مجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث الأزمة السورية

الكرملين: موسكو تمارس نفوذها على النظام لتنفيذ اتفاق الهدنة وتطالب واشنطن بممارسة نفوذها على المعارضة

مجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث الأزمة السورية
TT

مجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث الأزمة السورية

مجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث الأزمة السورية

يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا بشأن سوريا اليوم (الجمعة)، للاطلاع على تفاصيل اتفاق الهدنة في سوريا الذي تفاوضت عليه روسيا والولايات المتحدة وتقييم ما إذا كان سيدعمه أم لا.
وسيجتمع أعضاء مجلس الأمن عند الساعة 17:30 (21:30 ت. غ)، في جلسة مغلقة، فيما لا تزال قوافل المساعدات الأممية عالقة على الحدود السورية - التركية.
على صعيد متصل، أعلن الكرملين اليوم، أنّه يمارس نفوذه لضمان التزام قوات النظام السوري بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، تنفيذًا تامًا، كما عبر عن أمله في أن تمارس الولايات المتحدة نفوذها أيضًا على جماعات المعارضة المسلحة للالتزام بالاتفاق.
جاءت تعليقات المتحدث باسم الكرملين بعد سؤاله عن تأكيدات المعارضة السورية بأن قوات الأسد لم تنسحب من مواقع حول طريق الكاستيلو الذي يؤدي إلى حلب، وهو ما يعني أنه لا يمكن البدء في توصيل المساعدات للمدينة. وذكرت روسيا أمس، أنّ قوات النظام بدأت في الانسحاب من الكاستيلو.
وقال المتحدث ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف اليوم: «هناك اتهامات متبادلة». وتابع: «من دون أدنى شك يواصل الجانب الروسي استخدام نفوذه لضمان تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار، ونأمل أن يفعل زملاؤنا الأميركيون نفس الشيء».
ووفقًا للاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، بدأ سريان الهدنة مساء يوم الاثنين.
لكن الهدنة لا تزال هشة إلى الآن، ووجهت موسكو اللوم مرارًا لواشنطن بسبب ما وصفته بإحجام الولايات المتحدة عن ممارسة نفوذها على بعض فصائل المعارضة السورية التي ترفض وقف القتال إلى جانب جبهة «فتح الشام» المتشددة التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة النصرة».
وقال بيسكوف: «بوجه عام يمكننا القول إن عملية (وقف إطلاق النار) صامدة إلى حد كبير على الرغم من بعض الانتكاسات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.