حملة ضد التهجير القسري..ودعوات للتظاهر في مدن عالمية

أطلقها ناشطون بالتنسيق مع ممثلين من الاتحاد الأوروبي

حملة ضد التهجير القسري..ودعوات للتظاهر في مدن عالمية
TT

حملة ضد التهجير القسري..ودعوات للتظاهر في مدن عالمية

حملة ضد التهجير القسري..ودعوات للتظاهر في مدن عالمية

في صرخة يدرك مطلقوها أن صداها قد لا يصل إلى مسامع العالم والمجتمع الدولي، قرّر ناشطون سوريون من مختلف المجالات في داخل سوريا وخارجها إطلاق حملة تطالب بالتحرك لوقف خطّة التهجير القسري الممنهجة التي يقوم بها النظام في عدد من المناطق السورية.
الحملة التي بدأت بعريضة انتشر نصها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحصول على أكبر عدد من التواقيع المؤدين لها، تدعو إلى تنظيم تحركات واعتصامات في الثامن من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في عدد من العواصم والمدن الكبرى علّ الصوت يصل ويتحرّك العالم الذي لا يزال يتفرج، بحسب ما يقول الناشط محمد حسن. ويوضح حسن لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة الحملة بدأت بعدما باتت خطّة التهجير التي يقوم بها النظام واضحة ويجري تنفيذها من دون أي رادع، وهي كانت قد بدأت في داريا ومن ثم معضمية الشام وأخيرا في حي الوعر في حمص، وبالتأكيد ستمتد إلى مناطق أخرى».
ومع تأكيد حسن أن القائمين على الحملة والمشاركين فيها ينتمون إلى مختلف الطوائف بعيدا عن أي خلفيات أو توجهات مذهبية، فإنه يقول: إن «الوضع بات واضحا للجميع. الخطة موجهة ضد الطائفة السنّية لتهجير أبنائها، ورفضنا لها هو رفض لأي تهجير بغض النظر عن طائفة أو مذهب المستهدفين». ويلفت إلى أن القائمين على الحملة يتواصلون مع جهات رسمية عدّة، ولا سيما في الاتحاد الأوروبي و«أصدقاء سوريا»، وهم يدعموننا في تحركاتنا، وكذلك الأمم المتحدة رغم إدراكنا أنها شريكة فيما يحصل في سوريا، لأنها تقف مكتوفة اليدين.
وفيما يتعلّق بالعواصم والمدن التي ستشهد اعتصامات في الثامن من أكتوبر، يؤّكد حسن أن هناك لائحة بعدد من الدول، ويجري العمل للحصول على تصاريح بشأنها، ولغاية الآن تمت الموافقة على عدد منها هي: بيروت وباريس واستوكهولم وإسطنبول وبانتظار انتهاء الإجراءات في جنيف ونيويورك وبرلين.
ويطالب منظمو الحملة، وهم من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين وحتى من الدبلوماسيين، السوريين في الخارج بشكل خاص بالمشاركة في مظاهرات واعتصامات، ووضع خطط إعلامية للتواصل مع شعوب العالم وفضح ممارسات النظام، إضافة إلى الضغط المعنوي على المنظمات الدولية والمجتمع المدني لدفع الحكومات للعمل على إيقاف هذه الجرائم مشددين على ضرورة توحيد شعاراتهم وراياتهم وكي تكون راية الثورة تعبيرًا عن وحدتهم وتماسكهم.
وجاء في العريضة: «نحن سكان وأهالي المناطق المحاصرة في سوريا، نعبر عن كل المحاصرين الصامدين في أرجاء سوريا، وندعو كل إخوتنا السوريين في الداخل والخارج إلى إطلاق حملة سياسية وإعلامية للتصدي لهذه الجريمة الكبرى التي يرتكبها النظام الأسدي المجرم في مخططه لتهجير السكان، خاصة أهل السنة، من مناطقهم تهجيرًا قسريًا بعد إنهاكهم بالجوع والخوف والمرض والاعتقال، وملاحقتهم بكل أساليب القتل من قصف تستخدم فيه الأسلحة المحرمة لجعلهم أمام أحد خيارين إما المزيد من الموت وإما الخروج من ديارهم». ثم جاء فيها «لا يخفى على أحد من السوريين أن هدف النظام هو الاستعداد لتقسيم سوريا، وتحويلها إلى كانتونات طائفية ومذهبية، وحماية المناطق التي يريد ضمها إلى دويلته بمستوطنين جدد يتم جلبهم من طائفة معينة ربما يستوردها من إيران ومن العراق وأفغانستان، لتشكل حاضنًا ودرعًا يحمي حدود دويلته، ولا يستبعد أن يكون من بين أهدافه تجميع هذه الشريحة الكبيرة المهجرة التي نمت فيها المعارضة الثائرة ضد القمع والظلم والاستبداد، في منطقة واحدة تكون بعد نجاح خطته منطقة عقاب وتصفية وإبادة جماعية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.