مصر: النائب العام يطير إلى روما لعرض آخر مستجدات مقتل ريجيني

بهدف تقديم معلومات جديدة تمهيدًا للوصول إلى الحقيقة

مصر: النائب العام يطير إلى روما لعرض آخر مستجدات مقتل ريجيني
TT

مصر: النائب العام يطير إلى روما لعرض آخر مستجدات مقتل ريجيني

مصر: النائب العام يطير إلى روما لعرض آخر مستجدات مقتل ريجيني

غادر نبيل صادق، النائب العام المصري، القاهرة أمس، على رأس وفد متوجها إلى العاصمة الإيطالية روما لعرض آخر مستجدات قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قتل في ظروف غامضة، وكانت قضيته سببا في تدهور سريع للعلاقات المصرية - الإيطالية.
واختفى ريجيني، وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبردج البريطانية، في 25 من يناير (كانون الثاني) الماضي، وعثر على جثته وبها آثار تعذيب وصف بالوحشي أوائل فبراير (شباط) على جانب طريق مصر - إسكندرية الصحراوي غرب القاهرة.
وقالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، إنه من المقرر أن يلتقي النائب العام المصري المدعي العام الإيطالي جوسيبي بيجناتوني لبحث القضية، حيث من المنتظر أن يقدم الجانب المصري ما توصلت إليه التحقيقات من معلومات جديدة، تمهيدا للوصول إلى حقيقة مقتل ريجيني.
ويعد لقاء النائب العام المصري بالمدعي العام الإيطالي، الذي يستمر لمدة يومين، هو الثالث منذ مقتل الباحث الإيطالي، حيث عقد الاجتماع الأول بينهما في 14 مارس (آذار) الماضي بالقاهرة، بينما عقد اجتماعهما الثاني في 7 أبريل (نيسان) الماضي في العاصمة الإيطالية روما.
وكان وفد مصري من النيابة العامة وأجهزة جمع المعلومات في مصر قد زار إيطاليا في وقت سابق من العام الحالي خلال زيارة فشلت في تبديد الشكوك الإيطالية بشأن رغبة السلطات المصرية في إجلاء حقيقة مقتل الباحث الإيطالي.
واشتكت إيطاليا مرارا من عدم تعاون السلطات المصرية في التحقيقات في حادث مقتل ريجيني، واستدعت إيطاليا سفيرها في القاهرة إلى روما في أبريل الماضي، للتشاور معه حول القضية، كما صعد البرلمان الإيطالي في يونيو (حزيران) الماضي من موقفه من القاهرة، وقرر وقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات «إف16» الحربية، احتجاجا على مقتل ريجيني.
وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة إلى أن وسائل إعلام مصرية، ونشطاء، كانوا سببا في اعتقاد السلطات الإيطالية بوجود دور للشرطة المصرية في مقتل ريجيني، وهو الأمر الذي تنفيه القاهرة تماما، مؤكدة أنها تعمل على إجلاء الحقيقة بشفافية.
وطلبت روما من مصر الحصول على تفريغ كاميرات، تقول إيطاليا إنها سجلت جانبا مما جرى للباحث ريجيني، الذي كان منخرطا في إعداد أبحاث حول النقابات المستقلة في مصر، كما طالبت بتسليمها 3 مصريين كانوا على علاقة بريجيني، وهو الأمر الذي رفضته القاهرة.
وتراوحت ردود الفعل المصرية في تعاطيها مع أحد شركائها الأوروبيين الرئيسيين بين محاولة تبريد أجواء الاحتقان، وتصعيد اللهجة الدبلوماسية. وفي أعقاب العقوبات الاقتصادية التي أقرها البرلمان الإيطالي، قالت القاهرة إنها ستعمل على مراجعة التعاون الأمني مع إيطاليا بشأن الهجرة غير الشرعية، لكن لجنة برلمانية تشكلت لبحث الأزمة أوصت في تقرير لها بضرورة انتهاج الدبلوماسية الهادئة في التعامل مع روما.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).