«آي أو إس 10».. تحديث برمجي جديد لأجهزة «آبل» يجلب مزايا جديدة

أوقف عمل بعض الأجهزة بعد تحميله.. وإصدار جديد لنظام «ساعة آبل»

«آي أو إس 10».. تحديث برمجي جديد لأجهزة «آبل» يجلب مزايا جديدة
TT

«آي أو إس 10».. تحديث برمجي جديد لأجهزة «آبل» يجلب مزايا جديدة

«آي أو إس 10».. تحديث برمجي جديد لأجهزة «آبل» يجلب مزايا جديدة

حصل مستخدمو أجهزة «آبل» على نظام التشغيل الجديد «آي أو إس 10» خلال الأسبوع الحالي، الذي يقدم مجموعة من المزايا من شأنها زيادة سرعة أداء هواتف «آيفون وآيباد»، بالإضافة إلى تقديم وظائف جديدة. كما أطلقت الشركة في اليوم نفسه نظام التشغيل «ووتش أو إس 3» WatchOS 3 لساعات «آبل» الذكية. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث قام هذا التحديث بإيقاف كثير من أجهزة آيفون وآيباد عن العمل مع عدم قدرة مستخدميها على تشغيل أجهزتهم بعد ذلك.
* مزايا التحديث الجديد
أطلق «آي أو إس 7» العنان لتصميم جديد أزال الرسومات الغنية واستعاض عنها بتفاعلات ذات خصائص فيزيائية، في حين أعادت الشركة تصميم نظام التشغيل في الإصدار 8 وذلك بفصل الأوامر عن التطبيقات وجعلها امتدادا لواجهة النظام في واجهات التطبيقات. وأعادت الشركة ترابط تفاعلات النظام في الإصدار 9 لتجهيزه للذكاء الاصطناعي واستباق الأوامر بطريقة تحترم خصوصيات وأمن المستخدمين. ويأتي الإصدار 10 ويطور جميع هذه المزايا، أي أنه ليس تطويرا بصريا بحتا، ولكن لجميع الوظائف المذكورة، وذلك بفتح برمجة «سيري» للتطبيقات الأخرى وجعل واجهة الاستخدام أكثر تناسقا وتناغما، مع رفع مستويات الأمن في الوقت نفسه.
ومن المزايا الجديدة التي يقدمها التحديث القدرة على حذف التطبيقات مسبقة التثبيت من «آبل» وتقديم شاشة قفل جديدة وتطبيقات تعمل داخل «آي ميسيدج» iMessage وقدرة بعض التطبيقات على استخدام المساعد الشخصي «سيري» مثل تطبيق «واتساب» الذي أصبح يتفاعل مع المستخدم صوتيا، وذلك بقول سيري: «أرسلي رسالة نصية عبر (واتساب) إلى مديري تخبرينه بأنني سأصل بعد 15 دقيقة» (باللغة الإنجليزية)، مع دعم أوامر مشابهة لتطبيقات «بينتريست» و«لينكد إن» و«سكايب»، وغيرها. وأصبح بإمكان المساعد الشخصي «سيري» البحث في رسائل المستخدم وصوره وتحويل الرسائل الصوتية إلى نصية.
وأزالت الشركة وظيفة «السحب لفتح قفل الجهاز» Slide to Unlock التي كانت تظهر على الشاشة الرئيسية، واستعاضت عنها بضغط المستخدم على زر الشاشة الرئيسية.
وإذا سحب المستخدم إصبعه في شاشة القفل إلى الجهة اليمنى، فستظهر له شاشة تقدم معلومات إضافية، مثل المواعيد المقبلة وحالة الطقس، وغيرها، وهي ميزة موجودة في نظام التشغيل «آندرويد» المنافس منذ فترة بعيدة. وأصبحت خدمة «آبل ميوزيك» Apple Music أكثر بساطة وبديهية وتقدم قسما للموسيقى التي تم الاستماع إليها مؤخرا وتلك التي تم إضافتها مؤخرا، مع تقديم قوائم مقترحة يومية وأفضل الأغاني ترتيبا واستماعا عبر الراديو، وهي ميزة تشابه تلك الموجودة في تطبيق «سبوتيفاي».
