، وتأثير نتائج المناظرات على توجهات الناخبين عند التوجه لصناديق الاقتراع، لا يزال أمام كل من كلينتون وترامب 42 يوما على الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
TT

كلينتون تكسب المعركة الأولى في حرب المناظرات الرئاسية

تصدّرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، بعد أول مناظرة تلفزيونية تتقابل فيها وجها لوجه مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مساء الاثنين، في نقاش ساخن استمر 90 دقيقة.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» تأييد 62 في المائة من الأميركيين لأداء كلينتون، وأنها فازت في أول مناظرة، في حين اعتقد 27 في المائة أن ترامب كان أداؤه جيدا.
وتشير التحليلات لوسائل الإعلام الأميركية إلى أن كلينتون كسبت الجولة الأولى من الجولات الثلاث للمناظرات الرئاسية. وفي انتظار ما سينتج عن المناظرتين الأخريين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بين المرشحين، وتأثير نتائج المناظرات على توجهات الناخبين عند التوجه لصناديق الاقتراع، لا يزال أمام كل من كلينتون وترامب 42 يوما على الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
تصدّرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، بعد أول مناظرة تلفزيونية تتقابل فيها وجها لوجه مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مساء الاثنين، في نقاش ساخن استمر 90 دقيقة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» تأييد 62 في المائة من الأميركيين لأداء كلينتون، وأنها فازت في أول مناظرة، في حين اعتقد 27 في المائة أن ترامب كان أداؤه جيدا. وتشير التحليلات لوسائل الإعلام الأميركية إلى أن كلينتون كسبت الجولة الأولى من الجولات الثلاث للمناظرات الرئاسية. وفي انتظار ما سينتج عن المناظرتين الأخريين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بين المرشحين، وتأثير نتائج المناظرات على توجهات الناخبين عند التوجه لصناديق الاقتراع، لا يزال أمام كل من كلينتون وترامب 42 يوما على الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

تصدّرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، بعد أول مناظرة تلفزيونية تتقابل فيها وجها لوجه مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مساء الاثنين، في نقاش ساخن استمر 90 دقيقة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» تأييد 62 في المائة من الأميركيين لأداء كلينتون، وأنها فازت في أول مناظرة، في حين اعتقد 27 في المائة أن ترامب كان أداؤه جيدا. وتشير التحليلات لوسائل الإعلام الأميركية إلى أن كلينتون كسبت الجولة الأولى من الجولات الثلاث للمناظرات الرئاسية. وفي انتظار ما سينتج عن المناظرتين الأخريين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بين المرشحين، وتأثير نتائج المناظرات على توجهات الناخبين عند التوجه لصناديق الاقتراع، لا يزال أمام كل من كلينتون وترامب 42 يوما على الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويقول الخبراء إن كلينتون أظهرت خبرتها كمحامية وسيدة أولى سابقة وعضو مجلس شيوخ ووزيرة للخارجية، كما أظهرت خلال المناظرة قدرا كبيرا من ضبط النفس، والقدرة على مهاجمة خصمها. ويرى المحللون أن كلينتون كانت لها اليد العليا في النقاش، بينما تقاعس ترامب عن توجيه ضربات حاسمة لها فيما يتعلق بفضيحة البريد الإلكتروني، والاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي ومقتل السفير وأربع دبلوماسيين خلال توليها وزارة الخارجية، والتبرعات التي تلقتها مؤسسة كلينتون الخيرية، واتّبع سياسة دفاعية في مواجهة سيل الانتقادات والاتهامات والسخرية التي وجهتها له كلينتون. واشتبك المرشّحان في بداية المناظرة حول الإقرارات الضريبية، واتهمت كلينتون ترامب بأنه يحاول أن يخفي شيئا حول سجله المالي والضريبي، وأنه مدين للمصارف بما يقرب من 650 مليون دولار، وأنه يتهرب من دفع الضريبة الاتحادية. وقد قاطعها ترامب: «هذا يجعلني ذكيا!»، ثم وجه ضربة حاسمة بقوله: «سوف أنشر سجلّي الضرائبي عندما تنشر كلينتون 33 ألفا من رسائل البريد الإلكتروني الخاص بها الذي حذف». وانتقد ترامب أداء كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، ودافعت عن اتفاقات تجارية سيئة، على حد قوله، مثل تافتا (الشراكة عبر المحيط الهادي)، مشيرا إلى أنها أمضت قرابة ثلاثين عاما دون أن تحقق إنجازا لتحسين أوضاع الاقتصاد، وتحسين أحوال الطبقة المتوسطة، وبدأت فقط اليوم في التفكير في الحلول. وأكد ترامب أن كلينتون لم تحقّق إنجازات خلال عملها وزيرة للخارجية في عهد أوباما، وتريد مواصلة السياسات التي بدأها أوباما، وأنها أخفقت في دعم الطبقة الوسطى، كما أدّت إلى فقدان الوظائف وهجرة الشركات الأميركية إلى دول أخرى. كما انتقد ترامب نشر كلينتون لخطتها لمواجهة «داعش» على موقعها على الإنترنت، ساخرا من أن جنرالات الحرب العالمية الثانية لن يكونوا سعداء بذلك، فردت كلينتون قائلة: «على الأقل، أنا لدي خطة!». ووصف ترامب إبرام أوباما وكلينتون للاتفاق النووي مع إيران بأنه كان «كارثيا»، وانتقد إعطاء إيران مئات المليارات من الدولارات، وألقى باللوم على إدارة أوباما في ظهور وصعود نفوذ «داعش» في العراق وسوريا، بعد الانسحاب السريع للقوات الأميركية من العراق، مما خلق فراغا استغلته «داعش»، مؤكدا أن كلينتون ليس لديها رؤية كافية، أو قدرة على ضمان سلامة الأميركيين على المستويين المحلي والدولي، وأنها تفتقد للقدرات الجسدية والنشاط اللازمين للقيام بمهام منصب رئيس الولايات المتحدة، لافتا إلى صحتها والالتهاب الرئوي الذي أصابها. وقد ردّت كلينتون ساخرة: «أسافر إلى 112 بلدا، وأتفاوض على اتفاقات سلام، وإطلاق سراح معتقلين، وأمضي 11 ساعة في جلسة استماع أمام الكونغرس، وبعد ذلك يتحدث معي عن القدرة على التحمل!». في المقابل، هاجمت كلينتون ترامب بضراوة وهي تبتسم ابتسامة واسعة، واتّهمته بإشهار إفلاسه في مناسبات متعددة، وباتخاذ مواقف عدائية تجاه النساء، وبمثوله أمام القضاء في قضايا تتعلق بالتمييز العنصري ضد السود. وبأسلوب تهكّمي، اتّهمت كلينتون ترامب بترويج كذبة عنصرية باتهاماته لأوباما، أول رئيس أميركي أسود، بأنه لم يولد في الولايات المتحدة. وقد ظل ترامب في بداية عهد أوباما يروج لأنه لم يكن مولودا في الولايات المتحدة (وينص القانون على أن يكون الرئيس من مواليد الولايات المتحدة)، ممّا دفع البيت الأبيض إلى نشر شهادة ميلاد أوباما في عام 2011 التي أكدت ميلاده في هاواي الأميركية. ولم يقل ترامب إنّه يصدّق أن أوباما ولد في أميركا، إلا في تصريحات حديثة خلال الشهر الحالي، وقد حاول الرد بأن اتهاماته هذه دفعت أوباما لنشر شهادة ميلاده. وسخرت كلينتون من ترامب ومواقفه المسيئة للنساء، وقالت إنه «يحب مسابقات الجمال، ويدعمها، ويحضرها باستمرار، فيما يهاجم البدينات، ويصف إحداهن بملكة جمال ربات البيوت، ويرفض المساواة في الأجور بين النساء والرجال». وألمح ترامب إلى أنه فكّر في إثارة الفضيحة الجنسية للرئيس السابق بيل كلينتون، وقال: «كنت سأقول شيئا قاسيا جدا لهيلاري وأسرتها، ولكني قلت إنني لا يمكنني أن أفعل ذلك؛ إنه أمر غير لائق، وغير جيد». وبدا ترامب في موقف ضعيف، عندما أشارت كلينتون إلى أنه أيد الحرب على العراق في عام 2003، وأيّد حملة الولايات المتحدة مع «الناتو» لإسقاط حكم الرئيس معمر القذافي في ليبيا. ومع ذلك، اجتهد في محاولة الهجوم على النفقات العسكرية الدفاعية التي تقوم بها الولايات المتحدة في تمويل حلف الناتو، وفي الدفاع عن الحلفاء بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه سيدافع عن الناتو وحلفاء بلاده، لكن مقابل أن يدفعوا تكلفة توفير هذه الحماية. وشهدت بدايات المناظرة هجمات قوية وجّهها ترامب لكلينتون، لكنه سرعان ما تحول إلى موقف دفاعي. ويقول الخبراء إن كلينتون استعدّت بشكل جيد للمناظرة، وقامت بتحضير القضايا والنقاط التي تريد أن تشدد عليها، وألقت بالطعم إلى ترامب، فظل في النصف الثاني من المناظرة يحاول الدفاع عن نفسه. إلى ذلك، رأى المحللون أن كلينتون أظهرت قدراتها وخبرتها واستعدادها الجيد، فيما بدا ترامب قويا في بداية المناظرة، وأقل انضباطا في بقيتها، وكرر إجاباته كثيرا. وقد رحّبت الأسواق المالية العالمية، أمس، بأداء المرشحة الديمقراطية إلى الرئاسة الأميركية خلال أول مناظرة رئاسية، إذ شهدت الأسهم والعملات ذات المخاطر العالية تحسنا، بعدما اعتبر مستثمرون أنها تقدمت على منافسها الجمهوري. وانعكس تفوق كلينتون على منافسها إيجابا في أبرز الأسواق الآسيوية، في حين شهدت أسواق أخرى نشاطا ملحوظا بعد تراجعات سابقة. وأقفلت سوق طوكيو بارتفاع بـ0.8 في المائة، في تحول واضح للنمط بالمقارنة مع الافتتاح على تراجع، بينما استعادت سوق سيدني النشاط بعد تراجع أولي. وافتتحت بورصة هونغ كونغ تعاملاتها بارتفاع 0.5 في المائة، غير أنها قفزت في فترة بعد الظهر لتقفل على ارتفاع بأكثر من 1.0 في المائة. كما أقفلت بورصة شنغهاي على ارتفاع بـ0.6 في المائة، بعد ضبابية خلال النهار. وجاء أداء سيول وبانكوك وسنغافورة إيجابيا أيضا. وعلق على ذلك مايكل ماكارثي، المحلل لدى «سي إم سي ماركس»، لوكالة «بلومبورغ نيوز»، قائلا: «مستقبل الولايات المتحدة أصبح أكثر وضوحا بعد المناظرة، وأعتقد أن هذا أحد العوامل» لانتعاش الأسواق الآسيوية، مضيفا: «على الصعيد السياسي، لا شك في تقدم كلينتون لجهة النبرة والحضور.. هذا تقييمي حتى الآن».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