المغرب: أكثر من 4 آلاف مراقب يتابعون انتخابات أكتوبر التشريعية

بينهم 92 من منظمات دولية ملزمون بالحياد واحترام سيادة الدولة

رئيس الوزراء المغربي عبد الاله ابن كيران في مؤتمر صحافي حيث أكد دعمه إجراء الانتخابات في موعدها (غيتي)
رئيس الوزراء المغربي عبد الاله ابن كيران في مؤتمر صحافي حيث أكد دعمه إجراء الانتخابات في موعدها (غيتي)
TT

المغرب: أكثر من 4 آلاف مراقب يتابعون انتخابات أكتوبر التشريعية

رئيس الوزراء المغربي عبد الاله ابن كيران في مؤتمر صحافي حيث أكد دعمه إجراء الانتخابات في موعدها (غيتي)
رئيس الوزراء المغربي عبد الاله ابن كيران في مؤتمر صحافي حيث أكد دعمه إجراء الانتخابات في موعدها (غيتي)

سيتمكن أزيد من أربعة آلاف مراقب ينتمون إلى 37 منظمة مغربية ودولية من مراقبة الانتخابات التشريعية المغربية المقررة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بدءا من الحملة الانتخابية وحتى يوم الاقتراع ثم إعلان النتائج.
وكشف المجلس المغربي لحقوق الإنسان الذي يشرف على اللجنة الخاصة باعتماد مراقبي الانتخابات، أن حصيلة اعتماد مراقبي الانتخابات، بلغت عقب دراسة الطلبات التي توصلت بها اللجنة 37 هيئة وطنية ودولية، من بينها 31 جمعية وطنية، إضافة إلى ملاحظي وملاحظات المجلس.
وأوضح المجلس أن هذه الهيئات ستكلف أزيد من 4 آلاف ملاحظ وملاحظة من بينهم 92 ملاحظا دوليا سيقومون بالملاحظة المستقلة والمحايدة لانتخابات 7 أكتوبر بدءا من الحملة الانتخابية ومرورا بيوم الاقتراع وانتهاء بإعلان النتائج.
ومنذ 2011 أصبحت مراقبة الانتخابات في المغرب منصوصا عليها في الدستور ومنظمة بقانون. ويعتمد المغرب نظام الملاحظة المستقلة للانتخابات وليس المراقبة، إذ يكتفي الملاحظون بتسجيل ما يحدث من خروقات في تقارير ترفع إلى السلطات المعنية، بينما المراقبون لديهم صلاحية التدخل لإيقاف أي خروقات شابت العملية الانتخابية.
ويقصد بالملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات، بحسب القانون رقم 30.11، «كل عملية تهدف إلى التتبع الميداني لسير العمليات الانتخابية وتجميع معطياتها بموضوعية وتجرد وحياد، وتقييم ظروف تنظيمها وإجرائها ومدى احترامها للقواعد الدستورية والنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالانتخابات والمعايير الدولية، من خلال إعداد تقارير بشأنها تتضمن ملاحظات الجهات المعدة لهذه التقارير، وعند الاقتضاء، توصياتها التي ترفعها إلى السلطات المعنية».
وكانت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان قد طالبت بتعديل قانون الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات، وذلك لضمان المزيد من الشفافية والنزاهة والمصداقية للانتخابات التشريعية المقبلة، وتعزيز ثقة المغاربة في العملية الانتخابية ورفع نسبة المشاركة فيها.
حيث طالبت المنظمة الحقوقية بأن توكل مهمة الإشراف على اللجنة الخاصة باعتماد ملاحظي الانتخابات، إلى هيئة مستقلة غير تابعة لهيئة حكومية أو إحدى مؤسسات الدولة، عوض المجلس الوطني لحقوق الإنسان واقترحت إما أن يتخلى المجلس عن هذه المهمة، أو أن يتخلى عن دور المراقبة إذا أراد الاستمرار في الإشراف على لجنة الاعتماد.
كما طالبت هيئات حقوقية بتمكين الجمعيات التي تقوم بمراقبة الاستحقاقات الانتخابية من الوصول للإعلام وإعطاء التصريحات وإصدار البيانات والتواصل مع الرأي العام خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية بما لا يمس بمبادئ الحياد والنزاهة أو يؤثر على السير العام للانتخابات. وذلك خلافا لما ينص عليه القانون الحالي الذي يمنع على مراقبي الانتخابات «إصدار أي تعليق أو بيان قبل إعلان نتائج الاقتراع».
ووضع القانون شروطا للملاحظ المحلي أو الدولي يتعين عليه الالتزام بها وتسحب منه البطاقة الخاصة للاعتماد وكذا الشارة المسلمة له، ويمنع عليه فورا القيام بمهام الملاحظة إذا قام بخرق القانون الذي نص على «احترام سيادة الدولة والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وعدم الإخلال بالنظام داخل مكاتب التصويت، واحترام النظام العام أثناء التجمعات العمومية، والإدلاء ببطاقة الاعتماد للجهات المعنية كلما طلب منه ذلك، وحمل الشارة، والتزام الموضوعية والاستقلالية والنزاهة والحياد والتجرد وعدم التحيز، وعدم التدخل في سير العمليات الانتخابية واحترام سرية التصويت، وعدم التأثير على حرية اختيار الناخبين».
ويرأس اللجنة الخاصة لاعتماد ملاحظي الانتخابات، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان أو من ينوب عنه، وتسند كتابتها إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وتتألف اللجنة من أربعة أعضاء يمثلون السلطات الحكومية المكلفة العدل والداخلية والشؤون الخارجية والتعاون والاتصال (الإعلام)، وممثل عن المندوبية الوزارية المكلفة حقوق الإنسان، وممثل عن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، وخمسة ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني الممثلة داخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.