اقتراب عودة أهالي الفلوجة النازحين و700 عائلة تنتظر معرفة مصير أبنائها المختطفين

وزير التخطيط العراقي: تحرير المدينة سيفقد قيمته إذا لم يعد السكان إليها

جانب من الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية في الفلوجة (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية في الفلوجة (رويترز)
TT

اقتراب عودة أهالي الفلوجة النازحين و700 عائلة تنتظر معرفة مصير أبنائها المختطفين

جانب من الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية في الفلوجة (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية في الفلوجة (رويترز)

في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي لعودة نازحي الفلوجة إلى مساكنهم خلال الشهر المقبل، فإن أهالي هذه المدينة ما زلوا يجهلون مصير نحو 700 شخص من أبناء منطقة الصقلاوية التابعة لها، فيما نفى مجلس محافظة الأنبار أي وجود لقطعات «الحشد الشعبي» داخل الفلوجة، والوجود يقتصر على القوات العسكرية والشرطة المحلية ومقاتلي أبناء العشائر. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار جاسم العسل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستعدادات جارية حاليا لإعادة نازحي الفلوجة إلى ديارهم بعد إعادة تأهيل جزء من البنية التحتية للمدينة التي لم يطالها تدمير كبير في بنيتها التحتية بخلاف ما كان متوقعا خلال المواجهة مع تنظيم داعش، على أن تكون عودة الأهالي على مرحلتين؛ وسوف تشمل المرحلة الأولى سكان أطراف الفلوجة، حيث ستتم إعادتهم خلال مطلع شهر سبتمبر (أيلول) المقبل بينما سكان مركز المدينة ستتم إعادتهم عند منتصف الشهر».
وأضاف العسل أن «الدوائر الخدمية في القضاء لا تزال تعمل على تنظيف الشوارع وفتحها وتفكيك العبوات، بحيث نستطيع القول إن أغلب الأحياء داخل مدينة الفلوجة باتت جاهزة لاستقبال النازحين، مع قلة الإمكانات والحاجة إلى مزيد من المساعدات على كل المستويات». وكشف أن «الأمر الذي لا يزال يقلقنا هو عجزنا عن معرفة مصير المخطوفين من أبناء الصقلاوية، ويبلغ عددهم نحو 700 شخص، حيث ما زلنا لا نعرف عنهم شيئا، على الرغم من مناشداتنا، بالإضافة إلى تشكيل اللجان الخاصة بذلك، ومنها لجنة تم تشكيلها من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي، لكنها لم تتمكن حتى الآن من معرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة أم تمت تصفيتهم».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك جهة تقف خلف عملية اختفاء هذا العدد، قال العسل إن «بعض قطعات (الحشد الشعبي) هي التي قامت باختطافهم». وعما إذا كانت العملية قد جرت بالفلوجة، قال العسل إن «العملية تمت في الصقلاوية، ومعظم المخطوفين من أبناء عشيرة واحدة هي المحامدة»، مبينا أنه «لا توجد قطعات (حشد شعبي) بالفلوجة، حيث ينحصر وجودهم حاليا عند تقاطع ناظم الثرثار». وأشار في معرض حديثه إلى أن «المختطفين ليسوا هذا الرقم فقط، بل أرقام أخرى مخيفة في أماكن وأزمنة مختلفة»، وأضاف: «اختفاء الـ700 شخص من أهالي الفلوجة يضاف إلى اختطاف 1200 شخص بالقرب من بحيرة الرزازة قبل ذلك، حيث لا يزال مصيرهم مجهولا أيضا».
إلى ذلك، أكد وزير التخطيط العراقي ورئيس الجهد الخاص بإعادة نازحي الفلوجة، سلمان الجميلي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عودة نازحي الكرمة والصقلاوية والفلوجة باتت وشيكة بعد تأمين الخدمات الأساسية بنسبة كبيرة، حيث تم تجهيز محطات الماء والكهرباء وتنظيف المناطق من العبوات الناسفة». وأضاف الجميلي، وهو قيادي في «تحالف القوى العراقية» ومن أهالي الفلوجة إن «النازحين عانوا الأمرين وتعرضوا خلال عمليات النزوح القسرية إلى كثير من المشكلات بسبب النزوح، حيث ما زال يواجهنا كثير من المصاعب على صعيد تأمين عودة ناجحة لكل النازحين»، مؤكدا أن «القيمة الحقيقية لتحرير المدينة لن تكتمل ما لم يعودوا إلى منازلهم بأسرع وقت ممكن، واستنادا إلى خريطة الطريق التي وضعت لذلك». وأشار الجميلي إلى أن «عمليات النزوح شكلت مشكلة كبيرة للحكومة ولكل الجهات، بسبب النقص في توفير المواد المطلوبة، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة للنازحين، وهو ما يجعل ترتيبات العودة تصطدم بكثير من العوائق التي نعمل على تذليلها، وهو ما تمكنا من تحقيقه إلى حد كبير».
وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق أكدت وأبدت حرصها على تقديم مزيد من المساعدات للنازحين في العراق. وقال ممثل الأمين العام في بغداد يان كوبيش خلال استقبال الرئيس العراقي فؤاد معصوم له أمس إن «الأمم المتحدة ماضية في العراق بتقديم المساعدات للعوائل النازحة»، مسلطا الضوء على خطط البعثة الدولية لاستيعاب أعداد أكبر، لا سيما من مدينة الموصل والمناطق التي تشهد عمليات عسكرية. وقال بيان لرئاسة الجمهورية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «جرى خلال اللقاء بحث خطط بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) لإغاثة النازحين، وعمليات إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.