البرلمان العراقي يطيح وزير الدفاع.. قبيل معركة الموصل

إقرار قانون العفو العام بعد سنوات من الجدل.. في خطوة نحو «مصالحة» منتظرة

صورة أرشيفية لإحدى جلسلت البرلمان العراقي (رويترز)
صورة أرشيفية لإحدى جلسلت البرلمان العراقي (رويترز)
TT

البرلمان العراقي يطيح وزير الدفاع.. قبيل معركة الموصل

صورة أرشيفية لإحدى جلسلت البرلمان العراقي (رويترز)
صورة أرشيفية لإحدى جلسلت البرلمان العراقي (رويترز)

اطاح البرلمان العراقي، امس، بوزير الدفاع خالد العبيدي، على خلفية مزاعم فساد، بينما يستعد الجيش لهجوم على الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم داعش، الارهابي، في العراق. كما أقر المشرعون العراقيون امس قانون العفو العام، بعد سنوات من الجدل. ويعد قانون العفو العام من أهم بنود البرنامج السياسي الذي تم الاتفاق عليه بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية في سبتمبر (أيلول) 2014.
وقال نائبان عراقيان، ان البرلمان صوت بموافقة 142 نائبا ومعارضة 102 على سحب الثقة من العبيدي بعد استجوابه هذا الشهر بشأن عقود أسلحة. وينفي العبيدي مزاعم الفساد. وكان العبيدي وهو حليف لرئيس الوزراء حيدر العبادي، قاد حملة الجيش لاستعادة الاراضي التي استولى عليها داعش، في 2014. واتهم النواب وزارة الدفاع باهدار ملايين الدولارات واضعاف القوات المسلحة لدرجة انهيارها في 2014 في مواجهة هجوم داعش، في ظل حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي كان أيضا قائما بأعمال وزير الدفاع. ويعاد بناء الجيش العراقي ببطء بمساعدة تحالف تقوده الولايات المتحدة. واستعاد الجيش والميليشيات المساندة له مناطق عديدة من داعش لكن الاختبار الاكبر سيكون في معركة الموصل.
وجاء اعلان سحب الثقة عشية إعلان العبادي تحرير ناحية القيارة التي تعد المدخل الرئيس للوصول الى الموصل والتي جاء إعتراض زعماء الكتل السياسية على عدم سحب الثقة منه بوصفه يدير معركة الموصل. وكان البرلمان العراقي فشل خلال جلسة أول من امس في التوافق على سحب الثقة عن وزير الدفاع خالد العبيدي وكذلك عدم التوافق على بعض فقرات قانون العفو العام الأمر الذي دعاه الى تاجيل التصويت الى جلسة أمس الخميس. وكان العبيدي قد وجه إتهامات مباشرة الى رئيس البرلمان سليم الجبوري وعدد من النواب الآخرين وكلهم من الكتلة التي ينتمي اليها «تحالف القوى العراقية» الامر الذي حمل الجبوري على طلب سحب الحصانة البرلمانية عنه والتوجه الى القضاء للتحقيق معه حيث صدر حكم بالإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة.
على صعيد ذي صلة وبعد سنوات من الجدل والخلافات بشان قانون العفو العام فقد صوت البرلمان العراقي خلال جلسة أمس على إقرار القانون بالأغلبية. ويعد قانون العفو العام من أهم بنود البرنامج السياسي الذي تم الاتفاق عليه بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية في شهر سبتمبر «أيلول» 2014. وكان البرلمان العراقي أقر خلال شهر يوليو (تموز) الماضي قانون حظر تجريم حزب البعث وهو القانون الذي كان وضع مقابل قانوني العفو العام والمساءلة والعدالة. ففيما يدافع الشيعة عن إقرار قانون تجريم حزب البعث فإن السنة يدافعون عن إقرار قانوني العفو العام والمساءلة والعدالة.
وفي هذا السياق أعلن عضو البرلمان العراقي عن كتلة تحالف القوى العراقية محمد الكربولي في تصريح لـ»الشرق الأوسط» إن «إقرار هذا القانون يعد لبنة أساسية على طريق المصالحة والتوافق الوطني برغم أن القانون قد لايكون بمستوى ما كنا نطمح اليه لكننا ولكوننا نراعي الوضع الأمني في البلاد فإننا نرى إنه خطوة هامة على الطريق الصحيح» مبينآ أن «الحاجة ماسة الآن لإقرار قانون المساءلة والعدالة الذي يعد هوالآخر من القوانين الهامة والذي إكتمل من كل النواحي وقد تم التوافق على أغلبية مواده».
وأوضح الكربولي إنه «في الوقت الذي نرى أن هذا القانون يعد أحد قوانين المصالحة الوطنية فإننا نتطلع الى تطبيقه بكل شفافية». من جهتها أكدت عضو البرلمان العراقي عن كتلة إئتلاف الوطنية ميسون الدملوجي رئيسة لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي في تصريح لـ»الشرق الأوسط» إن «إقرار قانون العفو العام أمر مهم الآن وفي هذه المرحلة بالذات علما أن القانون جيد حيث إنه لايستثني الإرهابيين ويسهل عملية إعادة التحقيق والمحاكمة لمن يشك القضاء في عدالة الحكم عليه». وأضافت الدملوجي إن «من غير الممكن التساهل مع الإرهابيين وفي الوقت نفسه نرفض أن يظلم أي إنسان بالمخبر السري اوبإنتزاع الإعترافات بالتعذيب». وكان البرلمان العراقي أقر في العام 2008، قانوناً للعفو العام أفرج بموجبه عن آلاف من المعتقلين آنذاك، لكنه لاقى اعتراضات واسعة من قبل بعض الجهات السياسية كونه أسهم بالإفراج عن بعض قيادات تنظيم القاعدة في حينها. في السياق نفسه أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن البرلمان ماضٍ بإقرار التشريعات المهمة ومنها قانون المحكمة الاتحادية. وقال سليم الجبوري خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر البرلمان إن «عملية استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي قد انتهت، وسنشرع باستجواب وزير المالية هوشيار زيباري»، عاداً أن «بقاء الوزير أمر لا يعنيه ولكنه يتفاعل مع النتائج». وأضاف الجبوري، أن «البرلمان ماضٍ بإكمال التشريعات المهمة ومنها قانون المحكمة الاتحادية»، مشيراً الى أن «البرلمان بانتظار اكمال قانون المساءلة والعدالة من قبل اللجان المختصة».وأكد الجبوري، أن «قانون العفو العام يتضمن 15 استثناءً، ولا يتيح العفو عمن أوغل بدماء العراقيين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.