عروض فنية متنوعة لغاليري «ضي» في القاهرة

تتضمن عشرين معرضًا لفنانين من مصر والعالم العربي

من أعمال الفنان المصري حامد أبو المجد، سيعرضها الغاليري في معرض خاص له
من أعمال الفنان المصري حامد أبو المجد، سيعرضها الغاليري في معرض خاص له
TT

عروض فنية متنوعة لغاليري «ضي» في القاهرة

من أعمال الفنان المصري حامد أبو المجد، سيعرضها الغاليري في معرض خاص له
من أعمال الفنان المصري حامد أبو المجد، سيعرضها الغاليري في معرض خاص له

باقة عروض متنوعة من الفن التشكيلي المصري والعربي، تجمع بين تجارب عدد من الفنانين الرواد والشباب، يستعد غاليري «ضي - أتيليه العرب» أحدث قاعات الفن الخاصة بالقاهرة، لتقديمها ضمن خطته الفنية الجديدة لهذا العام، والتي تمتد إلى منتصف العام المقبل 2017.
لفت الغاليري أنظار الفنانين إليه بقوة منذ افتتاحه في مارس (آذار) الماضي بمعرض جماعي ضم نخبة مختارة من التشكيليين والمصريين العرب، من لبنان والسودان والسعودية والعراق وفلسطين والأردن والصومال والمغرب وسوريا والكويت وقطر. ويسعي كما يقول هشام قنديل، رئيس مجلس إدارته إلى إشاعة حالة من الحوار البناء حول دور الفن التشكيلي في الارتقاء بالذائقة الجمالية في الوجدان العام، وكذلك علاقته بالفنون الأخرى كالسينما والمسرح والأدب والشعر والموسيقى.
حديثا نظم أتيليه العرب معرض ومسابقة «ضي» الأولى للشباب تحت 35 سنة، ثم أقام معرضا لمقتنيات الغاليري الخاصة صحبه تدشين منتدى الشاعر المصري الراحل محمد عفيفي مطر. يضيف قنديل إن خطة الغاليري تتضمن 20 معرضا للرسم والنحت والتصوير، تصاحبها أمسيات ثقافية نقدية، وشعرية وفنية تتناول بالنقد والتحليل الحركة الثقافية المصرية والعربية، لافتا إلى أن من أهم المعارض التي سيقدمها الغاليري خلال هذا الموسم معرض الفنان الرائد محمود أبو المجد، وهو من الرعيل الأول للفن التشكيلي المصري الذي يضم فنانين كبارا مثل عبد الهادي الجزار وحامد ندا، وكان أبو المجد معاصرا لهؤلاء الفنانين الكبار، ومشاركا لهم طموحاتهم وأحلامهم الفنية. واعتبر الفنان الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق هذا المعرض من المعارض التي يفخر الغاليري بتقديمها للحركة التشكيلية المصرية والعربية.
وتتضمن خطة الغاليري معارض للفنانين المصريين: مصطفي الفقي، السيد عبده سليم، رضا عبد الرحمن، أيمن السمري، سعيد بدر، ناجي شاكر، محسن شعلان، طارق الكومي، عصام معروف، صلاح المليجي، حسن كامل، عز الدين نجيب، محمد الناصر.. إضافة إلى مجموعة معارض استعادية وشخصية لكوكبة من الفنانين المصريين والعرب منهم: عبد السلام عيد، حسين ماضي (لبنان)، راشد دياب (السودان)، فهد الحجيلان (السعودية)، وليد عبيد، الفنان الراحل شاكر المعداوي، محمد أبو النجا، حمدي أبو المعاطي، الفنان الراحل مصطفي مشعل، والفنان ناجي فريد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».