دبي تستعد لأسبوع التصميم بمائة فعالية وأعمال فنية

يقدم تصميم الطعام للمرة الأولى ونظرة على القاهرة الأيقونية

من التصميمات المشاركة  - من المجسمات المشاركة للفنانة فاطمة سعيد وتالين هازبار «دبي ديزاين ويك» - من المشروعات في «أسبوع دبي للتصميم» - من معروضات فعالية «أبواب» من الأردن
من التصميمات المشاركة - من المجسمات المشاركة للفنانة فاطمة سعيد وتالين هازبار «دبي ديزاين ويك» - من المشروعات في «أسبوع دبي للتصميم» - من معروضات فعالية «أبواب» من الأردن
TT

دبي تستعد لأسبوع التصميم بمائة فعالية وأعمال فنية

من التصميمات المشاركة  - من المجسمات المشاركة للفنانة فاطمة سعيد وتالين هازبار «دبي ديزاين ويك» - من المشروعات في «أسبوع دبي للتصميم» - من معروضات فعالية «أبواب» من الأردن
من التصميمات المشاركة - من المجسمات المشاركة للفنانة فاطمة سعيد وتالين هازبار «دبي ديزاين ويك» - من المشروعات في «أسبوع دبي للتصميم» - من معروضات فعالية «أبواب» من الأردن

