دي ميستورا يدعو موسكو وواشنطن لتسريع المفاوضات بشأن سوريا

مبعوث الأمم المتحدة يأمل في التوصل لهدنة مدتها 48 ساعة في حلب لتوصيل المساعدات

دي ميستورا يدعو موسكو وواشنطن لتسريع المفاوضات بشأن سوريا
TT

دي ميستورا يدعو موسكو وواشنطن لتسريع المفاوضات بشأن سوريا

دي ميستورا يدعو موسكو وواشنطن لتسريع المفاوضات بشأن سوريا

قال مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، اليوم (الخميس)، إنّ محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس كبار، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف اطلاق النار في سوريا.
من المرجح أن تستمر حتى مطلع الاسبوع مع اشتداد حدة الصراع.
وفي حديثه للصحافيين في جنيف أفاد دي ميستورا "نأمل أن تصل المفاوضات التي استمرت فترة طويلة جدًا إلى نتيجة. الوقت قصير". داعيًا روسيا والولايات المتحدة لتسريع المفاوضات بشأن سوريا.
من جانبه، قال يان ايغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الانسانية، إنّ الامل لا يزال قائما في التوصل إلى هدنة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب بشمال سوريا، للسماح بتوصيل المساعدات. وأضاف "ننتظر من النظام ردًا لتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة"، وتابع "طوال أربع سنوات من الحصار لم نتمكن من توصيل المساعدات إلى أهالي داريا". وأضاف "يحتاج نحو مليون شخص في حلب إلى مساعدات عاجلة".
وعبر دي ميستورا عن خشيته "من تكرار ما حدث في داريا بمناطق أخرى"، ودعا القوى العالمية والاقليمية ومن بينها ايران والسعودية إلى المساعدة في تمهيد الطريق أمام تهدئة أسبوعية للقتال في حلب.
ومع تبدد الآمال في استئناف محادثات السلام بنهاية أغسطس (آب)، ذكر دي ميستورا أنه يعتزم طرح مبادرة سياسية جديدة لاطلاع الجمعية العامة للامم المتحدة على تطورات الصراع في وقت لاحق هذا الشهر دون أن يذكر تفاصيل.
ويبدأ الاحد في هانغتشو شرق الصين، اجتماع قمة مجموعة العشرين، وقد تكون الفرصة الاخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما للتوصل إلى اتفاق بشأن سوريا واوكرانيا قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الاميركية. فمنذ لقائهما الثنائي الذي لم يكن مرتقبا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، في تركيا الذي كسر الجليد بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية، واجه الرئيسان صعوبة في تقريب مواقفهما بشأن تسوية هذا النزاع على الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها وزيرا خارجيتهما.
وتشن روسيا والولايات المتحدة ضربات جوية بشكل منفصل ضد مجموعات متطرفة في سوريا التي تشهد نزاعًا مسلحًا بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، وتختلفان بعمق حول مصير رئيس النظام بشار الاسد حيث تعارض موسكو بشدة رحيله وتطالب واشنطن به.
وكان أوباما قد أكّد في مطلع أغسطس أنّه على الرغم من العلاقة "القاسية والصعبة" مع روسيا لا تزال الولايات المتحدة تسعى إلى التعاون مع موسكو "لتحقيق انتقال سياسي في سوريا".



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».