ويستطيع المستخدمون الآن قراءة الأخبار بالاشتراك بخدمة جديدة اسمها «آبل نيوز» Apple News التي تقوم بتجميع المحتوى من الاشتراكات الإعلامية للمستخدم في مكان واحد. أما «خرائط آبل» Apple Maps، فقامت الشركة بإعادة تصميمها بحيث أصبحت تتفحص جدول مواعيد المستخدم بحثا عن الأماكن التي يعزم على الذهاب إليها، مع تقديم وظيفة بحث أفضل عن الأماكن حول المستخدم. وطورت الشركة كذلك تطبيق «هوم كيت» HomeKit الذي يتحكم بالدارات الإلكترونية المنزلية المتوافقة معه، مثل باب المرآب وإنارة الغرف وتحديد درجة الحرارة المرغوبة للمكيفات المنزلية، وغيرها. ويستطيع المستخدم الآن اختيار الإجابة على المكالمات الواردة برفع الهاتف فقط، وأصبح بإمكانه إضافة الملصقات داخل الرسائل واختيار موقعها، لتظهر أمام الآخرين في الموقع نفسه، وذلك للحصول على مزيد من المتعة والتخصيص أثناء الدردشة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التحديث يلغي آلية فك حماية الجهاز من فريق «بانغو» Pangu، ولكن يتوقع أن يطور هذا الفريق أو فريق «تيغ» TaiG آلية جديدة لتجاوز حماية الهاتف لتثبيت التطبيقات غير الرسمية. التحديث متوافق مع الأجهزة التالية: «آيفون إس إي» و«5 سي» و5 و«5 إس» و6 و«6 إس» و«6 بلاس» و«6 إس بلاس» و7 و«7 بلاس»، و«آيبود تاتش 6»، و«آيباد ميني 2» و«ميني 3» و«ميني 4» و«آيباد إير» و«إير 2» و«آيباد 4» و«آيباد برو» بقطر 9.7 و12.9. ولكنه لا يدعم «آيفون 4» و«آي باد 2» و3 و«آيباد ميني».
* تحديث لا يخلو من المشكلات
وظهرت شاشة على أجهزة بعض المستخدمين الذين قاموا بإتمام التحديث تطلب منهم وصل جهازهم بالكومبيوتر بعد إعادة تشغيله، الأمر الذي لم ينجم عنه أي فائدة. وتظهر هذه الشاشة للمستخدمين الذين قاموا بتحديث أجهزتهم مباشرة من الجهاز، وليس عن طريق وصله بالكومبيوتر وتشغيل برنامج «آي تيونز» لإجراء التحديث. وأخبر قسم الدعم الفني للشركة المستخدمين بضرورة حفظ نسخ احتياطية من ملفاتهم الشخصية ورسائلهم قبل إجراء التحديث، وذلك في خطوة لحماية بيانات المستخدمين من الضياع في حال عدم القدرة على تشغيل الجهاز بعد تحديثه. وأطلقت الشركة بعد ذلك الإصدار 10.0.1 الذي يحل المشكلة. واستعرض كثير من المستخدمين صور أجهزتهم «الميتة» عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة وعبروا عن استيائهم من ضرورة حذف جميع الملفات على أجهزتهم وتثبيت النظام كله (وليس التحديث) من جديد.
* تحديث برمجة «ساعة آبل»
وأطلقت الشركة كذلك تحديثا لنظام التشغيل «ووتش أو إس» الخاص بـ«ساعة آبل» رقمه 3 ويقدم تطبيقات جديدة وأوجه ساعة مختلفة، بالإضافة إلى رفع سرعة أداء الساعة كلها ليشعر المستخدم أن ساعته جديدة وليست الساعة القديمة نفسها ولكن مع تحديث برمجتها.
ويقدم التحديث الجديد منطقة تعرض التطبيقات المفضلة للمستخدم وتلك التي تم استخدامها مؤخرا، وذلك لتسهيل معاودة تشغيلها بسرعة أكبر مقارنة بتشغيلها من مكانها الرئيسي. وطورت الشركة كذلك عملية تصفح قوائم الساعة مع تقديم مزيد من المعلومات لدى سحب الشاشة إلى الأعلى. ويستطيع المستخدمون الآن مشاركة معلومات نشاطاتهم الرياضية مع الأهل والأصدقاء للتنافس والحصول على التحفيز المعنوي، مع القدرة على التفاعل مع الآخرين لدى تحقيقهم مرحلة ما في نشاطهم البدني.
ويمكن الآن تخصيص نشاطات خاصة بالمقعدين لحرق السعرات الحرارية، مع إطلاق تطبيق جديد لعقد «نشاطات تنفس عميق» لخفض مستويات الإجهاد. ويقدم الإصدار الجديد كذلك 3 واجهات جديدة للساعة، بالإضافة إلى وظيفة لحالات الطوارئ لطلب المساعدة بالضغط على الزر الجانبي أينما كان المستخدم في العالم، مع القدرة على فتح قفل كومبيوترات «ماك» بمجرد اقتراب المستخدم منها. وأصبحت عملية الرد على الرسائل من الساعة أكثر سهولة وسرعة، مع توفير القدرة على كتابة الأحرف على واجهة الساعة باستخدام إصبع المستخدم لتحويل كتابته إلى أحرف رقمية. هذا، ويمكن الآن الدفع من خلال الساعة عبر التطبيقات التي تدعم هذه العملية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».