يوم الاثنين، خلال احتفالات عيد العمال الأميركي، وفي جولة انتخابية في كليفلاند (ولاية أوهايو)، هاجم المرشح الجمهوري دونالد ترامب تصرفات الرئيس باراك أوباما بعد سوء معاملة الصينيين له عند وصوله بكين، حيث رفضوا وضع سلم عند باب الطائرة لينزل عليها، فاضطر لاستعمال باب صغير في مؤخرة الطائرة فيه سلم ينزل أوتوماتيكيا عند فتح الباب.
قال ترامب: «إذا كنت في مكان أوباما، كنت سأقول للصينيين: لا تريدونني في بلدكم؟ حسنا، لنقفل الأبواب، ولتقلع الطائرة».
لكن، ليست هذه أول مرة يواجه رئيس أو حاكم إساءات أو إحراجات.
بداية بأوباما نفسه، وبعد يومين من حادث سلم الطائرة. وصفه الرئيس الفلبيني دريريغو دوتيرت بأنه «ابن ..» دوتيرت كان يتحدث باللغة الفيليبينية. وكان يرد على انتقادات أوباما له بسبب إعلانه الحرب ضد تجار المخدرات، والسماح للفيليبين بقتلهم. (انتقدت حكومات ومنظمات عالمية كثيرة هذا القرار، ووصفته بأنه فوضى دموية، لا تحترم القانون).
بعد يوم من شتيمة أوباما بهذه الألفاظ السوقية، ألغى البيت الأبيض اجتماعا كان مقررا بين الرجلين.
في قمة العشرين نفسها، وحسب خطة مسبقة فيما يبدو، عندما جاء وقت تصوير قادة الدول، طلب مسؤولو البروتوكول الصينيون من ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، الوقوف في نهاية الصف الأول. (وقف الرئيس الصيني شي جين بينغ في وسط الضيوف). في اليوم التالي، قالت صحيفة «تايمز أوف إنديا»: «وضعونا على هامش الصف الأول. على الأقل لم يضعونا على هامش الصف الأخير» (إشارة إلى علاقات تاريخية متوترة بين البلدين).
بالنسبة لأوباما، لم يقصر هو نفسه، خلال سنواته في البيت الأبيض، في إحراج قادة دول أخرى. بداية برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
كانت أشهر الإحراجات عام 2010. عندما ترك أوباما اجتماعا مع رئيس وزراء إسرائيل في البيت الأبيض، وقال لنتنياهو إن موعد عشائه قد حان، وقال لمساعديه: «كلموني إذا قال شيئا جديدا» (إشارة إلى كثرة جدل نتنياهو المتكرر).
وفي البيت الأبيض، ومن قبل أوباما، كشفت وثائق رسمية أن الرئيس بيل كلينتون، في عام 1998، تأخر ساعة كاملة عن ميعاد مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك لأن مونيكا لوينسكي، سكرتيرة البيت الأبيض (وصاحبة الفضيحة الجنسية المشهورة) كانت مع كلينتون في مكتبه.
وكشفت وثائق البيت الأبيض أن الرئيس رتشارد نيكسون، في عام 1972، أمر مساعديه بأن تنتظر رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي نصف ساعة، قبل أن تقابله. ووصفها بأنها «كلبة» لأنها كانت، في عهد سياسات الهند الاشتراكية، انتقدت نيكسون كثيرا.
أمس الثلاثاء، سألت مجلة «نيوزويك» عن إذا سيقابل الرئيس أوباما وزير خارجية بريطانيا الجديد، بوريس جونسون. وذلك لأن جونسون كان وصف أوباما، مع عبارات أخرى، بأنه «حفيد كينيين كانوا يكرهون الإمبراطورية البريطانية». ربما الشيء نفسه قيل عن اجتماع الرئيس التركي إردوغان مع جونسون، الذي وصف إردوغان بأنه مثل «نعجة».
ومن الإساءات ما هو غير متعمد. في عام 1978، زار الرئيس الأميركي جيمي كارتر بولندا، وارتكب المترجم بعض الأخطاء وهو يترجم خطاب كارتر في المطار. مما قال المترجم أن «بولندا أرض الفضوليين العظماء» وأن كارتر غادر أميركا، و«لن أعود إليها أبدا».
