توفي يوم الخميس، عن عمر ناهز 82 عاما، مانولو إسكوبار، أشهر فنان إسباني بغناء «الكوبلا»؛ الغناء الشعبي الإسباني، وقد أرسل العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، ورئيس الوزراء ماريانو راخوي وشخصيات بارزة أخرى، رسائل تعزية لعائلته.
ولد مانولو إسكوبار عام 1931، في محافظة المرية، جنوب إسبانيا، من عائلة فقيرة حتى اضطر في صغره إلى الهجرة مع أخوين له إلى برشلونة للبحث عن عمل، وحاول مساعدتهما بأعمال شتى، ومنها بيع بعض البضائع في السوق السوداء، حيث كان أخواه يبيعان في الشارع بينما يقوم هو بالمراقبة من بعيد. ثم عمل في النجارة فالبناء وفي معمل، وبعد أدائه الخدمة العسكرية الإجبارية، بدأ صوته يلفت نظر أصدقائه، حتى استطاع أحدهم التوسط له للمشاركة في أحد البرامج الإذاعية، ومنذ ذلك الوقت نال إعجاب الكثيرين، واستطاع أن يحوز على شهرة كبيرة بسرعة فائقة، داخل إسبانيا وخارجها، ليس في الغناء فقط، وإنما في التمثيل أيضا؛ فاشترك في أكثر من 20 فيلما، ثلاثة منها ضمن قائمة العشرة الأوائل في حصولها على أكبر دخل في تاريخ السينما الإسبانية.
أما في مجال الغناء، فكانت أكثر أغانيه شهرة «بيبا إسبانيا» (تحيا إسبانيا)، التي طبع منها ستة ملايين نسخة، واحتل منذ عام 1973 حتى عام 1992 الرقم الأول في مبيعات الأغاني في تاريخ إسبانيا.
استطاع إسكوبار أن يطور غناء الكوبلا الإسباني الشعبي تطويرا أذهل الجميع، ونال كثيرا من الجوائز الفنية، ومن أقواله: «أنا على قناعة بأن هناك من الفنانين من هم أفضل مني، ولكن ليس هناك من استطاع أن يكون محبوبا من قبل الشعب الإسباني أكثر مني». وكان آخر نشاطاته الفنية ظهوره عام 2010، في الاحتفال بفوز الفريق الإسباني لكرة القدم بكأس العالم، وفي تلك الحفلة، اشترك بأغنيته الذائعة الصيب «بيبا إسبانيا»، وعندها تقدم حامي الهدف الإسباني أيكر كاسياس لمعانقته، والتقاط صورة خاصة معه.
وفي ذلك العام (2010)، أصيب بمرض السرطان، وحسبما جاء في وصيته: «ولدت في المرية، وترعرعت في برشلونة، وأتمنى أن أدفن في بنيدور (بني درم)»، وقد أعلنت بلدية مدينة بنيدور الحداد، ومنحته الميدالية الذهبية.
ومن جملة أغاني إسكوبار واحدة تحمل اسم قصر الحمراء، وفيها يقول:
هناك في تلك الأرض العربية.. في قصر الحمراء
يمكن سماع صوتٍ عربي حزين
يغني ويبكي حديقته الحالمة
يا أيها الحمراء.. يمكن لك أن تكوني حديقة الله
ومن أجل ذلك تنهد ملك عربي عندما تركك..
وأنا أيضا أتنهد عندما أغني..
آه يا قصر الحمراء أنت في قلبي
آه يا قصري
يا لك من قصر
لا أزال أشم رائحة زكية
من زهورك عند افتتاحها
لا أنسى أبدا نافوراتك
وصوتها الجميل عندما تغني
آه يا قصر الحمراء
يا لك من قصر
ولهذا أرسل لك مع هذه الأغنية
روحي مع قلبي الخاشع
لأنني متوجه نحو الموت ألما
عندما أفكر بأنني لن أراك مرة أخرى أبدا
أما أغنيته التي حازت على شهرة كاسحة في إسبانيا وفي خارجها، وهي «بيبا إسبانيا»، فيقول فيها:
ما بين الزهور والفرح العميق
ولدت إسبانيا، أرض الحب،
لا أحد يستطيع أن يخلق مثل هذا الجمال غير الله
ومن المستحيل أن يكون هناك جمال آخر كجمالك
وكل الناس يعرفون ذلك
ولهذا فإنهم يبكون عندما يفارقونك
ولهذا جاء هذا المثل:
تحيا إسبانيا
ولعل هذه الأغنية تذكرنا بقول الشاعر العربي ابن خفاجة عندما قال:
يا أهْلَ أندلس لله درّكم
ماء وظل وأنهار وأشجار
ما جنة الخلدِ إلا في ديارِكم
ولو تخيرت هذا كنتُ أختارُ
لا تَحْسبوا في غدٍ أن تَدْخلوا سقرا
فليس بعد الجنة تدخل النارُ
7:26 دقيقه
وفاة الإسباني مانولو إسكوبار صاحب أغنية «تحيا إسبانيا»
https://aawsat.com/home/article/7443
وفاة الإسباني مانولو إسكوبار صاحب أغنية «تحيا إسبانيا»
تغنى بقصر الحمراء وبعرب غرناطة
- مدريد: صبيح صادق
- مدريد: صبيح صادق
وفاة الإسباني مانولو إسكوبار صاحب أغنية «تحيا إسبانيا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

