إدارة خاصة للتحقيق في قضايا الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في عدن

مدير إدارة البحث الجنائي أكد أن عودة النيابات للعمل ساهمت في حلحلة مئات القضايا المتكدسة

قوات الأمن اليمنية تجوب شارعا في عدن تعرض لهجوم إرهابي أواخر الشهر الماضي (رويترز)
قوات الأمن اليمنية تجوب شارعا في عدن تعرض لهجوم إرهابي أواخر الشهر الماضي (رويترز)
TT

إدارة خاصة للتحقيق في قضايا الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في عدن

قوات الأمن اليمنية تجوب شارعا في عدن تعرض لهجوم إرهابي أواخر الشهر الماضي (رويترز)
قوات الأمن اليمنية تجوب شارعا في عدن تعرض لهجوم إرهابي أواخر الشهر الماضي (رويترز)

يوما بعد يوم تتعافى المحافظات المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وقد عاد عدد كبير من المؤسسات الأمنية والقضائية للعمل في جنوب اليمن. وفي هذا السياق، كشف مدير إدارة البحث الجنائي بعدن، العميد صالح محمد القملي، لـ«الشرق الأوسط» عن فتح شرطة عدن إدارة تحقيق لمكافحة الإرهاب، هي الأولى في البلاد؛ وذلك لملاحقة المشتبهين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة، وما يسمى بتنظيم داعش، وكذا فتح سجلات للمطلوبين والفارين من السجون والمتهمين بقضايا جنائية، وفارين من وجه العدالة، لافتًا إلى أن إدارة البحث تساهم بما نسبته 80 في المائة من إيقاف الجريمة قبل وقوعها.
وأكد العميد القملي، أن عودة النيابات للعمل ساهمت كثيرًا في حلحلة مئات القضايا المتكدسة لدى البحث الجنائي، موضحًا أن القضايا، التي سلمت وهي مؤشر عليها من قِبل نيابة الاستئناف ووكيل نيابة البحث الجنائي، 150 قضية، وقد تمت إحالة هذه القضايا إلى النيابات الابتدائية والنوعية، مشيرًا في الوقت نفسه بأن لديهم في البحث الجنائي بعدن غرفة عمليات مناوبات على مدار الـ24 ساعة، وهذا الفريق المناوب الذي يتلقى تعليماته من مدير البحث يقوم بالإجراءات اللازمة أثناء حدوث أي جريمة خلال المناوبة. وأوضح العميد صالح محمد القملي، أن مقر إدارة البحث الجنائي في عدن تعرض إلى تدمير شامل جراء الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على عدن والجنوب في مارس (آذار) من العام الماضي، لافتًا إلى أن ذلك التدمير كان مقصودا وفي غاية الخبث، حيث تعرضت جل المكاتب للتدمير والتخريب، بما في ذلك المختبر الجنائي كاملاً، مضيفًا: لا أستطيع أن أتحدث عن هذا التدمير وحجم الخسائر التي لحقت بهذا الجهاز الجنائي، كما أن كوادر البحث تعرضوا وما زالوا يتعرضون إلى شتى صنوف التهديدات والنكايات والاغتيالات. ومضى العميد القملي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا «بفضل الله.. ثم بفضل اللواء شلال علي شائع، مدير الأمن الذي أولى اهتماما كبيرا لهذا الجانب، وبدعم ومساندة الأشقاء في قوات التحالف، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، استطعنا استعادة دور البحث ومكانته ونشاطه، حيث قمنا بالتواصل مع الإدارة، وحاولنا بذل جهود مضاعفة والبدء بالعمل مع استمرارنا في التواصل مع ضباط التحقيق، فكان حضورهم تدريجي حينها وصل البحث الجنائي إلى مستوى متوسط من النشاط.
وقال مدير البحث الجنائي بعدن إنه قبل بالمهمة لما تقتضه المرحلة ودواعيها والحالة الاستثنائية للبلاد، وقد استطاع أفراد البحث الجنائي خوض غمار الدفاع عن الحق والوقوف مع العدالة وبسط الأمن والاستقرار، وبذل جهود لا يستهان بها في لملمة ضباطنا وأفرادنا ومراقبة عملهم والإشراف عليه، حتى وصلت نسبة النشاط ودور البحث إلى 80 في المائة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها وتعقب الجناة ومطاردتهم والتحري والقبض عليهم وجمع الأدلة والاستدلالات للقضايا المتعددة وفقا للقوانين النافذة.
وفتحت إدارة المباحث في عدن، إدارة فرعية لمكافحة الإرهاب، والتحقيق مع المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، وما يسمى بتنظيم داعش، كما أقررنا ضرورة فتح سجلات للمطلوبين والفارين من السجون، وكذلك المتهمون بقضايا جنائية والفارون من وجه العدالة، وغيرها من صنوف القضايا التي يواجهها عملنا. وحول التحديات التي تواجه إدارته الحساسة رد العميد القملي قائلا إنه «ومع تعرض البلاد إلى التدمير والتخريب من قبل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وتركة الفساد المثقلة كما أسلفت فإن إدارة البحث دون شك تعاني صعوبات وإمكانات غير متاحة لمباشرة عملها بكل يسر هناك. ولفت العميد صالح محمد القملي إلى أن إدارة البحث الجنائي بعدن، ومن خلال العمل المكثف في إطار اختصاصها تقوم بالتحقيق في بعض القضايا التي ترتبط بمحافظات أخرى قريبة من عدن كمحافظتي لحج وأبين.
وتعرض مبنى البحث الجنائي والمختبر التحليلي الكائن في مبنى ملاصق لشرطة المدينة بحي خور مكسر وسط عدن إلى تدمير شامل من قبل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح أثناء غزوها عدن في مارس العام الماضي، من خلال سيطرتها على المبنى وتحويله إلى مخزن للأسلحة ومقر لقيادة العمليات؛ الأمر الذي دفع قوات التحالف إلى استهدافه بأكثر من غارة جوية حينها.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.