قراقع يطالب بلجنة تحقيق دولية في ظروف وفاة الأسير حمدونة

كان يقضي حكمًا مؤبدًا في سجون الاحتلال وكان يعاني مشكلات في القلب

قراقع يطالب بلجنة تحقيق دولية في ظروف وفاة الأسير حمدونة
TT

قراقع يطالب بلجنة تحقيق دولية في ظروف وفاة الأسير حمدونة

قراقع يطالب بلجنة تحقيق دولية في ظروف وفاة الأسير حمدونة

طالبت السلطة الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق في ظروف وفاة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، متهمة إسرائيل بممارسة سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى.
وحمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، حكومة الاحتلال ومصلحة سجونها: «المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير ياسر حمدونة»، مطالبا بلجنة تحقيق دولية، للتحقيق فيما وصفه بـ«الجريمة النكراء التي تضاف إلى جرائم الاحتلال التي لا تتوقف بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية».
وقال قراقع في بيان «هذه جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق أسرانا، التي تنتهك وتخرق بها دولة الاحتلال كافة المواثيق والأعراف القانونية والحقوقية والإنسانية».
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أمس، وفاة حمدونة (40 عامًا)، من بلدة يعبد، قضاء محافظة جنين، وذلك بعد إصابته بسكتة دماغية، قضى على إثرها في مستشفى «سوروكا» بعد نقله من سجن «ريمون».
وقال نادي الأسير إن «الأسير حمدونة المحكوم بالسجن المؤبد، عانى أمراضا عدة، منذ اعتقاله في 19 يونيو (حزيران) 2003، وبسبب اعتداء قوات «النشحون» عليه عام 2003؛ الأمر الذي تسبب له بمشكلات في القلب. وتبع ذلك إهمال طبي ومماطلة في تقديم العلاج. ورغم نقله مرات عدة إلى «عيادة سجن الرملة»، فإن إدارة سجون الاحتلال لم تكترث بوضعه، ولم توفر له العلاج اللازم؛ إلى أن استشهد اليوم الموافق 25 أبريل (أيلول) الحالي».
وخلفت وفاة حمدونة توترا كبيرا في السجون الإسرائيلية. وقال قراقع: إن حالة من السخط والغضب تسود في مختلف السجون الإسرائيلية. وقد عمدت مصلحة سجون الاحتلال، إلى إغلاق الأقسام كافة، واستدعت قوات كبيرة من وحدات القمع.
وأعلنت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، الحداد والإضراب عن الطعام لثلاثة أيام؛ «احتجاجًا على استشهاد الأسير ياسر ذياب حمدونة في سجن (ريمون)».
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن الأسرى بدأوا بالتكبير في أقسام السجون فور الإعلان عن استشهاده.
وسلطت وفاة حمدونة الضوء على «المعاناة» التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.
وقال قراقع «إن 55 أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967، فيما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة ممن استشهدوا داخل السجون 208». ونبه إلى «الخطر الشديد الذي يتعرض له الأسرى نتيجة سياسة الإهمال الطبي وحقن الأسرى بأمراض مميتة وترك أجسادهم مرتعا للأوبئة والأمراض»، مؤكدا على «أن ملف الشهداء والأسرى سيبقى حاضرا أمام محكمة الجنايات الدولية لتقديم مسؤولي الاحتلال للمحاكمة».
وطلبت السلطة تشريح جثمان حمدونة قبل أن تصدر محكمة الصلح في بئر السبع قرارا بالتشريح.
وقالت هيئة شؤون الأسرى «إنه وبناء على طلب محامي الهيئة يوسف نصاصرة المقدم لتسليم جثمان الشهيد الأسير حمدونة، قررت المحكمة الإسرائيلية تشريح جثمان الشهيد ومن ثم تسليمه لذويه».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.