«حزب الله» العراق يواصل اختطاف أكثر من 2500 بينهم نساء وأطفال في الرزازة

مسؤول عراقي: رئيس الوزراء تجاهل المطالب ببحث مصيرهم بحجة أن البلد مشغول بمحاربة «داعش»

«حزب الله» العراق يواصل اختطاف أكثر من 2500 بينهم نساء وأطفال في الرزازة
TT

«حزب الله» العراق يواصل اختطاف أكثر من 2500 بينهم نساء وأطفال في الرزازة

«حزب الله» العراق يواصل اختطاف أكثر من 2500 بينهم نساء وأطفال في الرزازة

كشف مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا «حزب الله» العراق ما تزال تواصل اختطاف أكثر من 2500 معتقل بينهم نساء وأطفال منذ أكثر من عامين في منطقة الرزازة، دون كشف عن مصيرهم أو حتى تسليمهم أو معرفة الدافع خلف هذا الأمر. وقال رئيس كتلة تحالف القوى العراقية أسامة النجيفي إن الاختطاف كان عشوائيًا من الحافلات والبيوت والشوارع.
وقال النجيفي لـ«الشرق الأوسط»، «لقد تحدثت لرئيس الوزراء عن هؤلاء المعتقلين وما هي أسباب اعتقالهم من قبل ميليشيا وليست أجهزة أمنية، ولم نحصل على أي ردود بعذر أن البلد مشغول اليوم بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي».
وتتمتع ميلشيات الحشد الشعبي بنفوذ عسكري وأمني أقوى بكثير من نفوذ الأجهزة الأمنية الرسمية، إذ يصعب ردعهم أو الاعتراض عليهم أو اعتراضهم في نقاط التفتيش أو عندما يداهمون أي بيت أو مؤسسة حكومية. ومع أن المسؤولين في الحشد الشعبي غالبا ما يرددون أن «هيئة الحشد الشعبي مؤسسة حكومية تابعة للقائد العام للقوات المسلحة وحالها حال بقية التشكيلات الأمنية مثل مكافحة الإرهاب وغيرها»، لكن زعيم ميليشيا كتائب العباس، أوس الخفاجي غالبا ما يؤكد أن ميليشياه لا تتبع الحكومة العراقية وإنما تأخذ أوامرها من إيران مباشرة، بينما أعلن محسن الفضلي زعيم ميليشيا كتائب خراسان أن «كتائب خراسان تتبع مباشرة ولي الفقيه ولا تتلقى أي أوامر من الحكومة العراقية».
من جهته يؤكد النائب حامد المطلك، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لـ«الشرق الأوسط» أن» الميلشيات المسلحة التي تعمل خارج القانون تتمتع بنفوذ واسع أكثر مما تتمتع به الأجهزة الأمنية الحكومية»، مشيرا إلى أن «تسليحها أفضل بكثير من تسليح القوات الأمنية»، مطالبا بأن ينحصر السلاح بأيدي الحكومة».
وأضاف المطلك لـ«الشرق الأوسط» قائلا إن «الحشد الشعبي ارتكبوا انتهاكات كبيرة ضد المدنيين في الصقلاوية وجرف الصخر والفلوجة، وحتى اليوم هناك مئات المعتقلين من أبناء الفلوجة لدى الحشد الشعبي دون معرفة الأسباب».
في شوارع بغداد تجول سيارات ذات الدفع الرباعي وبداخلها مسلحون لا يحملون أي أوراق ثبوتية رسمية وتحمل سياراتهم لوحات كتب عليها «عصائب أهل الحق» و«الحشد الشعبي»، وهؤلاء لا يخضعون للتفتيش في النقاط الأمنية، وإذا ما اعترضتهم نقطة سيطرة أمنية فإنهم يقومون بالاعتداء على ضباطها أو عناصرها أو اعتقالهم وقيادتهم لجهة مجهولة.
ويقول المحامي حسام يعقوب «منذ أكثر من عامين وأنا أبحث عن مخطوفين تم اقتيادهم من بيوتهم وأماكن عملهم من قبل ميلشيات مسلحة غير حكومية، ولم أتلق أي دعم من أي جهة أمنية حكومية كونهم يعرفون أن من اختطفهم هي ميلشيات الحشد الشعبي».
وأضاف يعقوب قائلا لـ«الشرق الأوسط»، «صار اليوم أي جهة أو عصابة أو أفراد يرتدون الخاكي ويضعون شارة الحشد الشعبي ويتصرفون كجهة أمنية لها نفوذها دون أن يعترضها أحد»، وذكر أن «ثمة شابا أطلق على نفسه الباقري النجفي وأطلق لحيته ومعه بعض الأفراد ظهر في الشوارع العامة ببغداد وهو يحمل مسدسه بينما الأفراد الذين معه يحملون بنادق الكلاشينكوف وادعى أنه من الحشد الشعبي»، مشيرا إلى أن «الباقري هذا قام بزيارة وزارة الداخلية والتقى المسؤولين الأمنيين فيها كما التقى عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي وزار كليات تابعة لجامعة بغداد مدعيا أنه مدعوم من إيران، وبعد يومين ظهرت امرأة اسمها إنعام بدر السويعيدي باعتبارها قائدة قوات مسلم بن عقيل وادعت أنها تتبع الحشد الشعبي».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.