أميركا تضع وزير داخلية «حماس» السابق على قائمة الإرهاب

الحركة تدين الخطوة.. وجماعة مسلحة تحذر الأميركيين داخل غزة وخارجها

أميركا تضع وزير داخلية «حماس» السابق على قائمة الإرهاب
TT

أميركا تضع وزير داخلية «حماس» السابق على قائمة الإرهاب

أميركا تضع وزير داخلية «حماس» السابق على قائمة الإرهاب

فيما أدانت حركة حماس قرار الخارجية الأميركية إدراج اسم القيادي في الحركة فتحي حماد ضمن قائمة الإرهاب، قلل حماد نفسه من أهمية القرار، قائلا إن ذلك لن يثنيه عن مهامه.
وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت في بيان لها، أنها أدرجت حماد في التصنيف الخاص لقائمة «الإرهاب الدولي»، وجاء في البيان الأميركي الرسمي، أن «وزارة الخارجية الأميركية صنفت فتحي حماد إرهابيا دوليا ذا تصنيف خاص؛ ما يفرض عقوبات على الأشخاص الأجانب والجماعات التي تشكل خطرا عبر ارتكاب أعمال إرهابية تهدد أمن المواطنين الأميركيين، أو الأمن القومي، أو السياسة الخارجية أو اقتصاد الولايات المتحدة. ونتيجة لهذا التصنيف؛ تُحظر جميع الممتلكات التابعة أو ذات صلة لحماد، وتصبح خاضعة لسلطة الولايات المتحدة، ويحظر بصفة عامة تعامل أي أميركي مع حماد».
وأضافت الخارجية موضحة «بصفته مسؤولا كبيرا في حماس، فقد شارك حماد في نشاط الحركة الإرهابي لحماس، التي تصنفها واشنطن بأنها منظمة إرهابية أجنبية.. وخدم حماد وزيرا للداخلية في حكومة حماس، حيث كان مسؤولا عن الأمن داخل غزة، وهو المنصب الذي استخدمه لتنسيق الخلايا الإرهابية. كما أنشأ حماد قناة الأقصى، وهي ذراع حماس الإعلامية الرسمية التي تبث برامج مصممة لتجنيد الأطفال ليصبحوا مقاتلين مسلحين لحماس، وانتحاريين عند بلوغهم سن الرشد. يشار إلى أن وزارة المالية الأميركية أدرجت قناة الأقصى على القوائم الإرهابية في مارس (آذار) عام 2010.
من جانبها، وصفت حماس القرار الأميركي بتطور خطير يدلل على انحياز الإدارة الأميركية المطلق لصالح الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ قال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري في بيان «إن هذا القرار يوفر غطاءً للجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني».
ودعا أبو زهري الإدارة الأميركية إلى التراجع عن هذا القرار، والتوقف عن هذه القرارات التي تعتبر استفزازًا لمشاعر الأمة كلها.
وحماد الذي شغل منصب وزير الداخلية في الحكومة المقالة لسنوات عدة منذ عام 2009، وأثار جدلا كبيرا أثناء تلك الفترة، وتعرض لانتقادات شديدة حتى من داخل حماس حول أسلوب القبضة الحديدية الذي استخدمه، هو سادس فلسطيني تدرجه واشنطن على هذه القوائم بعد الأمين العام للجهاد رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، ومحمد الضيف قائد كتائب القسام، والقياديين فيها يحيى السنوار وروحي مشتهى.
وقال حماد في تعقيب على القرار الأميركي «لن يرهبنا ذلك ولن يثنينا عن خدمة أبناء شعبنا والدفاع عن حقوقه العادلة مهما كلفنا ذلك من ثمن»، مضيفا أن «هذا القرار يأتي في ظل تصاعد الهجمة الإسرائيلية على أبناء شعبنا في الضفة المحتلة، والتي جاءت بعد ساعات من الإعلان عن دعم الإدارة الأميركية للاحتلال الإسرائيلي بالعتاد العسكري عبر اتفاق صنّف الأول من نوعه».
وشدد حماد على «أن مثل هذه القرارات المنحازة للاحتلال والتي تعودنا عليها تمثل صفحة سوداء إضافية في كتاب الإدارة الأميركية سيئ السمعة، وتجسد الانحياز التام لآلة القتل والإرهاب الصهيوني».
وحماد الذي يوصف بأنه الرجل القوي في حماس، المحسوب على كتائب القسام، هو عضو أيضا في البرلمان الفلسطيني، وفاز في 2006 ضمن قوائم الحركة.
وأدانت كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس «إدراج النائب فتحي حماد على قائمة الإرهاب الأميركية»، وعدته «تعديًا صارخًا على الحصانة البرلمانية، وتجاوزًا لكل معايير الدبلوماسية في التعامل مع النواب المنتخبين من قبل الشعب الفلسطيني».
وجاء في بيان «يأتي هذا القرار ليرسخ الوجه القبيح للإدارة الأميركية في انحيازها السافر للعدو الإسرائيلي، واصطفافها بجانب الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة.. إن هذا التصنيف لهو لوحة شرف تسجل للنائب فتحي حماد الذي انحاز مع كل الأحرار لحقوق شعبه وثوابت قضيته العادلة».
وفي تطور لافت، حذرت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة، وهي ذراع عسكرية مقربة من حماس، المواطنين الأميركيين من دخول قطاع غزة.
وقال ناطق عسكري معروف بلقب أبو جمال في مقطع فيديو، بث على مواقع التواصل الاجتماعي: «نحذر الأميركيين من دخول قطاع غزة؛ كونهم غير مرحب بهم.. ونطالب الشعب الأميركي بالضغط على حكومته بالتراجع عن هذا القرار حتى لا نضطر إلى توسيع دائرة الصراع إلى خارج فلسطين المحتلة».
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي الموقف الأميركي، وقالت: إنه «منحاز ومتواطئ مع الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا وحقوقه المشروعة.. والإعلان عن وضع الأخ المجاهد فتحي حماد القيادي في حركة حماس على ما يسمى لائحة الإرهاب، رسالة سافرة تشكل تحديا لمشاعر شعبنا».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.