إخراج دفعة جديدة من سكان حي الوعر في حمص بينهم «أحرار الشام» ومدنيون

المعارضة تتهم النظام بتأخير مساعدات مضايا والزبداني رغم دخولها للفوعة وكفريا

إخراج دفعة جديدة من سكان حي الوعر في حمص بينهم «أحرار الشام» ومدنيون
TT

إخراج دفعة جديدة من سكان حي الوعر في حمص بينهم «أحرار الشام» ومدنيون

إخراج دفعة جديدة من سكان حي الوعر في حمص بينهم «أحرار الشام» ومدنيون

خرج نحو مائة مسلّح من مقاتلي المعارضة السورية مع أسلحتهم الخفيفة أمس الاثنين، من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، وجرى نقلهم إلى شمال البلاد، في إطار اتفاق دخل مرحلته الثالثة حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي. وتزامن ذلك مع بدء إدخال المساعدات الإنسانية إلى أربع قرى محاصرة، وهي الزبداني ومضايا في ريف دمشق الغربي الخاضعتان لسيطرة المعارضة، والفوعة وكفريا في ريف إدلب الخاضعتان لسيطرة النظام، علما بأن الحواجز المشتركة للنظام وما يسمى «حزب الله» على مداخل الزبداني وكفريا، بقيت حتى مساء أمس تحتجز الشاحنات وتخضعها للتفتيش، حسبما أفاد ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، الذين تخوفوا من إفراغها من المواد الأساسية.
وعلى الرغم من محاذير إبعاد مقاتلي المعارضة عن حي الوعر، والخوف من أن تكون مقدمة لإفراغ الحي من أهله، نقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصدر في النظام السوري، أن «المسلحين الذين ينتمون إلى حركة (أحرار الشام)، إضافة إلى عائلاتهم توجهوا إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي في وسط سوريا». بينما أفاد سليم قباني عضو «تجمّع ثوار سوريا»، بأن الخروج «لم يقتصر على المقاتلين فحسب، إنما شمل عشرات المدنيين والمصابين». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «إخراج الدفعة الثانية من المقاتلين لم يعط السيطرة على حي الوعر للنظام، لأن مقاتلي المعارضة لا يزالون يسيطرون عليه».
وقال قباني: «لقد تم إخراج مائة مقاتل ومائة مدني من عائلات المقاتلين ومن المرضى والمصابين جراء القصف الأخير على الحي، وتم نقلهم إلى بلدة الدار الكبيرة، الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي»، لافتًا إلى أن هذا الخروج «يأتي ترجمة لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين النظام ومقاتلي المعارضة، برعاية الفاعليات المدنية في حي الوعر».
وأشار إلى أن المقاتلين المبعدين «ينتمون إلى حركة (أحرار الشام) وفصائل أخرى وبعض أبناء الحي الذين لا ينتمون إلى تنظيمات، إنما جندوا أنفسهم لحماية أهلهم ومنازلهم».
وكانت حافلات نقلت يوم الخميس الماضي نحو مائة من مقاتلي المعارضة إلى ريف حمص الشمالي، وتم إخلاء الحي من السلاح والمسلحين، تطبيقًا لاتفاق يعيد المؤسسات الرسمية إليه. وكشف سليم قباني أن الاتفاق مع النظام «يتضمّن وقف الغارات الجوية والسماح بإدخال المساعدات الغذائية والطبية، والإفراج عن معتقلين ومعتقلات في سجون النظام»، لافتًا إلى أن «جزءًا من هذا الاتفاق تم تنفيذه، مثل إدخال مساعدات محدودة، منها إدخال نحو 900 خروف في عيد الأضحى».
ولم يخف عضو «تجمع ثوار سوريا» خوفه من المرحلة التي ستلي خروج المسلحين، معتبرًا أن «التزام النظام بباقي بنود الهدنة غير مضمون، مثل إطلاق المعتقلين». وقال: «هناك خوف حقيقي من إتمام آخر فصول التغيير الديموغرافي في حمص، بحيث يعمد بعد خروج المسلحين إلى إخراج المدنيين من الحي، كما حصل في باقي مناطق وأحياء حمص». وذكّر قباني بأن «كل الذين خرجوا أو أخرجوا من حمص من السنة لم يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم، ولم يسمح النظام بالعودة إلا لسكان الحميدية، لأنهم مسيحيون».
أما على صعيد المساعدات التي طال انتظارها، فقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «70 شاحنة تحمل مساعدات وصلت أول من أمس إلى أربع بلدات سوريا محاصرة للمرة الأولى في ستة أشهر». وقالت المنظمة الإنسانية، إن «القافلة وصلت إلى مضايا والزبداني القريبتين من دمشق وإلى الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، وإلى مضايا القريبة من الحدود مع لبنان». إلا أن الناشط المعارض في مضايا أبو المهاجر، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قافلة المساعدات لم تصل إلى داخل مضايا والزبداني بعد». وأشار إلى أن «الحواجز المشتركة التابعة للنظام و(حزب الله) ما زالت تحتجز الشاحنات، وتخضعها للتفتيش»، متخوفًا من «إفراغها من المواد الأساسية كما حصل في المرة السابقة».
وهذه المرة الأولى التي يوافق فيها النظام وحلفاؤه على إدخال مساعدات إلى مضايا منذ نحو خمسة أشهر، ويقطن هذه البلدة نحو 40 ألف شخص، معظمهم نازحون من مدينة الزبداني المجاورة والمحاصرة، فيما بقي في الزبداني نحو ألف من سكانها. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يبلغ تعداد سكان كفريا والفوعة في محافظة إدلب نحو 20 ألف نسمة وتحاصرهما قوات المعارضة منذ أبريل (نيسان) 2015.
واستؤنفت عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، بعد تعليقها 48 ساعة في أعقاب هجوم على قافلة إغاثة يوم الاثنين في 19 سبتمبر (أيلول) الحالي في أورم الكبرى غرب حلب، أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل بينهم مدنيون وعاملون في الهلال الأحمر السوري.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.