«حكايا مسك» توثق عبارات لمؤثري العالم

إلهام الطفولة ينتج 720 قصة.. ورسامون يستحضرون قامات سعودية

إقبال كبير من الزوار على معرض «حكايا»

يقف زوار فعاليات «حكايا مسك» التي تنظمها مؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» في العاصمة الرياض، طويلاً عند جناح «للكلمة روح»، الذي يخلد على أحد جدرانه، أشهر العبارات التي أطلقها مؤثرون حول العالم، ومنها ما قاله ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لإحدى وسائل الإعلام: «لدينا أحلام مختلفة»، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام حول العالم لفترة طويلة.
واحتضن الجدار أيضًا جملة للرئيس الأميركي بارك أوباما، وهي الجملة التي استخدمها كعبارة ترويجية لحملته في الانتخابات الرئاسية عام 2008، وهي: «نعم نحن نستطيع»، ونجح بسببها في الانتخابات، وقاد أميركا لدورتين متتاليتين.
وفي مكان آخر، جملة أطلقها أحد زعماء أميركا، وهو مارتن لوثر كنغ، زعيم حركة الحقوق المدنية، الذي طالب بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود، وقال في خطابه الشهير: «عندي حلم».
ومن السياسيين إلى الشعراء، إذ دون على جدار «للكلمة روح» نص لجبران خليل جبران، يقول فيه: «لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرا لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ، فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت، فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت».
وعلى ذات الجدار عبارة لألبيرت آينشتاين، حينما طلب منه الإسرائيليون أن يتقلد رئاسة كيانهم المصطنع زورًا عام 1948، فرفض مطلبهم بقوله: «تعمل السياسة من أجل اللحظة الراهنة، أما المعادلات فهي للخلود».
* الفراج في الحد الجنوبي
ووسط حضور جماهيري قدر بـ2154 زائرا، استضاف مسرح «حكايا المرابطين» الإعلامي السعودي وليد الفراج، الذي أكد أن الدافع الأول لذهابه إلى الحد الجنوبي، كان بسبب ما يراه من طرح في وسائل إعلام معادية، فاستشعر القصور من جانبه وسعى للقيام بواجبه.
وقال الفراج: «ذهبت إلى الحد الجنوبي لمشاهدة الوضع عن كثب، وطلبت من القيادات العسكرية هناك أن أكون أقرب إلى الحد وإلى ساحات القتال والاشتباك، تحديدا في (الخوبة) التي تبعد 3 كيلومترات عن الشريط الحدودي، وفي البداية رفضوا لأن المنطقة خطرة على المدنيين، وبعد إلحاح شديد توجهت إلى الخوبة، وشاهدت الإيمان بالنصر الذي يغمر قلوب أبطالنا في تلك المنطقة الحدودية، وأيضا ما ينافي ما تنشره وسائل إعلام العدو من أكاذيب ودعايات، ورأيت بعيني ما لم تنشره وسائل إعلامنا التي لم تعط جنودنا حقهم من الزخم الإعلامي».
وانتقد الفراج إبراز قضايا مواقع التواصل الاجتماعي «التافهة» على حد وصفه، لتأخذ مكان القضايا الأهم، مشيرًا إلى الأوسمة التي يطلقها المغردون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ يتصدر «الترند» أوسمة وصفها الفراج بـ«غير الهادفة»، بينما أوسمة شهداء الواجب وإن احتلت الصدارة فهي ليوم واحد فقط، ثم تغيب إلى الأبد.
ودعا إلى إنتاج أفلام عن هؤلاء الأبطال وتوثيق جهودهم، وألا نجعل قصصهم وبطولاتهم حبيسة الأدراج، والاستفادة من تجربة هذه الحرب في تحسين الوضع الإعلامي في المحافل الرسمية.
* إبداع الطفولة
خرج الشقيقان فيصل ووسن الصهيل مزهوين، وهما يحملان بين يديهما كتيبين صغيرين، يمثلان أول قصة قصيرة من بنات أفكارهما، وهاتان القصتان من بين 720 قصة قصيرة، رواها أطفال ألهمهم نظراؤهم، ليكون المنتج النهائي روائيا للمستقبل، ولتشهد «حكايا مسك» على تأسيس جيل جديد يجعل من القراءة والتأليف نافذة ينطلق من خلالها إلى العالم.
وطوال أيام «حكايا مسك»، حمل جناح «المؤلف الصغير»، راية الدعم لتأسيس ثقافة جديدة تعتمد على إلهام الأطفال لبناء جيل جديد يستمد قوته من ثقته بنفسه، وتكون بذلك شمعة مضيئة في سماء النخبة المستقبلية، تحقق أهدافًا سامية لبناء المجتمع.
وأشارت مسؤولة جناح «المؤلف الصغير» مشاعل العريفي، إلى أن الجناح شهد إقبالاً كبيرًا من الأطفال، إذ تجاوز عدد الزوار 1300 طفل يوميًا، لافتة إلى أن الجناح يعتمد على مدربات متخصصات في مجال رياض الأطفال، كما أن هناك أطفالاً محفزين لنظرائهم في بعض أقسام الجناح مثل المؤلف الصغير الذي كان نتاجه 720 قصة مطبوعة، سردها زوار الملتقى من الأطفال وانتهت بطباعتها، ووضعت صورة المؤلف الصغير واسمه عليها ليحتفظ بها للذكرى، ولتكون محفزة له في مواصلة الاستكشاف وتنمية قدراته. وأوضحت العريفي أن جناح «المؤلف الصغير» يضع في اعتباره أساسيات تأهيل هؤلاء الأطفال وتحفيزهم للتفكير والإبداع، مؤكدة مراعاته أن يكون الترفيه بهدف التعليم، وأن كل لحظة يقضيها الطفل داخل الجناح تكسبه مهارة جديدة أو تنمي موهبة في مجال يكون شغوفًا به.
* لوحات فنية بأيدٍ سعودية
وبعد نحو 16 عامًا من رحيل الفنان طلال مداح، استحضر 3 شباب سعوديين روحه الغنائية التي جذبت لهم كثيرا من محبيه، عبر رسم لوحات فنية، تحضر فيها تلك الكلمات التي تغنى فيها «صوت الأرض». وشهدت اللوحات الخاصة به إقبالاً كبيرًا، في سوق حكايا ضمن فعاليات «حكايا مسك». كما حضر كذلك الفنان عبادي الجوهر، والجوهرة السوداء ماجد عبد الله، في لوحات تلك المجموعة.
ولادة الفكرة، كانت داخل أروقة الاستراحات، حيث اجتمع ثلاث شبان، يبحثون عن فكرة إبداعية يقضون بها وقت فراغهم، ومع تنوع هواياتاهم، اجتمعوا على تكوين مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص، أحدهم بالنحت، والآخر برسم اللوحات، وثالث بالرسم على الجدران.
ومع الوقت، استفاد كل منهم من الآخر، فأصبح المتمرس في رسم اللوحات، ينحت ويرسم على الجدران، وهكذا، حتى أنشأوا حسابات على «إنستغرام»، ليؤدوا أعمالاً حسب الطلب.
وذكر عاصم العثمان، أحد أعضاء المجموعة، أن مبيعات الركن خلال الفعالية وصلت إلى أكثر من 50 لوحة، حيث تنوعت ما بين المشاهير.
وأغلقت فعاليات «حكايا مسك» أبوابها مساء أمس، معلنة نهاية الأيام الستة المخصصة لها، وشهد يوم أول من أمس الجمعة حضور 28915 زائرا، ليصل عدد الزيارات في 5 أيام إلى نحو 119 ألف زائر.