أخيرا.. اتفاق بين واشنطن وبغداد وأربيل حول معركة الموصل

خلال اجتماع بإشراف رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني

جانب من الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس واتفق فيه على خطة معركة الموصل بين أربيل وبغداد وواشنطن («الشرق الأوسط»)
جانب من الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس واتفق فيه على خطة معركة الموصل بين أربيل وبغداد وواشنطن («الشرق الأوسط»)
TT

أخيرا.. اتفاق بين واشنطن وبغداد وأربيل حول معركة الموصل

جانب من الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس واتفق فيه على خطة معركة الموصل بين أربيل وبغداد وواشنطن («الشرق الأوسط»)
جانب من الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس واتفق فيه على خطة معركة الموصل بين أربيل وبغداد وواشنطن («الشرق الأوسط»)

تمخض اجتماع عقد في أربيل أمس بإشراف من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، عن التوصل إلى اتفاق حول كيفية التعاون بين البيشمركة والقوات العراقية والجيش الأميركي في عملية تحرير الموصل المرتقبة.
وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان أن الاجتماع «شهد تبادل الآراء حول الاستعدادات لبدء عملية تحرير الموصل» بحضور مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في إقليم كردستان، والسفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان، وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال تاوند سيند، والقنصل الأميركي في أربيل كين غروس، وعدد آخر من المستشارين والمسؤولين العسكريين الأميركيين في العراق، ومَثل الجيش العراقي في الاجتماع نائب رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبد الأمير الزيدي وعدد من كبار المسؤولين العسكريين.
وأضاف البيان: «اعتبر المشاركون في الاجتماع، هزيمة (داعش) في الموصل الهدف المشترك لهم، مؤكدين على العمل والتنسيق المشترك فيما بينهم»، وكشف البيان أن جانبا آخر من الاجتماع شهد عرض تفاصيل عملية تحرير الموصل وبحثها، مبينا «توصلت قوات البيشمركة والقوات العراقية والجيش الأميركي والتحالف الدولي إلى الاتفاق بشأن كيفية التعاون في عملية استعادة السيطرة على الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في العراق».
وعبر بارزاني عن تمنياته بأن تساهم عملية تحرير الموصل في إنهاء مشاكل ومأساة مواطني محافظة نينوى، وأن تُصبح عاملا للحد من ظهور الإرهاب والفكر المتشدد.
ويأتي الاتفاق بعد أشهر من الخلافات خاصة بين أربيل وبغداد حول الأطراف التي ستشارك في عملية تحرير الموصل ومرحلة ما بعد التحرير. وبحسب مصادر في قوات البيشمركة، هناك ستة طرق رئيسية للهجوم على مدينة الموصل، تسيطر قوات البيشمركة على خمسة منها، بينما يخضع الطريق السادس المتمثل بطريق القيارة – موصل للقوات العراقية، فيما تنتظر أوساط سياسية عراقية اندلاع انتفاضة جماهيرية داخل الموصل ضد تنظيم داعش تزامنا مع بدء التحرك لتحريرها الذي من المقرر أن تنطلق عملية عسكرية واسعة لهذا الهدف الشهر المقبل.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.