«هرمين».. من إعصار إلى عاصفة استوائية تضرب سواحل فلوريدا

«هرمين».. من إعصار إلى عاصفة استوائية تضرب سواحل فلوريدا
TT

«هرمين».. من إعصار إلى عاصفة استوائية تضرب سواحل فلوريدا

«هرمين».. من إعصار إلى عاصفة استوائية تضرب سواحل فلوريدا

حذر مسؤولون أميركيون من أن العاصفة الاستوائية هرمين تشكل خطرا على حياة السكان رغم أن قوتها تراجعت من فئة الإعصار بعدما ضربت ولاية فلوريدا والساحل الشرقي.
وأعلن المركز الوطني لمراقبة الأعاصير، الذي يوجد مقره في ميامي، أن العاصفة وبعدما تراجعت قوتها من إعصار إثر وصولها إلى ساحل فلوريدا الجمعة، أصبحت على بعد 80 كلم شمال شرقي عاصمة الولاية تلاهاسي وتنتقل نحو جورجيا.
وأضاف أن الرياح التي بلغت سرعتها 70 ميلا في الساعة (110 كلم)، والأمطار الغزيرة التي رافقت العاصفة تسببت في فيضانات وانقطاع التيار الكهربائي عن عشرات آلاف المنازل، وهي تتجه في اتجاه الشمال الشرقي بسرعة 14 ميلا في الساعة.
وضربت «هرمين» التي كانت مصنفة إعصارا من الفئة الأولى نحو الساعة 5.30 ت غ منطقة سانت ماركس جنوب العاصمة تلاهاسي، كما أضاف المركز.
وقال المركز «هناك خطر وقوع فيضانات يمكن أن تهدد السكان في الساعات الـ12 إلى 24 المقبلة على طول سواحل خليج المكسيك».
وقال رئيس بلدية تلاهاسي، أندرو غيلوم، أن الكثير من خطوط التيار الكهربائي قطعت، وهناك نحو مائة ألف منزل من دون كهرباء.
وأضاف لشبكة «سي إن إن»: «تعمل فرقنا الآن على تقييم الأضرار».
وطلب من السكان البقاء داخل منازلهم، فيما أكدت السلطات أن انقطاع الكهرباء لا يشكل خطرا على حياة السكان. وبثت محطات التلفزة المحلية مشاهد عن تأثير الرياح القوية والأمطار الغزيرة والشوارع التي غمرتها المياه.
وكان حاكم فلوريدا، ريك سكوت، حذر الخميس من أن الإعصار يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه المحيط التي قد تصل في بعض الأماكن إلى ثلاثة أمتار و65 سنتيمترا، وهذا أمر «يمكن أن يكون مميتا».
أغلقت مئات المدارس والإدارات الجمعة، وأعلنت حالة الطوارئ في نحو خمسين منطقة في الولاية؛ ما يتيح حشد إمكانات إضافية وعناصر أمن.
وأعلن الناطق باسم البنتاغون، جيف ديفيس، الخميس، أن نحو مائة عسكري من الحرس الوطني في فلوريدا تم نشرهم، في حين أن ستة آلاف عنصر آخر وضعوا في حالة تأهب للتدخل عند الضرورة. وأشار إلى أن هناك 34 ألف عنصر من الحرس الوطني في ولايات أخرى يمكن الاستعانة بهم كذلك عند الاقتضاء.
حذر المركز الإعلامي حول الأعاصير أيضا السلطات والسكان في ساحل الأطلسي وصولا إلى شمال شرقي الولايات المتحدة، ودعاهم إلى مراقبة تطورات الأوضاع.
و«هرمين» هو رابع إعصار يسجل في موسم الأعاصير في الأطلسي في 2016. ولم تشهد فلوريدا أعاصير منذ عام 2005 حين ضربها الإعصار ويلما، الذي أوقع عشرات القتلى من الباهاماس وصولا إلى المكسيك، وتسبب في أضرار بلغت ملايين الدولارات. وفي السنة نفسها ضرب الإعصار كاترينا قسما من لويزيانا وخليج المكسيك وتسبب في وفاة 1800 شخص.
ويمكن أن تضرب زوابع أيضا شمال فلوريدا وجنوب شرقي جورجيا. وأطلقت السلطات مساء الخميس تحذيرات عدة على ساحل الكاريبي والساحل الشرقي لفلوريدا. وأعلنت جورجيا حالة الطوارئ في 56 منطقة، وكذلك فعلت ولاية كارولاينا الشمالية في 33 منطقة.
والعواصف الاستوائية أقل حدة، لكنها خطرة، وهي يمكن أن تتشكل على بعد مئات الأميال من ساحل فلوريدا.
وقال مركز مراقبة الأعاصير إن «اشتداد العواصف الخطيرة مرفقا بارتفاع مستوى البحر يمكن أن يغرق مناطق جافة قرب الساحل».
وآخر إعصار في الولايات المتحدة كان الإعصار آرثر الذي ضرب كارولاينا الشمالية في عام 2014.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».