«الصحة السعودية»: 520 عاملاً يعدون 300 ألف وجبة صحية للحجاج

يتم إعدادها في 11 موقعًا بالمشاعر ومراقبتها عبر 75 كاميرا لضمان الجودة

استعدت وزارة الصحة السعودية لموسم الحج بتوفير 86 مشرفًا وأخصائي تغذية وأكثر من 520 عاملاً لإعداد وجبات الطعام في 11 موقعاً (واس) - جانب من عملية إعداد وجبة الحجاج في مشروع جمعية البر بمكة المكرمة ({الشرق الأوسط})
استعدت وزارة الصحة السعودية لموسم الحج بتوفير 86 مشرفًا وأخصائي تغذية وأكثر من 520 عاملاً لإعداد وجبات الطعام في 11 موقعاً (واس) - جانب من عملية إعداد وجبة الحجاج في مشروع جمعية البر بمكة المكرمة ({الشرق الأوسط})
TT

«الصحة السعودية»: 520 عاملاً يعدون 300 ألف وجبة صحية للحجاج

استعدت وزارة الصحة السعودية لموسم الحج بتوفير 86 مشرفًا وأخصائي تغذية وأكثر من 520 عاملاً لإعداد وجبات الطعام في 11 موقعاً (واس) - جانب من عملية إعداد وجبة الحجاج في مشروع جمعية البر بمكة المكرمة ({الشرق الأوسط})
استعدت وزارة الصحة السعودية لموسم الحج بتوفير 86 مشرفًا وأخصائي تغذية وأكثر من 520 عاملاً لإعداد وجبات الطعام في 11 موقعاً (واس) - جانب من عملية إعداد وجبة الحجاج في مشروع جمعية البر بمكة المكرمة ({الشرق الأوسط})

تعد وزارة الصحة السعودية أكثر من 300 ألف وجبة صحية للحجاج هذا العام، عبر مطابخ المستشفيات، وذلك تحت إشراف 86 مشرفًا وإخصائي تغذية بما يضمن الجودة، وأكثر من 520 عاملاً لإعداد وجبات الطعام في 11 موقعًا في المشاعر المقدسة، حيث بدت جهوزية العاملين على إعداد أطعمة الحجاج، عبر عمالة ذات كفاءة وخبرة، يحملون شهادات خاضعة للفحص الطبي بالسعودية.
واتخذت الوزارة من عبارة «وجبة الحاج صحية ولذيذة في آنٍ واحد» شعارًا لها في تحضير أطعمة الحجيج، يشاركها في ذلك مؤسسات المجتمع المدني التي تدخل سباق المنافسة على توفير الأكل الصحي للحاج الذي يبذل جهده في مناسك تشمل الطواف والسعي ورمي الجمرات والتنقل بين بقاع المشاعر المقدسة، وذلك بما يعينهم على إتمام مناسكهم، الأصحاء منهم أو المرضى المنومين في مستشفيات المشاعر المقدسة.
وكشف مشاري الدخيل، المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة، عن استعداد الوزارة لموسم الحج بتوفير 86 مشرفًا وإخصائي تغذية، وأكثر من 520 عاملاً لإعداد وجبات الطعام في 11 موقعًا، متوقعًا إعداد أكثر من 300 ألف وجبة في موسم الحج، علما بأنه تم تجهيز 75 كاميرا مراقبة لطريقة إعداد الطعام ومتابعة العمالة.
وفي جولة داخل كواليس مستودعات المواد الغذائية في مستشفى منى للطوارئ بمكة المكرمة، قامت بها وزارة الصحة عبر حسابها الرسمي على تطبيق «سناب شات» مساء أول من أمس، أوضح مشاري الغريب إخصائي تغذية في الوزارة، آلية تجهيز المواد الغذائية الطازجة واللحوم والخضراوات، في مناطق تجهيز مخصصة لكل نوع.
وقال الغريب: «تخزين المواد الغذائية يكون لكل نوع على حدا، فهناك غرفة لتبريد الخضراوات وغرفة تبريد الأجبان والألبان، ومجمدات للحوم، ومجمدات للأسماك، كما تتم متابعة درجة الحرارة بشكل يومي من أربع إلى خمس مرات للتأكد من جودتها»، وأوضح أن اللحوم الطازجة يتم استلامها يوميًا وتجميدها على درجة 18 تحت الصفر، وقبل إعدادها تذوب بدرجة من 0 إلى 5 مئوية، للحفاظ على القيمة الغذائية للحوم.
ومن داخل المطبخ، بدت جهوزية العاملين على إعداد أطعمة الحجاج، وهو ما علّق عليه الغريب: «طهي الأغذية في المطبخ يتم عن طريق عمالة ذات كفاءة وخبرة ولديها شهادات صحية وخضعت للفحص الطبي»، ناصحًا الحجاج بضرورة الإكثار من السوائل والعصائر والابتعاد عن المأكولات عالية الدهون.
ولا تغيب مؤسسات المجتمع المدني عن دورها في تحضير أطعمة الحجاج، إذ شرعت جمعية البر الخيرية بمكة المكرمة في تنفيذ برنامج «إطعام حاج» الذي يأتي ضمن برامجها لموسم الحج، والهادف إلى توزيع أكثر من 400 ألف وجبة جافة وساخنة.
وأوضح فائق بياري نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن «برنامج إطعام حاج يُنفذ سنويًا، وهو أحد البرامج المهمة والأساسية التي تنفذها الجمعية في كل عام مع التوسع فيه ليشمل أعدادًا كبيرة من حجاج بيت الله الحرام».
وأشار إلى أن البرنامج يقدم الوجبات الساخنة أو الجافة أو عن طريق تزويد الحجاج بالمواد الأساسية للطبخ، كي يطبخوها بما يتناسب مع نوعية وجباتهم التي اعتادوها في بلدانهم.
وتطرق إلى أهمية برنامج «حفظ النعمة» الذي له دور كبير في إعادة توزيع فائض الطعام من المعسكرات والفنادق والمناسبات المختلفة وذلك بعد تعبئته وتغليفه، ثم توزيعه على مساكن الفقراء من الحجاج، حسب قوله.
كما يبرز مستودع المدينة الخيري بالمدينة المنورة في إطعام الحجاج، عبر الخدمات التطوعية التي يقدمها العاملون في المستودع بتقديم الوجبات المجانية للحجيج وهم يتجهون إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، وذلك على منافذ المدينة البرية وكيلو 9 على طريق الهجرة.
كما يقدم فريق قسم تعبئة الوجبات الجاهزة الأطعمة للحجاج على فترتين صباحية ومسائية، فيما يودع مخيم المستودع الخيري الحافلات المحملة بالحجاج المغادرين إلى مكة المكرمة بالوجبات الغذائية والعصير والماء، إضافة إلى إنشاء ركن خصص للقهوة والشاي، وبلغ عدد الوجبات الموزعة أكثر من مليون وجبة، فيما أبدى مجموعة من الحجاج المغادرين تقديرهم وارتياحهم لما تقدمه القطاعات الحكومية والأهلية والتطوعية من خدمات ورعاية متكاملة منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».