مقتل قيادات إثر خلاف «حوثي ـ حوثي» في بيحان.. والقتال يتصاعد غرب تعز

قائد عتق يحذر من تدفق لاجئين إلى شبوة > سلسلة غارات للتحالف على معسكرات ومخازن سلاح بصنعاء وعمران

مقتل قيادات إثر خلاف «حوثي ـ حوثي» في بيحان.. والقتال يتصاعد غرب تعز
TT

مقتل قيادات إثر خلاف «حوثي ـ حوثي» في بيحان.. والقتال يتصاعد غرب تعز

مقتل قيادات إثر خلاف «حوثي ـ حوثي» في بيحان.. والقتال يتصاعد غرب تعز

كشف عبد الكريم البرحي، المتحدث باسم اللواء 19 مشاة في بيحان، عن انسحاب انقلابي نهائي في مركز بيحان العلياء، بعد خلافات حادة بينهم انتهت بمقتل قيادات عليا منهم، وسبق وتحدثنا كثيرًا عن هذه الخلافات، واليوم ظهرت للعلن وبشكل أوسع من قبل، حيث إن هذه المرة شهدت الاختلافات بين الحوثيين اشتباكات بالأسلحة أودت بحياة قياديين اثنين بارزين منهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال القتال في مختلف الجبهات اليمنية، حيث قالت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية بتعز لـ«الشرق الأوسط» إن «أعمال القتال تركزت بشكل أعنف أمس، في محيط جبل هان ومنطقة حذران (غرب المدينة)، وكذلك في حيفان والصلو (جنوبًا)، في محاولة من الميليشيات الانقلابية للتقدم والوصول إلى مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وكبدتهم الميليشيات الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد».
في غضون ذلك، قام طيران التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن الليلة قبل الماضية، بجملة غارات تستهدف مواقع عسكرية للميليشيات الانقلابية بصنعاء وعمران، في الوقت الذي حذر فيه قائد عسكري في «عتق»، من أزمة لجوء إنسانية وأمنية قد تطال شبوة، إذ رصد تحركًا للاجئين من جنسيات أفريقية إلى محيط المحافظة.
وعلى صعيد تطورات الوضع في جبهات مديريات بيحان، تتواصل المواجهات في حالة من التخبط والارتباك في صفوف الميليشيات.
وقال عبد الكريم البرحي إن المواجهات في مناطق عسقلان والعليا وعين تتواصل بضراوة، لافتًا إلا أن جنود اللواء 19 مشاة مسنودون بالمقاومة ويخضون قتال كر وفر شبه يومي على مواقع الميليشيات الانقلابية، وأشار إلى أن طيران التحالف يقصف مواقع الميليشيات في مبلقه، أحد أهم مواقع الانقلابيين التي يتمركزون بها، وهي منطقة وسط بين مديرية بيحان شبوة، وحريب مأرب.
إلى ذلك، حذر اللواء ركن ناصر علي النوبه، قائد محور عتق قائد اللواﺀ 30 مشاة بمحافظة شبوة، من تدفق اللاجئين من الجنسيات الأفريقية إلى محافظة شبوة، الذي يزيد من مضاعفة الأعباء الأمنية فيها، والتي اتخذت إجراءات سريعة لإيوائهم بالتنسيق مع دول التحالف العربي، بهدف وقف مرورهم عبر المحافظة باتجاه مأرب؛ خشية من تجنيد الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح لهم، للمشاركة في الحرب ضد القوات الشرعية.
وقام المحور بإيواء قرابة 1200 شخص، منهم نحو 40 امرأة رغم شح الإمكانيات، والأوضاع الصعبة التي يمر بها محور عتق واللواء 30 مشاة، الناتج عن عدم الاهتمام بهما، حيث يصل في اليوم الواحد قرابة 300 إلى 500 شخص يوميًا.
وقال اللواء النوبه، قائد محور عتق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «اللاجئين الأفارقة يغرقون شبوة بتدفقهم البشري المتواصل إلى اليمن عبر السواحل الجنوبية»، مستغربًا من صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية باللاجئين، وعدم اهتمامها بهذا التدفق الذي يحمل في شكله قضية إنسانية، لكنه يثير الشكوك من توقيته وازدياده، في ظل استمرار الحرب في اليمن، ولا يستبعد أن لهذا التدفق أبعاد أمنية قد يتحول إلى قنبلة موقوتة ستكون لها آثارها، ليس على الجنوب فحسب وإنما على اليمن بشكل عام ودول الإقليم.
وفي تعز، شهدت مختلف جبهات القتال ثالث كبرى المدن اليمنية جنوب العاصمة صنعاء، قصفًا مدفعيًا متبادلاً بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ضد ميليشيات الحوثي والموالين لهم من قوات المخلوع صالح الانقلابية، وسقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين.
وتركز القصف العنيف في الجبهات الغربية والجنوبية، حيث شهدت جبهة الاحكوم في مديرية حيفان، جنوب المدينة، قصفًا مدفعيًا عنيفًا من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المتمركزة في تبة الدبعي والنكب الأسود على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في التبة الحمراء وهيجة العبد، ورافق ذلك القصف المتبادل من قبل قوات الشرعية (الجيش والمقاومة) على مواقع الميليشيات الانقلابية.
من جهة أخرى، أكد مدير عام شرطة تعز، العميد محمد المغبشي «وجود خطة أمنية تعزز دور المؤسسة الأمنية وتفرض هيبة الدولة، وسيتم البدء بتنفيذها خلال الأيام المقبلة، وأن هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها تعز تتطلب عملاً جادًا وموحدًا لتحقيق المسار الأمني».
جاء ذلك، خلال اجتماع برئاسة وكيل محافظة تعز عارف جامل، ومدير عام شرطة المحافظة العميد محمود المغبشي، وضم عددًا من رؤساء أقسام الشرطة والإدارات الأمنية لمناقشة التطورات الأمنية في المحافظة، حيث ناقش الاجتماع الصعوبات التي تواجه أقسام الشرطة في تنفيذ مهامها، والاحتياجات اللازمة للقيام بدورها المطلوب.
صحيًا، وبينما تشهد مستشفيات تعز كارثة إنسانية وتفاقمًا للوضع جراء استمرار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في حصارها لجميع منافذ المدينة، وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية، وحتى أسطوانات الأكسجين ونقل الجرحى إلى مدينة تعز لا تدخل المدينة سوى القليل مقبلة من مدينة التربة عن طريق خط الضباب، الجبهة الغربية، التي تمكنت قوات الجيش والمقاومة من كسر الحصار من ذلك الخط جزئيًا نهاية الشهر الماضي.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.