على مدى ستة أيام في الفترة ما بين 24 - 29 أكتوبر (تشرين الأول) ومن خلال أكثر من مائة فعالية تتحول دبي إلى خلية نحل من خلال النسخة الثانية من «أسبوع التصميم دبي» والذي سيجذب فنانين ومصممين من جميع أنحاء العالم، معززا مكانة دبي كعاصمة للتصميم في المنطقة.
أسبوع التصميم تطور عبر سنوات منذ بداياته تحت اسم «أيام التصميم دبي» ليطلق في العام الماضي نسخته الافتتاحية كأسبوع عالمي للتصميم استقطب 23000 زائر من هواة التصميم والمصممين والمهندسين المعماريين من أكثر من 150 وجهة تراوحت بين محترفات التصميم والوكالات والعلامات التجارية والمؤسسات التعليمية الرائدة عالميًا.
خلال حديث مع سيريل زاميت مدير الأسبوع ومدير إدارة التصميم في مجموعة «آرت دبي»، تطرقنا إلى النسخة الأولى من الفعالية والتأثير الذي أحدثته، ودار الحديث أيضا حول أهم فعاليات النسخة الثانية وخطط المستقبل.
يحتاج المرء أن يجاري الإيقاع السريع لسيريل، يتحدث بحماسة وسرعة ويرسم من خلال حديثه أهم ملامح أسبوع التصميم ومكانته العالمية والجديد الذي يقدمه هذا العام.
بداية سألته «ما هو انطباعك حول النسخة الأولى من (أسبوع التصميم) خاصة أنكم أخذتم (أيام التصميم) لمسافة أبعد وأشمل لتصبح الفعالية التي نشهدها الآن؟» قال: «بالتأكيد النسخة الأولى كانت مبهرة، يجب أن تضعي في الحسبان أننا بهذا الأسبوع دخلنا نادي الكبار الخاص بـ(أسابيع التصميم) العالمية، وكنا نحن الوافد الجديد على الساحة وهو أمر لم يكن سهلا، فنحن يجب أن تكون لنا شخصية واضحة». التميز وسط الفعاليات العالمية المشابهة أمر مهم، ومن الطبيعي أن يأتي التميز عبر التركيز على العنصر المحلي: «أثبتنا لزوار الأسبوع الأول أننا لدينا صيغة مختلفة صممت لتأخذ السمات الأصلية لدبي والتركيز على السوق المحلية والإقليمية، أعتقد أن الحدث كان فرصة لإظهار هويتنا الحقيقية».
يستعرض زاميت جدول الأسبوع، ويتوقف عند «معرض الخريجين العالمي» قائلا إن حجمه تضاعف هذا العام جامعا تحت سقف واحد الطلبة والأساتذة ومشاريع التخرج التي تعكس أفضل التصميمات والابتكارات. من خلال 135 مشروع تخرج مقدمة من 51 جامعة من جميع أنحاء العالم تتحول الفعالية لتصبح التجمّع الأكبر والأكثر تنوعًا للمصممين، والمعني بتقديم رؤية متميزة عن عالم الغد، مستمدة من رؤى المصممين للمستقبل.
فعالية «أبواب» والتي تقدم أعمالا لمصممين ناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا تمثل حسب ما يشير زاميت فرصة لاستكشاف ومشاركة أعمال مصممي الغرافيك والمصورين والمهندسين المعماريين من عدد كبير من البلدان العربية والآسيوية منها الجزائر والبحرين والعراق والإمارات والهند، حيث سيقوم المصممون من هذه البلدان بالعمل على تصميم الأجنحة المشاركة، معبرين عن الموضوع الرئيسي وهو «الحواس البشرية».
يؤكد زاميت أن الفعاليات المختلفة لأسبوع التصميم تحمل الأجواء الاحتفالية لمهرجان الفنون العالمية وأنها «توفر صلات وروابط بين المشاركين على كل المستويات، وتستكشف المبادرات المحلية وإمكانية تطويرها».
أما فعالية «المدينة الأيقونية» والتي تناولت مدينة بيروت في العام الماضي فتسلط الضوء هذا العام على القاهرة عبر معرض بعنوان «المدينة الأيقونية: مدينة غير مكتملة - القاهرة الآن» ويرى زاميت أن المعرض يملك المقومات لأن يرسم صورة مختلفة للحركات الإبداعية في العاصمة المصرية «عبر النظر في مراحل الإنجاز المختلفة لحركة العمار باستخدام الآجرّ الأحمر الذي تتميز به مباني القاهرة».
أتساءل عن تأثير أسبوع التصميم وقبله «أيام التصميم» على الأرض، يجيب زاميت «عندما أطلقنا أيام التصميم دبي في عام 2012 كنا أول جهة في الشرق الأوسط تطلق هذا النوع من المعارض المختصة بالتصميم، أعتقد أننا كنا سباقين وروادا في هذا المجال، فعلى المستوى المحلي ظهرت مبادرات خاصة وعامة تساند المصممين الإماراتيين وأيضا المصممين المقيمين في البلاد، ويجب أن نذكر أن الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي أصدر قرارا بتأسيس (حي التصميم) في دبي في عام 2013. وأطلقت فعالية (داون تاون ديزاين دبي) في العام نفسه ثم تلاها تكوين مجلس دبي للتصميم والأزياء في 2014 وأخيرا في 2015 أطلقنا (أسبوع التصميم دبي) لتكتمل المنظومة».
أما عن التأثير الخارجي، فيشير إلى أن فعاليات التصميم في دبي كانت البداية لظهور أسابيع للتصميم في عدد من المدن العربية، فهناك أسبوع بيروت والأسبوع السعودي وآخر في البحرين. أعتقد أننا كلما طورنا مبادرات في هذا المجال سيزيد وعي الجمهور بأن التصميم ليس أمرا ترفيا فهو في كل الأشياء حولنا.
مع حدوث انتعاش في مجالات التصميم وظهور غاليرهات مختصة ومشاريع مختلفة وظهور أجيال من المصممين والفنانين يؤكد زاميت على التأثير الاقتصادي أيضا، مشيرا إلى أن حالة الانتعاش لها جانب اقتصادي إيجابي: «إذا أنتجت بشكل أفضل، ووفرت حلولا على الأرض لمشكلات حياتية ستستمتع بمدينتك بشكل أكبر».
التأثير الآخر الذي يفخر به زاميت هو على مستوى المجتمع المحلي، يرد على سؤال عما إذا كانت الفعاليات أسهمت في زيادة المشاركات من الإمارات، من مصممين ومصورين ومعماريين، يقول إن ذلك التأثير ملموس من خلال أيام التصميم سابقا ومن خلال أسبوع التصميم، غير أنه يضيف «ليس بالضروري أن تكون المشاركات من الإمارات مقتصرة على شركات التصميم، فهناك أيضا زيادة في الاهتمام والمشاركة في المجتمع خارج الأسبوع. هناك مشاركات من محلات وشركات في حي التصميم وأيضا من الطلاب. هذا العام أيضا سنرى تصميم الطعام لأول مرة».
عبر عدد من المطاعم المشاركة التي تقدم قوائم طعام خاصة بالأسبوع ومنها ما سيقوم الطهاة بتصميم الأطباق على الموائد أمام الزوار، كذلك يقدم «توب شيف كوكينغ استوديو» دروسا في فن الطهي لتقديم وجبة من ثلاثة أطباق كل منها يمثل مشهدا فنيا يرتبط بدبي، فعلى سبيل المثال ستكون أطباق تستوحي كثبان الرمال في الصحراء وقت الغروب وأخرى تستوحي المشهد العمراني للمدينة، كما سيمكن للزوار مشاهدة عملية تكوين أشكال فنية من الشوكولاته.
الخطوة المقبلة؟ يقول زاميت: «لقد نمونا بشكل كبير في الإمارات، وأتوقع أن تكون الخطوة المقبلة المشاركة في الفعاليات العالمية من أجل دعم أسواق التصميم المحلية، وهو ما بدأ العام الماضي عندما شاركنا في أسبوع الصين للتصميم».
ولن تقتصر فعاليات الأسبوع على مكان إقامته بل ستنتشر في المدينة مجموعة من الأعمال التركيبيّة الموضعيّة من ابتكار نخبة من أشهر المصممين المحليين، الإقليميين والعالميين في مواقع بارزة على امتداد مدينة دبي، في محاولة لتوحيد وتغيير وجه المدينة على مدار أيام «أسبوع دبي للتصميم» الستة.
كما يحفل «أسبوع دبي للتصميم» طيلة فترة انعقاده، ببرنامج يومي من الحوارات وورشات العمل التي يستضيفها «حي دبي للتصميم» والتي تحاكي اهتمامات الزوار المتنوعة على اختلافهم: من الشركات الناشئة وروّاد الأعمال المحليين إلى الزوار العالميين وكذلك وسائل الإعلام والعائلات. ويقدّم البرنامج المجاني للحضور مقدّمة غنيّة عن مشهد التصميم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الفعاليات والمعارض التي تقام على مدار أيام انعقاد الحدث وبعده.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».