جعجع: حل الأزمة اللبنانية بانتخاب عون رئيسًا وحليفنا الحريري رئيسًا للحكومة

توعد بحرب على الفساد.. ورأى أن أزمة النزوح السوري أصبحت عبئًا ثقيلاً على الدولة ومواردها

سمير جعجع وميشال عون (أ. ف. ب)
سمير جعجع وميشال عون (أ. ف. ب)
TT

جعجع: حل الأزمة اللبنانية بانتخاب عون رئيسًا وحليفنا الحريري رئيسًا للحكومة

سمير جعجع وميشال عون (أ. ف. ب)
سمير جعجع وميشال عون (أ. ف. ب)

اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الخطوة الفعلية المطلوبة لحل الأزمة اللبنانية «تتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية»، وكرر موقفه المعروف قائلا: «الحل الوحيد في هذا الملف هو دعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ودعم حليفنا رئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة»، ورأى أن «الانتخابات النيابية من دون رئيس تؤدي إلى فراغ حكومي».
في كلمة له خلال احتفال أقيم إحياء لذكرى «شهداء حزب القوات اللبنانية»، وشارك فيه أمين سر «تكتل الإصلاح والتغيير» النائب إبراهيم كنعان، قال جعجع إن «رياح التغيير التي هبت على العالم العربي سوف تهب على لبنان لأن شعبنا شبع فسادا ولن يقف مكتوف اليدين طويلا وإنني أرى ثورة تلوح في الأفق». وأضاف: «انتظروا منّا حربا بلا هوادة على كل شيء اسمه فساد في الدولة اللبنانية». وشدد على أن «الانغماس في أزمات المنطقة هو من خارج الدولة، ومن دون رضا ولا موافقة اللبنانيين». وأن «ما جمعته ثورة الأرز، لن يفرقه إنسان، وما جمعته الشهادة، خصوصًا شهادة الشيخ بشير (الجميل) والرئيس رفيق الحريري لن يفرقه إنسان أيضًا».
ووصف جعجع الصورة في لبنان بأنها «سوداء»، داعيًا لأن تكون «دافعا لنضاعف جهودنا بحثًا عن حلول». موضحًا: «عامان ونصف العام من دون رئيس جمهورية، وحكومة تناقضات شبه مشلولة، ومجلس نيابي معطل بحكم التعطيل الرئاسي والوزاري، وحياة سياسية معدومة وسلسلة أزمات لا تنتهي، من أزمة النفايات إلى أزمة الاتصالات وما بينهما من وضع اقتصادي ومعيشي صعب جدًا بكل ما يتتبعه من تعقيدات بالحياة اليومية». ودعا المواطنين اللبنانيين «رغم كل آلامهم، للصمود».
واعتبر زعيم «القوات اللبنانية» أن «إجراء انتخابات نيابية من دون رئيس، يعني الوصول إلى فراغ حكومي يعقّد الأزمة»، وأن «الخطوة الفعلية المطلوبة هي انتخاب رئيس للجمهورية». ثم تساءل: «ما الفائدة من أن يكون لدينا رئيس مجلس وزراء ومجلس وزراء حين تكون صلاحيتهم الرئيسية مصادرة؟ وما الفائدة أن يكون لدينا مجلس نواب صوته مخنوق، تجنّبًا لمشكلة بالبلد؟»
وحول ملفات الفساد، قال جعجع إن «القوات اللبنانية» من الأطراف التي «ليس لديها أي شخص ملطّخ بأي ملف من ملفات الفساد المعروفة وغير المعروفة، وآخر الأمثلة أمامنا هي ملفات النفايات والاتصالات»، مضيفا: «على الرغم من كل الكلام ومن كل المطالبات، ورغم كل الأدلة، فلم نصل حتى الآن لأي نتيجة ملموسة ولو صغيرة على صعيد أي واحد من هذه الملفات». ثم لفت إلى أنه «وسط كل هذه الصورة السوداء برزت بالفترة الأخيرة نقطة واحدة مضيئة، وهي نجاحنا مع (التيار الوطني الحر) بوضع حد لحقبة سوداء من تاريخ العلاقة بين الحزبين»، مشيرًا إلى أن «الحرب اللبنانية انتهت إلى غير رجعة، وبدأت من المصالحات بمصالحة الجبل وأكملت بالمصالحة الكبيرة بـ14 آذار واستكملت بمصالحة القوات والوطني الحر».
وأخيرًا لفت جعجع إلى أن «مصالحة معراب لن تنحصر إيجابيّاتها على القوات والتيار بل ستطال الحياة السياسية اللبنانية كلها»، قائلا إنه «من حقّ البعض أن يفكّر أن هذا اتفاق مصالحة وانتهى، ولكن هذه المصالحة وضعت أول مداميك اتفاق سياسي أشمل»، قبل أن يكمل: إن «هذا الاتفاق بدأ بموضوع رئاسة الجمهورية، ولكن سيذهب إلى أبعد وأعمق وأشمل من الرئاسة». واختتم بالقول إن أزمة النزوح السوري أصبحت عبئا ثقيلا على الدولة ومواردها.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.