زيباري: نوري المالكي يقف خلف إقالتي سعيًا لإسقاط حكومة العبادي

وزير المالية العراقي المقال يتهم مسؤولين بالتواطؤ مع رئيس الوزراء الأسبق

هوشيار زيباري وزير المالية العراقي المقال («الشرق الأوسط»)
هوشيار زيباري وزير المالية العراقي المقال («الشرق الأوسط»)
TT

زيباري: نوري المالكي يقف خلف إقالتي سعيًا لإسقاط حكومة العبادي

هوشيار زيباري وزير المالية العراقي المقال («الشرق الأوسط»)
هوشيار زيباري وزير المالية العراقي المقال («الشرق الأوسط»)

اتهم وزير المالية العراقي المقال هوشيار زيباري أمس رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بالوقوف خلف قرار إقالته، مبينًا في مؤتمر صحافي أن ذلك تمهيدًا للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. إقالة زيباري جاءت بالتصويت في مجلس النواب، إلا أنه لم يتقبل ذلك وقال إن هناك من يخطط لسحب الثقة من وزراء العبادي واحدًا تلو الآخر.
«الشرق الأوسط» حضرت المؤتمر الذي عقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان، والذي أبدى الوزير المقال زيباري فيه استعداده لتقديم ما يثبت عدم تورطه وكتلته بالفساد وأن جلسة مجلس النواب المنعقدة في نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي غير قانونية. وأضاف: «ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري لم يكن محايدا في إدارة الجلسة، والأسئلة التي وجهت لي كانت بنية سيئة». وواصل زيباري تصريحاته بقوله: «ما يحدث هو تضليل للرأي العام للتغطية على فساد جهات معينة. قد يفرح البعض بإقالتي ويفسرونها فشلا للحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الإقليم مسعود بارزاني، لكنهم مخطئون». وتوعد زيباري بكشف ملفات فساد كبيرة في العراق، وأضاف: «كنا مصدات للفساد في جميع مفاصل الدولة ولدينا ملفات فساد كبيرة وصارمة وستأخذ مجراها للمراقبين الدوليين الذين نتعامل معهم والنائب المستجوب هو من الأشخاص الذين لم يقدموا كشفا ماليا لذمتهم وعليه دعاوى خطيرة منها استخدام منصبه الشخصي للربح»، مردفا: «سنعلن عن ملفات فساد كبيرة، وموضوع الإقالة ستكون لها تداعيات لأنها محاولة للتسقيط وإبعاد طرف رئيسي وشريك عن العملية السياسية، ودعمنا للعبادي مستمر».
وواصل وزير المالية المقال دفاعه عن نفسه ودهشته من تصرف البرلمان والتصويت على إقالته بقوله: «نحن الذين جلبنا للعراق القروض والمساعدات لدعمه اقتصاديا خلال هذه الأزمة كي لا يتضرر، وتمكنا خلال العام الماضي من إعادة 35 مليار دولار إلى خزينة العراق، ولم نصرف هذه الأموال كي لا يواجه العراق أي أزمة مالية، ومع كل لجأوا إلى سحب الثقة منا لأهداف سياسية».
وصوت مجلس النواب العراقي الأربعاء لصالح إقالة وزير المالية هوشيار زيباري بعد استجوابه بخصوص اتهامات بالفساد، حسبما أفاد نواب وكالة الصحافة الفرنسية. زيباري أقيل خلال جلسة تصويت سرية برئاسة رئيس المجلس سليم الجبوري وحضور 249 نائبا. وقال النائب عمار طعمة رئيس كتلة حزب الفضيلة وكالة الصحافة الفرنسية: «تمت إقالة وزير المالية خلال جلسة تصويت سرية». وأوضح طعمة بقوله: «صوت 158 نائبا بنعم لإقالة وزير المالية وصوت 77 برفض الإقالة وامتنع 14 نائبا عن التصويت، من مجموع 249 نائبا حضروا جلسة اليوم». ويشكل زيباري منذ أمد طويل صلة بين بغداد ومنطقة إقليم كردستان التي دعا زعيمها إلى استفتاء على الاستقلال، لكن إقالته قد تشير إلى مزيد من التباعد بين الجانبين. ويعد وزير المالية الذي تولى منصبه عام 2014، أحد القياديين البارزين في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بازراني. وفي أول رد فعل للحزب الديمقراطي الكردستاني، قالت النائبة أشواق الجاف عضو الحزب إن «هذا استهداف سياسي مائة في المائة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.