وفي عام 1992، زار الرئيس جورج بوش الأب أستراليا. وذهب إلى مستوطنات السكان الأصليين. عندما استقبلوه، رفع إصبعين رمزا لعلامة النصر. لكنه عرف في وقت لاحق أن ذلك رمز عبارة بذيئة.
قبل ذلك بسنوات قليلة، وأيضا وسط السكان أنفسهم، سألهم الأمير فيليب، دوق إدنبرة وزوج الملكة إليزابيث: «هل تقتلون بعضكم البعض بالرماح؟» (كانوا يحملون رماحا، وهم شبه عرايا).
خلال جولة بوش في آسيا، وزيارته اليابان، وخلال مأدبة عشاء مع رئيس الوزراء كوشي ميازاوا، أحس بوش بألم في معدته، وفجأة، تقيأ فوق ملابس مضيفه. (سجلت الكاميرات الحدث الحرج، وهو موجود في الإنترنت).
وقبل سنوات قليلة، زار فورجي بنيمارارا، رئيس وزراء جزيرة فيجي (في المحيط الهادي) روسيا، وعندما استقبل رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، ولسبب ما، تجاهله، وصافح مساعده، بينما كان مدفيديف يمد يده له. وقبل سنوات قليلة، زارت ميشيل أوباما، سيدة أميركا الأولى، قصر باكنغهام، حيث استقبلتها الملكة إليزابيث. لكن، تخطت ميشيل حدود البروتوكول، ووضعت يدها على ظهر الملكة. في اليوم التالي صاحت صحيفة «ديلي ميل»: «فقط مصافحة باليد يا ميشيل أوباما».
في ذلك الوقت نفسه، زار الرئيس أوباما، مع ميشيل، إيطاليا، وفي المطار، استقبلهما سلفيو بيرلوسكوني، رئيس الوزراء، وصاح في ميشيل: «جميل جسدك بسبب أشعة الشمس» (استعمل الكلمة الإنجليزية «صن تان»، التي تعني تعرض أصحاب البشرة البيضاء لأشعة الشمس، لتتحول بشرتهم إلى لون ذهبي).
عندما انتقد صحافيون بيرلوسكوني، قال: «أثنيت عليها، ولم أشتمها».
ربما لحسن حظ أوباما، صارت قمة العشرين في الصين هي آخر قمة عشرين يحضرها. وذلك لأن قمما أخرى شهدت إحراجات ومشاكل لا تقل عن ما حدث قبل يومين، في قمة العشرين في الصين. وصار واضحا أن زعماء عالميين يواجهون مواقف صعبة عندما يتحدثون عن لون أوباما (ولون زوجته).
في قمة عام 2011 في فرنسا، كان هناك حرج من نوع آخر. ليس عن اللون، ولكن عن إسرائيل. كان أوباما يتحدث مع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي عن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. واعتقدا أن الآخرين لا يسمعون حديثهما. قال ساركوزي عن نتنياهو إنه «لا يطاق. إنه كذاب». ورد أوباما: «أنت سئمت منه، لكني مجبر على التعامل معه أكثر منك».
يوم الثلاثاء، وربما بسب علاقات تاريخية متوترة بين الهند وباكستان، وصفت صحيفة «تايمز أوف إنديا» الرئيس الباكستاني السابق بيرفيز مشرف بأنه كان «أكثر رؤساء العالم إساءة لرؤساء الدول الأخرى».
وأشارت إلى بعض الأمثلة. منها، عندما استقبل مشرف رئيس وزراء الهند، مانموهان سينغ، الذي كان يعرج بسبب إصابة في ركبته، وكان يسير في بطء نحو مشرف. لكن، لم يتحرك مشرف ولا خطوة واحدة إلى الأمام ليخفف على الرجل، وانتظره وهو يعرج، خطوة بعد خطوة، حتى وصل إليه.
إحراجات دبلوماسية من التاريخ الحديث
على ضوء ما حدث لأوباما في الصين
إحراجات دبلوماسية من التاريخ الحديث
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة