مسلمات أوروبا: نظرة الناس إلينا تغيرت

في أعقاب الهجمات الإرهابية وجدل «البوركيني»

نوال أفكير (نيويورك تايمز)
نوال أفكير (نيويورك تايمز)
TT

مسلمات أوروبا: نظرة الناس إلينا تغيرت

نوال أفكير (نيويورك تايمز)
نوال أفكير (نيويورك تايمز)

على خلفية العاصفة التي تبعت قرار حظر «البوركيني» في أكثر من 30 مدينة ساحلية فرنسية، سعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية التعرف على آراء نساء مسلمات من شتى أرجاء القارة العجوز وتجاوزت تلك الآراء «البوركيني» إلى قضايا أخرى أكثر عمقًا.
وكشفت تعليقات المسلمات عن صورة لحياتهن، سواء كن محجبات أو غير محجبات، داخل أجزاء من أوروبا، تسببت أعمال «الإرهاب» في إثارة حالة من التوتر والقلق في نفوس أبنائها. ومن بين التعبيرات التي تكررت عشرات المرات لفظ «نضال» بالفرنسية، الذي تضطر المسلمات لخوضه يومًا بعد آخر. وأعربت الكثير ممن ولدن وترعرعن داخل فرنسا عن حيرتهن لدى مواجهتهن صيحات «عدن لبلادكن».
ومع أن المحاكم ألغت بعض قرارات حظر «البوركيني» - مثل قرار حظره في نيس، التي شهدت حادثًا إرهابيًا مروعًا في اليوم الوطني لفرنسا - فإن الجدال الذي أثارته القرارات لا يزال محتدمًا.
من جانبها، قالت تسليمة عمار، 30 عامًا، مدرسة في ضاحية بانتان بالعاصمة الفرنسية باريس: «لسنوات، اضطررنا التأقلم مع النظرات الحقيرة والتعليقات التي تنطوي على تهديدات. وكان البعض يصيحون بوجهي: عودي لوطنك (رغم أنني في وطني بالفعل)». الآن، تفكر عمار وزوجها في الرحيل عن فرنسا.
وقالت لوري أبوزير، 32 عامًا، إنها تفكر في إطلاق عمل تجاري خاص لرعاية الأطفال داخل مدينة تولوز الفرنسية التي تقيم بها، لأن هذا سيسمح لها بارتداء الحجاب الذي يلقى رفضًا داخل بعض أماكن العمل.
وأشارت كثيرات إلى أن التحيز ضد المسلمين تعمق في أعقاب الاعتداء على مجلة «شارلي إبدو» بباريس في يناير (كانون الثاني) 2015.
وفيما يلي بعض التعليقات التي وردت للصحيفة:
دينا سروجي (23 عامًا) بلجيكا:
«عندما ظهر البوركيني، سعدت من أجل شقيقتي التي كانت في عطلة حينها لأنها أخيرا ستتمكن من اللعب على الشاطئ مع أطفالها، بدلاً من البقاء في الظل. وعندما بدأت كل هذه الدراما المحيطة بالبوركيني، كنت أفكر أن الأمر لا يعدو كونه مضايقات من بضعة أفراد ضيقي الأفق. أما الآن، فلا أكاد أصدق نفسي. إن ما يحدث يشكل كل ما تقف ضده أوروبا.. كيف يمكن أن يحدث ذلك في العالم (الحديث) - أن يجلس الناس عرايا على الشاطئ أمر لا بأس به، لكن أن ترتدي ملابسك على الشاطئ أمر مرفوض؟».
هاجر زينون (27 عامًا) فرنسا:
«هذا يذكرني بأول يوم لي بالمدرسة الثانوية بعد قرار منع الحجاب، عندما أجبرتني المدرسة على خلع حجابي أمام جميع الطلاب الآخرين. لقد شعرت بالإهانة.. اليوم، شعرت أن قلبي انكسر مجددًا».
نوال أفكير (25 عاما) بلجيكا
«من خلال عملي أحاول أن أطمح للوصول إلى مجتمع عادل وحر. وبالنسبة لي، الحجاب هو رمز لحرية الاختيار وممارسة الدين. ولكن للأسف، يراه المعظم في بلجيكا على أنه أداة لتقييد المرأة».
تشارلوت منير (23 عامًا) فرنسا:
«إنني أتعرض للإهانة، ويبصق علي حرفيًا كل يوم في المترو والحافلة والمدرسة، رغم أنني لم أُهِن أحدًا ولم أعتدِ بالضرب على أحد - كل هذا فقط لأنني مسلمة. إنني أفكر بجدية في الانتقال للعيش بمكان آخر لا تتسبب فيه نظرات الناس نحوي إلى بكائي كل ليلة في فراشي. أخشى أن أضطر يومًا لارتداء هلال كبير على ملابسي».
سامية فقيه (36 عامًا) فرنسا:
«كان لدي فضول أن أرى ما إذا كانت المدن التي حظرت البوركيني تسمح للكلاب بالعوم. ووجدت أن الإجابة نعم في بعضها. شخصيًا، أشعر بالعار من أن الكلاب يمكن أن تحظى بحقوق أكبر من المرأة المحجبة».
سعاد البوشيهاتي (26 عامًا) هولندا:
«في كل مرة أزور المغرب، أشعر بحرية أكبر هناك عن هنا بالغرب».
ميرا حسين (27 عامًا) فرنسا:
«إذا بذلنا كل جهودنا للاندماج في المجتمع، يجري تذكيرنا دومًا بأنه من أجل تحقيق اندماج كامل ومناسب يجب علينا التخلي عن مبادئنا وديننا. داخل منازلنا وأماكن العمل وبين أصدقائنا، نتعرض باستمرار لضغوط. ولا نجرؤ على قبول دعوات من أصدقاء لزيارتهم لأننا سئمنا من الاضطرار لرفض تناول كحوليات وتبرير مواقفنا بصورة مهذبة، بجانب التزامنا غاية الحذر كي لا نتفوه بشيء قد يفهم على نحو خاطئ. وفي العمل، نتعرض لمزاح لدى وقوع أعمال إرهابية من عينة (هل قدمت العون لأبناء عمومتك؟) في إشارة للإرهابيين».
*خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.